اكذوبة مصطلح الإسلام السياسي .. عبث بالدين وتشويه لرسالة مقدسة من عند الله
الإسلام دين عدل ورحمة وسلام ، رسالة الهية منزهة عن الغرض والهوي واي انحراف عن المضمون المنزل من عند الله والمنصوص عليه في القرآن الكريم هو انحراف وعبث بصحيح الدين ، ولعل ظهور مصطلح ما يسمي بـ ” الإسلام السياسي ” يعد محاولة عبثية تشوه دين سماوي مقدس منزّهة عن الخطأ والهوى والأنانية والمصالح الشخصية، لأنه جاء برسالة من عند الخالق سبحانه وتعالي .
- براءة الإسلام من المصطلحات الدنيوية
وهذا ما يذهب اليه المفكر العربي الكبير علي الشرفاء الحمادي في كثير من كتاباته ومؤلفاته والتي يؤكد خلالها علي ان الدين الإسلامي دين بريء من تلك المصطلحات السياسية الدنيوية المشبوهة التي تفرق ولا تجمع وتنحرف بالدين الحنيف عن مساره الصحيح الداعي الي العدل والرحمة والسلام والوئام والبعد عن العنف والقتل والإرهاب والتطرف ، لكن ظهور تلك المصطلحات كان سبباً في ترسيخ الطمع والصراع الدنيوي من اجل السلطة والحكم والمال ولعل تلك الأمور كان من الاسباب الرئيسية التي قادت امة العرب والإسلام الي هذه المآلات من التشرذم والفرقة والبعد عن صحيح الدين .
- خطورة التباس المفاهيم
اذ يطرح علي الشرفاء الحمادي رؤية عاقلة توضح للناس انه لا يوجد على الإطلاق مُسمى الإسلام السياسي، وأن تناول المصطلحات دون تيقُّن من نتائجها وما تخلقه من التباس في المفاهيم أمر خطير، أدى في الماضي إلى صراع فكري ومادي حتى اليوم، وسقط من جرّاء ذلك عشرات الآلاف من الأبرياء، ولذلك قبل إطلاق أي مصطلح لابد من التعريف بما يحمله من قيم وسلوك وخير للإنسانية.
- تصحيح اسم الإسلام السياسي
وأوضح أن الإسلام رسالة الله للناس أنزلها على رسوله الكريم سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم ، ليبلّغها للناس كافة في قرآنٍ كريم، وآيات بيّنات تضمنت التشريعات الإلهية والعِظات التوجيهية والأخلاقيات السامية التي تضع أُسس الرحمة والعدل والإحسان والتعاون في العلاقات بين الناس جميعًا، دون تفرقة بين لون أو نسب أو وطن، وكان لا بد من تصحيح اسم الإسلام السياسي.
- العبث بالدين الإسلامي
وأوضح الشرفاء الحمادي أن الإسلام دين سماوي مقدس لا يجوز العبث باسمه في المجالات الدنيوية، على سبيل المثال الاقتصاد الإسلامي، والتاريخ الإسلامي، والإسلام السياسي، والمؤتمر الإسلامي ، واعتبر، أن كل تلك المُسمّيات والمصطلحات لا يجوز استخدامها على الإطلاق إلا فيما يخص الرسالة الإسلامية وما ترمي إليه مقاصد الآيات الكريمة لِما ينفع الإنسان في حياته وبعد مماته، وأن تلك الممارسات تعتبر تجنّيًا خطيرًا على دين الإسلام.
- رسالة الهية مقدسة
وأضاف، أن الإسلام رسالة إلهية، والمسلمون بعض عباده، فلا يجوز الخلط بين الرسالة وبين أتباع الرسالة، فالإسلام رسالة مقدسة منزّهة عن الخطأ والهوى والأنانية والمصالح الشخصية، لأنها رسالة من الخالق سبحانه وتعالي لعباده، أما عباده فهم بشر، يخطئون ويتبعون الهوى، وهم أنانيون يستبيحون كل المحرمات لتحقيق مصالحهم الخاصة.
- احتلال الأوطان باسم الدين
وبدن سطور المقال تحمل دعوة صريحة الي كل الناس لتصحيح المفاهيم المغلوطة وبالأخص ما يُطلق عليه الإسلام السياسي ” لعدم وجود ذلك المُسمى في الحقيقة، ليحل محله توظيف الأديان لتخدم المصالح السياسية، وتحتل الأوطان باسم الدين، كما حدث في احتلال فلسطين باسم الدين اليهودي، والقتال من أجله ، وكما حدث في الماضي اثناء الحروب الصليبية التي أسقطت دولًا، واستباحت أوطانًا وقتلت عشرات الآلاف باسم الرب، ولا نستثني المسلمين في كل العصور، فحتى اليوم يستخدمون الدين، فباسم الإسلام يقتلون الأبرياء مسلمين وغير مسلمين، ويستبيحون كل المحرمات للوصول للسلطة .
- تحريم توظيف الإسلام لخدمة أهداف سياسية
فالأديان محرّم توظيفها في خدمة الأهداف السياسية تحت مُسمّيات دينية، لأن ذلك افتراء على الله وعلى رسله حين يصفهم الله سبحانه بقوله سبحانه وتعالي في محكم تنزيله : ” قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ ” .. صدق الله العظيم الأمر الذي يقتضي اعادة النظر في كل تلك المفاهيم وتصحيح الاعوجاج الحاصل و إعادة الاعتبار للدين الإسلامي .
مع ضرورة إعادة الاعتبار للإسلام، بوصفه رسالة الله للناس جميعًا، وعدم توظيفها في خدمة مصالح سياسية من قِبل بعض المسلمين للوصول إلى السلطة، وعلينا أن نفرّق بين رسالة الإسلام وبين أتباع الرسالة من المسلمين، لأنهم ليسوا سواء . - الطوائف المارقة وتشويه الإسلام
ولا يجوز احتساب تصرفات المسلمين كبشر على رسالة الإسلام، كما يحدث من جرائم تنفّذها بعض الطوائف المارقة من بعض من ينتمون للإسلام، مثل داعش والقاعدة والتكفيريين والإخوان المسلمين، وغيرهم من عملاء أعداء الإسلام، يدمرون المدن، ويقتلون الأبرياء، ويسترقّون النساء ويغتصبون الأطفال، ويقتلون الكهول .
لإن هؤلاء لا يراعون حُرمة الله الذي حرّم قتل النفس البريئة، ويستبيحون كل ما حرّم الله، وهم مفسدون في الأرض، وقد حكم الله عليهم المولي عز وجل بقوله في كتابه الكريم : ” إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَاۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ” .. صدق الله العظيم .
- فشل المؤسسات الدينية
ونوّه إلي أن كل المؤسسات الدينية فشلت في الدفاع عن رسالة الإسلام وأغمضت أعينها عن الذين يستبيحون باسم الإسلام كل المحرمات جهلًا أو نفاقًا أو مشاركة معهم في نفس الفهم والعقيدة، مطالبًا كل من نصّب نفسه حاميًا للدين ومدافعًا عن رسالة الإسلام أن يعود إلى رشده ويتقي ربه قبل أن يأتي يوم لا ينفع فيه مالٌ ولا بنون، وليستعينوا بالقرآن وحده لكي ينقذهم من اعتقاداتهم الباطلة التي أُسست على الروايات، والذين أهملوا الآيات خسروا أعمالهم في الدنيا والآخرة والله على كل شيءٍ شهيد .. اللهم بلغت اللهم فاشهد .