يشهد المشهد الصناعي في السعودية تحولًا ملحوظًا مع ظهور مصانع جديدة في السعودية. وفي شهر حزيران/يونيو 2023 وحده، منحت وزارة الصناعة والثروة المعدنية ما مجموعه 73 ترخيصًا جديدًا في مختلف القطاعات، مما يشير إلى خطوة كبيرة نحو التوسع الاقتصادي.
توسيع الآفاق: زيادة التراخيص في يونيو
شهد شهر يونيو 2023 موجة من النشاط في القطاع الصناعي، حيث منحت المملكة العربية السعودية 73 ترخيصًا جديدًا لوحدات الإنتاج في قطاعات متنوعة. وتوزعت هذه التراخيص على النحو التالي: 19 في إنتاج الأغذية، وسبعة في المعادن الأساسية، وخمسة في الصناعات التحويلية، وستة في الإنتاج الكيميائي، وستة في تصنيع المنتجات المعدنية اللافلزية.
تمكن هؤلاء الوافدون الجدد من جمع حجم استثمار مثير للإعجاب بلغ 1.8 مليار ريال سعودي (حوالي 479 مليون دولار). وفي حين يمثل هذا الرقم انخفاضًا طفيفًا مقارنة باستثمارات شهر مايو، تجدر الإشارة إلى أن رخص شهر يونيو رفعت العدد الإجمالي للرخص الصادرة في عام 2023 إلى 557 رخصة، مع تجاوز إجمالي استثمارات الصناعة 1.4 تريليون ريال سعودي.
تعزيز ريادة الأعمال: الشركات الصغيرة تأخذ زمام المبادرة
احتلت الشركات الصغيرة مركز الصدارة في يونيو، حيث حصلت على حصة الأسد من التراخيص بنسبة 86.3٪. وفي الوقت نفسه، شكلت الشركات المتوسطة ومتناهية الصغر 12.33٪ و 1.37٪ على التوالي. وأدى بدء الإنتاج من قبل 93 مصانع جديدة في السعودية إلى ضخ استثمارات بقيمة 3.3 مليار ريال سعودي وخلق أكثر من 1300 فرصة عمل.
حصة الأسد من التراخيص
شهد شهر يونيو ظهور مصانع جديدة في السعودية في مختلف القطاعات، وقد لعبت المصانع الوطنية السعودية دورًا مهيمنًا في مشهد التراخيص، حيث حصلت على 72.60٪ من إجمالي التراخيص الصادرة. تلتها الشركات الأجنبية بنسبة 16.44٪، بينما شكلت شركات الاستثمار المشترك 10.96٪.
رؤية تتكشف: عقد من النمو
كشف وكيل وزارة الصناعة والثروة المعدنية أسامة بن عبد العزيز الزامل أن عدد المصانع في المملكة ارتفع بنسبة 50٪ منذ إطلاق رؤية 2030. وتسعى هذه الرؤية الطموحة إلى تنويع الاقتصاد السعودي، وقد شهدت بالفعل إنشاء أكثر من 10,000 منشأة صناعية، مع بدء تشغيل 1,023 وحدة في عام 2022 وحده.
المرونة الصناعية: لمحة عن أداء يونيو 2023
وعلى الرغم من بعض التقلبات، أظهر القطاع الصناعي في المملكة العربية السعودية مرونة في يونيو. ارتفع نشاط التصنيع بنسبة 10.1٪ مقارنة بالشهر نفسه من العام السابق. أبلغت الهيئة العامة للإحصاء عن زيادة بنسبة 0.5٪ في الرقم القياسي العام للإنتاج الصناعي في يونيو 2023، على الرغم من حدوث انخفاض طفيف بنسبة 1.6٪ مقارنة بشهر يونيو من العام السابق.
في حين شهدت أنشطة التعدين واستغلال المحاجر انخفاضًا بنسبة 6.5٪ في يونيو 2023، ويرجع ذلك أساسًا إلى انخفاض إنتاج المملكة العربية السعودية من النفط إلى 9.9 مليون برميل يوميًا، ارتفعت إمدادات الكهرباء والغاز بنسبة 25٪. تحمل أنشطة التعدين والمحاجر وزنًا كبيرًا في مؤشر الإنتاج الصناعي، مما يؤثر على الاتجاهات وفقًا لذلك.
منظور أوسع: التنويع الاقتصادي
ينعكس التزام المملكة العربية السعودية بتنويع اقتصادها في نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي، الذي ارتفع بنسبة 1.1٪ في الربع الثاني من عام 2023 مقارنة بالفترة نفسها من عام 2022. وتؤكد هذه الإنجازات التقدم الذي أحرزته المملكة في مجال التنويع الاقتصادي، وهو عنصر أساسي في رؤية 2030.
الخاتمة
في الختام، فإن ظهور مصانع جديدة في السعودية هو شهادة على التزام الأمة بالتنويع الاقتصادي والنمو. ومع وجود أهداف طموحة في الأفق، يستمر القطاع الصناعي في الازدهار، وتوفير فرص جديدة، وخلق فرص العمل، وتعزيز مكانة المملكة على الساحة الاقتصادية العالمية.
