التاريخ لا ينتظر أحد || علي الشرفاء يطلق مبادرة تهز الماء الراكد.. وتوقظ الضمير الدولي

في تعليق له على المبادرة الفكرية التي طرحها المفكر العربي الكبير علي الشرفاء الحمادي بشأن مشروع الدولة الفلسطينية، أكد القس الدكتور جرجس عوض، الأمين العام لمؤسسة رسالة السلام العالمية، أن المشروع يُمثل ” خارطة طريق نحو مستقبل أكثر عدلًا وإنصافًا لشعبٍ يستحق الحياة ” .
- رؤية سياسية متكاملة
وقال القس جرجس في تصريحات صحفية إن المبادرة التي قدمها الأستاذ علي الشرفاء ليست مجرد طرح نظري، بل رؤية سياسية متكاملة تقوم على أسس قانونية وواقعية، وتهدف إلى إنقاذ ما تبقى من الحلم الفلسطيني ضمن إطار دولي متوازن .
وأضاف : في عالم تسوده الضبابية السياسية وتتفاقم فيه الأزمات، يغيب التركيز الدولي عن القضية الفلسطينية وسط زحام الأحداث وتراجع الضمير الإنساني. في هذا السياق، تبرز رؤية المفكر علي محمد الشرفاء كمصباح مضيء في ليل حالك، وكصيغة جادة للخروج من الجمود السياسي .
- مشروع واقعي بخطوات عملية
وأشار القس جرجس إلى أن الأستاذ الشرفاء لم يكتفِ بتشخيص تعقيدات الواقع الفلسطيني، بل قدّم تصورًا عمليًا يبدأ من توحيد التمثيل الفلسطيني، ويمر عبر الاعتراف العربي والدولي، وصولًا إلى مفاوضات سلام بضمانات دولية متعددة، مما يمنح المشروع مصداقية كبيرة على المستويين السياسي والشعبي.
كما أثنى على دعوة المفكر الشرفاء لتشكيل حكومة فلسطينية موحدة انتقالية وشاملة، معتمدًا على مرجعيات قانونية دولية، وفي مقدمتها حدود 4 يونيو 1967 وقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن.
وقال القس جرجس عوض : إن مشروع الدولة الفلسطينية ليس دعوة سياسية عابرة، بل صياغة فكرية متزنة لرؤية وطنية قابلة للتحقق، إذا ما توفرت الإرادة السياسية الصادقة والدعم العربي الفعّال .
- فرصة تاريخية لا يجب أن تضيع
وشدد الأمين العام لمؤسسة رسالة السلام على أهمية عدم تفويت هذه الفرصة التاريخية، محذرًا من تكرار سيناريو عام 1948، حين ضاعت فرصة إقامة الدولة الفلسطينية بفعل الانقسام والتردد .
نحن نعيش لحظة تاريخية فارقة لا تحتمل الصراع على السلطة أو الحسابات الفصائلية. على القيادات الفلسطينية أن ترتقي إلى مستوى تضحيات شعبها، وأن تدرك أن الوحدة اليوم ليست خيارًا، بل شرط وجود وكرامة للأجيال القادمة .
كما لفت إلى أن من أبرز ما ورد في رؤية المفكر الشرفاء، هو النداء الأخلاقي والوطني الذي وجهه للفصائل الفلسطينية، داعيًا إياها إلى تجاوز الصراعات الجانبية والارتقاء إلى مستوى المسؤولية .
- مبادرة أخلاقية وسياسية في آنٍ واحد
وأكد القس جرجس أن المشروع يمثل جسرًا بين الواقع المرير والحلم المشروع، و”نافذة أمل أخلاقية” في عالم كثيرًا ما تسيطر عليه الحسابات والمصالح السياسية .
وقد تكون مثل هذه المبادرات الإنسانية هي الضوء الأخير في نهاية النفق، وعلى القيادات الفلسطينية أن تتعامل معها بكل جدية. قطار التاريخ لا ينتظر أحداً .
- وفي الختام .. شكر وتقدير
وفي ختام تصريحاته، أعرب القس الدكتور جرجس عوض عن شكره العميق للمفكر العربي الأستاذ علي محمد الشرفاء، وقال : نشكر الأستاذ الشرفاء على هذه المبادرة الرفيعة التي قدم فيها للعالم العربي رؤية تستحق الاحترام، وخارطة طريق نحو مستقبل أكثر عدلًا لشعب عانى طويلاً، ولا يزال يطمح في نيل حقه المشروع في الحياة والكرامة .