القرآن يتحدث في جامعة رين .. فكر علي الشرفاء يُعيد صياغة الإسلام بـ نور القرآن لا فتاوى البشر
يواصل قسم الدراسات العربية بـ جامعة ” رين ” الفرنسية للسنة الرابعة على التوالي تدريس مادة “ الإسلاميات ” لـ طلبة السنة الثانية، وذلك ضمن منهج علمي رصين يستلهم أبرز الأطروحات الفكرية الإصلاحية المعاصرة، وفي مقدمتها فكر المفكر العربي الكبير علي الشرفاء الحمادي .
المادة التي يشرف على تدريسها الأستاذ الدكتور شكري الميموني رئيس قسم الدراسات العربية، تمثل حجر زاوية في التكوين المعرفي للطلاب، حيث تجمع بين دراسة أركان الإسلام ونظرية التوحيد، وتتناول بعمق علاقة المسلم بـ الحقوق والواجبات، والأخلاق والمعاملات، وقضايا المرأة والطفل، والدعاء والعمل، في ضوء رؤية قرآنية عقلانية تميز بين ” الخطاب الإلهي ” و “الخطاب الديني”.
وفي هذا الإطار، تحظى مؤلفات المفكر العربي علي الشرفاء الحمادي بحضور لافت في المقررات، لاسيما كتابه ” المسلمون بين الخطاب الديني والخطاب الإلهي ” الذي يؤكد على أن القرآن كتاب حياة، وصالح لكل زمان ومكان، بـ اعتباره المرجع الأعلى والوحيد لـ تشريع سلوك الإنسان المؤمن.
كما تناقش المادة رؤية الشرفاء الحمادي المتفردة بشأن حقوق المرأة في الإسلام، كما وردت في كتابه ” الطلاق يهدد أمن المجتمع ” ، الذي يستعرض فيه وثيقة ” الزواج الموحد ” التي اقترحها، باعتبارها إطاراً حقوقياً متكاملاً يضمن العدالة بين الزوجين حال الزواج والانفصال .
وتحرص المادة كذلك على غرس وعي فكري ناقد لدى الطلاب، يحثهم على إعادة النظر في الموروث الديني، والتفرقة بين ما هو نص إلهي مقدس، وما هو اجتهاد بشري قابل للنقد والمراجعة، بما يعزز من قيم التسامح، والعدل، وحرية الفكر، ويدفعهم إلى فهم دينهم في ضوء واقعهم، دون جمود أو تطرف .
واكد الدكتور شكري الميموني علي أن قسم الدراسات العربية بـ جامعة رين يضم سياقات متعددة في الأدب، واللغة، والفلسفة، والحضارة، ويهدف إلى بناء جسور معرفية وثقافية بين العالم العربي والفضاء الأكاديمي الأوروبي، في ظل تنامٍ ملحوظ للاهتمام بـ الشأن الفكري العربي في المؤسسات التعليمية الغربية.
وأوضح الميموني أنه بهذا التوجه المستنير، تمضي جامعة رين الفرنسية في تقديم نموذج فريد لـ تدريس الإسلام من منظور عقلاني معاصر، يستند إلى القيم القرآنية الأصيلة، ويمنح الطلاب مساحة للفهم والتأمل والحوار، بعيداً عن القوالب التقليدية والرؤى الجامدة .
