اخر الاخبار

الرجوع إلى الله | ثورة فكرية تحوّل الإيمان لـ مشروع حضاري .. عقد اجتماعي يُعيد بناء الإنسان

صدر اليوم العدد الجديد من  مجلةكل خميس ” ، يتمحور  العدد حول مقال المفكر  العربي الكبير علي الشرفاء الحمادي بعنوان : ” الرجوع إلى الله .. عقد اجتماعي للرحمة والعدل ” ، و في هذا المقال يقدّم الشرفاء رؤية عميقة تُعيد الإيمان إلى جوهره العملي، وتدعو إلى تحويل القيم القرآنية إلى سلوكٍ يوميّ ينعكس في العدالة والتكافل واحترام حرية الإنسان وكرامته .

ويرى فيه أن بناء المجتمعات لا يكون بالمظاهر ولا بالشعارات، بل بإحياء ضميرٍ اجتماعي يجعل من الرحمة والعدل أساساً للحياة المشتركة .

كما يحمل مقال علي الشرفاء رؤية جريئة تُعيد تعريف الإيمان كقوة عملية لإصلاح المجتمع، لا كمجرد طقوس موسمية ، ويؤكد علي أن الدين لا يُفرض بل يُختار بحرية ووعي، وأن العدالة والرحمة جوهر التدين الحقيقي ، إنها ثورة فكرية هادئة تسأل : هل يكفي الإيمان دون عدل ؟ ، وهل نحتاج إلى عقد إيماني جديد ؟ .

مقال علي الشرفاء يُحوِّل النص إلى مشروع نهضة، ويدعو لإحياء الضمير الجمعي، وتحويل الإحسان الفردي إلى نظام مؤسسي يُكرّس الكرامة والحرية والإنصاف .

وجاء العدد في سياق حواري يجمع بين الفكر والتطبيق ، وتضمن في مقالاته نقاشات حول معاني حرية الاعتقاد، والعدالة الاجتماعية، ومسؤولية الإنسان عن أفعاله ، كما يتناول الملف كيف يمكن تحويلالرجوع إلى اللهمن حالة وعظية إلى مشروع إصلاحي متكامل يربط بين الدين والقانون والسياسة العامة، بحيث يصبح التدين طاقةً للإنصاف والبناء لا موسم عاطفي عابر .

وفي إحدى قراءاته، يستعرض العدد العلاقة بين النص القرآني وتاريخ التفاسير، مبيّناً أن الهداية الإلهية واضحة في مقاصدها الكبرى، وأن العدل والرحمة والحرية هي الثوابت التي لا يحق لأحد أن يحتكر تفسيرها أو يصادرها ، كما يتناول مفهوم حرية الاعتقاد كحق إنساني ودستوري لا يقبل الانتقاص، مؤكداً علي أن حماية السلم العام لا تعني مصادرة الضمير أو تقييد الفكر، وأن الإيمان لا يُفرض بالقوة بل يُختار عن وعيٍ وحرية .

ويمتد الخط الفكري للعدد إلى تناول العدالة الاجتماعية بوصفهاحق معلوم ” في ثروة الأمة، يدعو إلى سياسات اقتصادية عادلة ومنصات شفافة للزكاة والصدقات، وشراكات حقيقية بين الدولة والمجتمع المدني والقطاع الخاص لمحاربة الفقر وتمكين الفئات المهمشة ، ويؤكد أن الإصلاح لا يتحقق إلا بتحويل الإحسان الفردي إلى نظامٍ مؤسسي مستدام يرسخ قيم العدل والمساواة .

ويختتم العدد تساؤلاته بسياقٍ إنساني عميق حول معيار الحساب الإلهي : هل يكون على الاعتقاد وحده أم على الأثر العمليللفعل في حياة الناس ؟ ليؤكد أن جوهر الدين في العمل الصالح وتأثيره الإيجابي في المجتمع، وأن الله لا يحاسب الناس على ما يعتقدونه بقدر ما يحاسبهم على ما يصنعونه من عدلٍ أو ظلم .

الجدير بالذكر انه يرأس مجلس تحرير مجلةكل خميسالكاتب الصحفي والباحث محمد الشنتناوى