اطفئوا نار الفتنة بين جناحي الامة

مازلت اكررها هذه المرة لا تلميحا بل تصريحا صرخة في وجه الريح ودعوة الى العقل والضمير ارفعوا سكين الاهانات بين شعبين عظيمين مصر والسعودية
فما بين النيل والرمال المقدسة نسغ واحد يسري في عروق الامة العربية يروي جذورها ويمنحها ما تبقى من كبريائها ووحدتها
لقد ارهقنا زمن الشتائم الالكترونية هذا العصر الذي فيه تشن الحروب على لوحات المفاتيح وتسفك القيم في ساحات التعليقات ما هكذا تكون الاخوة ولا هكذا تبنى الامم صار بعض الصغار يوزعون التهم كما يوزع الاطفال الالعاب لا يدرون انهم يشعلون شرارة في هشيم يكاد يحترق من فرط الجهل وسوء الظن
يا ابناء مصر يا ابناء السعودية انتم جناحا الامة العربية ان اختل احدكما سقط الجسد كله لا تجعلوا من عبث الترند سيفا على رقاب التاريخ لقد كان بينكما من المواقف والمساندات ما لا تمحوه هبات الغضب ولا تغطيه غيوم الجدل
اطفئوا نار الفتنة التي اوقدها الصغار فالنار لا تبقي حين تشتعل في الوجدان استعيدوا صوت الحكماء نغمة الاخوة وعبق العروبة الذي جمعنا قبل ان تفرقنا الشاشات ولنعُد الى لغة القلب لا لغة الحقد الى الاحترام لا الاستعراض الى المحبة التي ترمم ما صدعته الكلمات الطائشة
ان امتنا تحتاج الى عقول هادئة لا الى السنة حادة الى من يبني الجسور لا من يهدمها فليكن بيننا تنافس في البناء لا تراشق في الهدم وليكن الخلاف ان وجد خلاف راي لا خصام قلب
رفقا بجناحي الامة فبدونهما لا ينهض الطير ولا يحلق الامل
