اقتصاد

زيادة أسعار الأسماك بالمجمعات الاستهلاكية تثير استياء المواطنين




إسلام عبد المعبود



نشر في:
الأحد 10 أغسطس 2025 – 7:53 م
| آخر تحديث:
الأحد 10 أغسطس 2025 – 7:53 م

مواطن: ارتفاع السعر فى منفذ حكومى مقارنة بالأسواق الشعبية غير منطقى.. ومصدر بـ«المجمعات»: هامش الربح ارتفع دون مبرر

«التموين»: اجتماعات مرتقبة لبحث فروق الأسعار وضبط الأسواق

 

شهدت أسعار الأسماك فى المجمعات الاستهلاكية ارتفاعًا ملحوظًا خلال الفترة الأخيرة، ما أثار حالة من الاستياء بين المواطنين، خاصة أن هذه المجمعات تُعرف بتقديم السلع بأسعار أقل من الأسواق الحرة، الأمر الذى دفع بعضهم إلى العزوف عن الشراء.

وخلال جولة ميدانية لـ«الشروق»، داخل عدد من المجمعات الاستهلاكية بالقاهرة، رصدنا أن سعر كيلو السمك البلطى النىء وصل إلى 125 جنيهًا، بينما يُباع البلطى المشوى بـ145 جنيهًا، فى حين تتراوح الأسعار بالأسواق الخارجية بين 80 و90 جنيهًا للكيلو، بفارق 50 جنيهًا تقريبًا.

ويقول أحمد على، أحد المتسوقين: «توقعت أن أجد أسعار الأسماك فى المجمع أقل من السوق بـ20 أو 30 جنيها، لكن فوجئت أن السعر أعلى من محل السمك القريب من منزلى بـ40 جنيها، وهذا غير منطقى فى منفذ حكومى».

أما أحمد حسن، موظف، فيقول إنه فوجئ عند زيارته أحد المجمعات الاستهلاكية لشراء الأسماك بارتفاع الأسعار بشكل كبير، مشيرًا إلى أن سعر كيلو السمك البلطى النىء وصل إلى 125 جنيهًا، بينما يباع فى الأسواق الخارجية بسعر أقل بنحو ٨٠ جنيهًا.

وأضاف، أن المجمعات الاستهلاكية من المفترض أن تقدم أسعارًا مخفضة للمواطنين، لكنها أصبحت أغلى من الأسواق، مما جعل كثيرين يعزفون عن الشراء.

وأوضحت ربة منزل، منى عبدالعزيز، أنها كانت تعتمد على المجمعات الاستهلاكية لشراء احتياجات أسرتها من الأسماك بأسعار مناسبة، إلا أنها فى زيارتها الأخيرة فوجئت بأن سعر البلطى المشوى تجاوز ١٤٥ جنيهًا، وهو ما اعتبرته «مبالغة» مقارنة بالأسواق الشعبية، مشيرة إلى أن هذا الارتفاع دفعها لشراء كميات أقل أو الاستغناء عن السمك تمامًا، رغم أهميته فى النظام الغذائى لأسرتها.

أما محمود على، سائق، فأكد أنه يقارن دائمًا بين الأسعار قبل الشراء، ولاحظ أن فارق السعر بين المجمعات والأسواق الخارجية أصبح كبيرًا جدًا، قائلاً: «المفروض المجمعات تبقى أرخص علشان تساعد الناس، لكن للأسف الأسعار فيها بقت نار».

ونوه إلى أن ارتفاع الأسعار بهذا الشكل يؤثر سلبًا على الأسر محدودة الدخل، ويجعلهم يبحثون عن بدائل أرخص حتى لو كانت أقل جودة.

من جانبه، كشف مصدر مسئول داخل إحدى المجمعات الاستهلاكية، أن الأسعار بدأت فى الارتفاع منذ نقل تبعية توريد الأسماك إلى الشركة المصرية للحوم والدواجن، بدلًا من الشركة المصرية لتسويق الأسماك التابعة للشركة القابضة للصناعات الغذائية، مؤكدًا أن هامش الربح ارتفع بشكل غير مبرر.

وأضاف المصدر الذى فضل عدم ذكر اسمه، لـ«الشروق»: «قدمنا عدة شكاوى للمسئولين لكن دون استجابة، والنتيجة أن أغلب الزبائن يمتنعون عن الشراء بمجرد سماع الأسعار».

فيما أكد مصدر مسئول بوزارة التموين، أن الوزارة تتابع باهتمام الشكاوى الواردة من المواطنين والمجمعات الاستهلاكية بشأن ارتفاع أسعار الأسماك، مشيرًا إلى أنه سيتم عقد اجتماعات خلال الفترة المقبلة لدراسة أسباب الفارق الكبير فى الأسعار واتخاذ ما يلزم لضبط الأسواق وحماية المستهلك.

وتشير بيانات الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية إلى أن مصر تنتج سنويًا نحو 2.2 مليون طن من الأسماك، تحتل بها المركز الأول فى إنتاج الأسماك بإفريقيا، ويبلغ متوسط استهلاك الفرد حوالى 25 كيلوجرامًا سنويًا.

 ورغم هذا الإنتاج الكبير، يؤكد المصدر أن مشكلة الأسعار فى المنافذ الحكومية ترجع إلى آليات التوزيع والربح وليس ندرة المعروض، وخاصة أن الأسماك متوفرة بكثرة فى الأسواق الخاصة والحكومية.

وتضم المجمعات الاستهلاكية أكثر من 1300 فرع على مستوى الجمهورية، وتلعب دورًا أساسيًا فى توفير السلع بأسعار مناسبة، خاصة فى ظل موجات الغلاء، إلا أن الفارق السعرى الحالى فى الأسماك يطرح تساؤلات حول آلية التسعير ودور الرقابة.