برئاسة سعودية… «الألكسو» تتحول إلى ورشة عمل عربية لتحديث آلياتها وتفعيل أدائها

في خطوة غير مسبوقة منذ تأسيسها قبل أكثر من نصف قرن، تقود السعودية حراكاً تطويرياً داخل المجلس التنفيذي لـ«المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)»، بمشاركة 20 دولة عربية، عبر 4 لجان استراتيجية تسعى إلى إعادة صياغة مستقبل المنظمة، ومواكبة متغيّرات القرن الحادي والعشرين.
وتشهد «الألكسو» برئاسة السعودية، حراكاً غير مسبوق للعمل على إعادة هيكلة وتطوير آليات عمل المنظمة بما يُعزز من فاعليتها الإقليمية والدولية، ويواكب المتغيّرات المتسارعة في مجالات التربية والثقافة والعلوم، في خطوة تؤطر رؤية استشرافية تتبناها السعودية منذ تسلمها رئاسة المؤتمر العام للمنظمة في مايو (أيار) 2024، وقيادتها المجلس التنفيذي منذ 3 فترات متتالية بدأت عام 2021؛ حيث شهدت خلالها المنظمة زخماً غير مسبوق في إعادة هيكلة العمل التنظيمي وتفعيل التعاون العربي المشترك.
وتعمل اللجان الأربع، التي شُكّلت لأول مرة في تاريخ المنظمة، على ملفات جوهرية تشمل: تطوير آلية عمل المؤتمر العام، وتقييم خطة العمل المستقبلية 2023-2028، وتطوير كفاءات موظفي «الألكسو»، إلى جانب متابعة الأوضاع التربوية والثقافية والعلمية في الدول العربية التي تعاني النزاعات أو الأزمات.
ومن المنتظر أن تُرفع مخرجات عمل اللجان إلى اجتماع المجلس التنفيذي في ديسمبر (كانون الأول) المقبل؛ حيث يجري حالياً إعداد تقارير مفصلة لكل لجنة، تمهيداً لاعتماد توصياتها، والبدء في تنفيذها على مستوى الدول الأعضاء.
وأكّد رئيس المجلس التنفيذي لـ«الألكسو» هاني بن مقبل المقبل، أن هذا الحراك يعكس دعم القيادة السعودية للعمل الثقافي والتربوي العربي المشترك، ويُترجم توجيهات سمو وزير الثقافة الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، رئيس اللجنة الوطنية السعودية للتربية والثقافة والعلوم، الذي وفّر كل الإمكانات اللازمة لنجاح رؤية المملكة داخل المنظمة.
وأضاف المقبل أن التفاعل الكبير من قِبل الدول الأعضاء يعكس تحوّل المجلس التنفيذي إلى منصة عمل حقيقية تهدف إلى ترسيخ مفاهيم الابتكار وتبادل التجارب الناجحة، وتعزيز الأثر الميداني للمنظمة في دولها الأعضاء، خصوصاً في ظل تحديات عالمية وإقليمية تتطلّب مرونة مؤسسية واستباقاً فكرياً.
لجان تخصصية تُعيد صياغة العمل العربي المشترك
وتُعيد 4 لجان صياغة العمل العربي المشترك؛ حيث تعكف اللجنة الأولى، برئاسة السعودية، على إعادة تصميم آلية عمل المؤتمر العام للمنظمة، وتضم في عضويتها 12 دولة عربية، وتسعى إلى تقديم تصوّر شامل يُعرض في المؤتمر العام المقبل، والمزمع عقده في سلطنة عمان عام 2026، وتعمل اللجنة الثانية، التي تترأسها دولة قطر، على تقييم خطة عمل «الألكسو» 2023-2028، وتقديم توصيات لتحسين الأداء وتعزيز الشفافية، مستندة إلى أدوات علمية وتقنيات حديثة في التقييم والمتابعة، في حين تتابع اللجنة الثالثة برئاسة لبنان، الأوضاع التربوية والثقافية في الدول التي تمر بظروف طارئة أو نزاعات، وتعمل على صياغة خطة دعم فني ومالي موجهة لهذه الدول، وتُعِدُّ اللجنة الرابعة، التي تترأسها تونس، برنامجاً تدريبياً لتطوير كفاءات موظفي «الألكسو»، ورفع جاهزيتهم لمواكبة التحولات الإدارية والمهنية.
تحوّل استراتيجي
رئاسة السعودية للمؤتمر العام والمجلس التنفيذي خلال الفترة الحالية تُمثل نقطة تحول في مسيرة «الألكسو»، التي تأسست قبل أكثر من 55 عاماً، إذ تقود السعودية جهوداً مؤسسية لتحديث الفكر والمنهج وآليات العمل في المنظمة، وتفعيل التعاون العربي على أسس عصرية تستند إلى الاستدامة والمعرفة.
ويعكس هذا التوجه رغبة واضحة في تحقيق تكامل عربي في مجالات التربية والثقافة والعلوم، انطلاقاً من «رؤية المملكة 2030»، التي تؤكد أهمية التعليم والثقافة بوصفهما من الدعائم الرئيسية لتنمية الإنسان العربي، واستثمار الموارد البشرية في بناء مستقبل مزدهر.
وفي ظل هذه التحولات، تبدو «الألكسو» أمام مرحلة مفصلية تُعيد فيها رسم دورها بوصفها منصة عربية موحدة، تُعزز الهوية الثقافية والتعليمية، وتواجه تحديات الحاضر والمستقبل بذهنية تطويرية، تقودها المملكة بحنكة ومسؤولية وشراكة عربية واسعة.
googletag.cmd.push(function() { onDvtagReady(function () { googletag.display(‘div-gpt-ad-3341368-4’); }); });
}