القرآن مشروع حياة لا طقوس موت

للأسف، تم استخدام القرآن الكريم وما يتضمنه من تشريعات ومنهاج رباني وضعه الله خارطة طريق، ليهدي الناس للطريق المستقيم، ويحقق لهم حياة الأمن والسلام والرزق الوفير، ويقرب بين الطبقات الغنية والفقيرة، ليختفي الحسد والبغضاء والغيرة التي تولد شرارة الانتقام من الأغنياء.
مراد الله في اتباع رسالته، التي بلغها رسوله – صلى الله عليه وسلم – بالأمانة والصدق والإخلاص، للناس جميعًا، تهدف لتحقيق منافع الإنسان في حياته، وتؤسس له في دنياه حياة سعيدة بالرحمة والعدل والتسامح والعفو والغفران، ونشر السلام الاجتماعي والتكافل بين جميع طبقات المجتمع.
برنامج إلهي يضيء طريق التائهين والضائعين، يخرجهم من الظلمات إلى النور، يشرح صدورهم، ويبعث في نفوسهم السكينة والطمأنينة، ويجعلهم سعداء في حاضرهم، ومطمئنين لمستقبلهم. إنه مشروع عظيم لحياة سعيدة.
لكنهم جمدوا القرآن، وجعلوه رسومًا في لوحات على الجدران، ولبسوه أساور من ذهب ومن مرجان، ووظفوه بقراءته في المناسبات وعلى قبور الأموات.
والله سبحانه يخاطب الناس مدافعًا عن رسوله بقوله:
“وما علمناه الشعر وما ينبغي له، إن هو إلا ذكر وقرآن مبين، لينذر من كان حيًّا ويحق القول على الكافرين” (يس 69-70)
فالله بعث برسوله لينذر الناس بآياته، ويهديهم صراطه الذي يحقق لهم الحياة الطيبة، وليس ليُخصّص لقراءة آياته على الأموات، إنما لتذكير الأحياء، ليهتدوا نحو النور، ويعيشوا كرماء، ويتعاونوا على البر والتقوى، ويتخذوا القرآن هاديًا ومرشدًا، كما وصفه الله سبحانه بقوله:
“إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم، ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرًا عظيمًا”-(الإسراء: 9)
اللهم إني بلّغت، اللهم فاشهد.