الجيش الإسرائيلي يعلن العودة إلى تطبيق وقف إطلاق النار بغزة بعد الرد على الهجمات في رفح

أعلن الجيش الإسرائيلي، مساء الأحد، العودة إلى تطبيق وقف إطلاق النار بغزة بعد الرد على الهجمات في رفح أقصى جنوب قطاع غزة.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، أنه وبناء على توجيهات المستوى السياسي وبعد شن سلسلة غارات ملموسة، بدأ الجيش إعادة تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار بعد ان تم خرقه من قبل حماس.
وشدد أدرعي على أن الجيش سيواصل تطبيق اتفاق وقف النار وسيرد بقوة شديدة على كل خرق الاتفاق.
وفي السياق، ذكرت صحيفة “يسرائيل هيوم” العبرية أنه وبعد تقييم للوضع تقرر استئناف إدخال المساعدات لغزة يوم الاثنين 20 أكتوبر.
وتعليقا على قرار العودة إلى تطبيق وقف إطلاق النار، قال وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، إنه “تراجع مخز لمكتب رئيس الوزراء الذي أعلن إيقاف المساعدات حتى إشعار آخر وعاد عن قراره بعد ساعتين فقط”.
وأضاف بن غفير: “يجب وقف سياسة التراجع والعودة إلى قتال مكثف في أقرب وقت من خلال المناورات والاحتلال وتشجيع الهجرة”.
وعقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد، اجتماعا أمنيا طارئا يُعقد في مكتبه، وذلك في أعقاب ما تصفه تل أبيب بخرق من جانب حماس لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وهو ما نفته الحركة.
وقالت صحيفة “يسرائيل هيوم” العبرية، إن “الاجتماع الذي يترأسه نتنياهو، شارك فيه وزير الحرب يسرائيل كاتس، والوزير رون ديرمر، وكبار قادة المؤسسة الأمنية”.
وبحسب مصادر مطلعة للصحيفة ذاتها، يجري خلال الاجتماع تقييم التطورات الميدانية الأخيرة وبحث سبل الرد على الانتهاك المزعوم، وسط تحذيرات من احتمال انهيار التفاهمات القائمة واستئناف العمليات العسكرية في القطاع.
وفي وقت سابق الأحد، قررت القيادة السياسية في إسرائيل، وقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة “حتى إشعار آخر”، وذلك في أعقاب مزاعم انتهاك حماس لاتفاق وقف إطلاق النار في رفح، وفق هيئة البث الرسمية.
بدوره، رحب وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، في تدوينة عبر منصة شركة إكس الأمريكية، بـ”قرار نتنياهو وقف المساعدات الإنسانية لقطاع غزة”.
وأضاف بن غفير، في تدوينة عبر منصة شركة إكس الأمريكية: “لا داعي لاستئناف المساعدات، بل الحرب هي التي يجب استئنافها، وفي أقرب وقت ممكن”.
وزعم الجيش الإسرائيلي في وقت سابق الأحد، أن مسلحين فلسطينيين أطلقوا صواريخ مضادة للدروع باتجاه آلات هندسية تابعة له.
وردا على ذلك، نفذ الجيش الإسرائيلي عدة غارات في جنوب قطاع غزة، أسفرت عن استشهاد وإصابة عشرات الفلسطينيين.
وتزامنا مع تنفيذ الغارات، هدد نتنياهو ووزراء في حكومته، بشن مزيد من الهجمات وتنفيذ إجراءات عقابية في قطاع غزة ردا على الانتهاك المزعوم.
من جهتها، أكدت حماس، في وقت لاحق، تمسكها باتفاق وقف إطلاق النار وأنها تعمل على تنفيذ بنوده “بكل دقة ومسؤولية”.
وشددت الحركة، في بيان، على أن إسرائيل هي من تواصل ارتكاب خروقات للاتفاق، أدت منذ دخوله حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، إلى استشهاد 46 فلسطينيا وإصابة 132 آخرين، فضلا عن عدم التزامها بإدخال المساعدات ومناطق الانسحاب والإفراج عن الأسرى من النساء والأطفال.
وعن الخروقات الإسرائيلية، أوضحت حماس، أن نشاط الجيش الإسرائيلي تجاوز حدود “الخط الأصفر” المنصوص عليه في الاتفاق، ويفرض سيطرته النارية على شريط ممتد على طول الخط، بعمق يتراوح بين 600 و1500 متر.
وأشارت إلى أن إسرائيل لم تلتزم بالبروتوكول الإنساني للاتفاق ومنعت دخول أصناف غذائية عديدة مثل اللحوم والدجاج، ولم تسمح بمرور سوى 7.1 بالمئة مما تم الاتفاق عليه من غاز ووقود.
وحمّلت حماس، إسرائيل “المسؤولية الكاملة” عن أي تدهور أو انهيار للاتفاق، داعية المجتمع الدولي والوسطاء إلى “التدخل العاجل لوقف هذه الممارسات وضمان تنفيذ الاتفاق بما يحقق الأمن والاستقرار للشعب الفلسطيني”.
ويستند اتفاق وقف إطلاق النار إلى خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي تقوم إضافة لوقف الحرب، على الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين في غزة، ووقف إطلاق النار، ونزع سلاح حركة حماس، وإدخال مساعدات إلى القطاع.
وتواصل إسرائيل إبادة جماعية في قطاع غزة منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، أوقفت بموجب اتفاق برعاية أمريكية بعد مرور عامين، إلا أنها سرعان ما خرقت الاتفاق واستأنفت الحرب بزعم رصد نشاط مسلح في جنوب القطاع.
وخلفت الحرب 68 ألفا و159 شهيد، و170 ألفا و203 مصابين، معظمهم أطفال ونساء، وألحقت دمارا طال 90 بالمئة من البنى التحتية المدنية في القطاع.