بوتين يأمر بترسيخ الهوية الروسية في أوكرانيا

أظهرت وثيقة وقَّعها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونُشرت أمس (الثلاثاء)، أنه يتعين على السلطات الروسية ترسيخ اللغة والهوية الروسية في أجزاء من أوكرانيا ضمَّتها موسكو منذ غزوها أوكرانيا في عام 2022.
وصدرت الوثيقة التي تحمل عنوان «استراتيجية سياسة روسيا الوطنية حتى 2036» بوصفرها مرسوماً وقَّعه الرئيس. وتدعو الوثيقة إلى اتخاذ تدابير لضمان أن يكون 95 في المائة من سكان البلاد روسيين بحلول 2036، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.
وتعني الروابط الطويلة بين روسيا وأوكرانيا، حتى قبل حقبة الاتحاد السوفياتي، أن بعض الأوكرانيين كانوا عادةً ما يكونون متعاطفين مع روسيا ويتحدث معظمهم اللغتين. لكن، ومنذ الغزو، تلاشى أي تعاطف من هذا القبيل وكشفت استطلاعات رأي عن أن استخدام اللغة الروسية شهد انخفاضاً ملحوظاً.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الثلاثاء، إن كييف مستعدة للمضي قدماً في خطة تدعمها الولايات المتحدة لإنهاء الصراع الأكثر دموية ودماراً في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. لكنَّ أوكرانيا تشعر بقلق من أنها قد تضطر لقبول اتفاق بشروط روسية إلى حد كبير يشمل تنازلات عن أراضٍ.
وأمر بوتين بغزو أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022 قائلاً إن الهدف هو «التخلص من النزعة العسكرية والقضاء على النازية» وتحرير الناطقين بالروسية في شرق أوكرانيا مما وصفه الكرملين بالتمييز الصارخ ضدهم.
وضمت روسيا، في غضون ستة أشهر، مناطق دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزابوريجيا رغم أنها لا تسيطر عليها عسكرياً بالكامل.
إعادة الوحدة
وجاء في الوثيقة، التي ستدخل حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني)، أن تأمين السيطرة على المناطق الشرقية «هيَّأ الظروف لاستعادة وحدة الأراضي التاريخية للدولة الروسية».
ونصت الوثيقة أيضاً على ضرورة «اتخاذ تدابير إضافية لتعزيز الهوية المدنية الروسية الشاملة» وترسيخ استخدام اللغة الروسية، والعمل ضد «جهود الدول الأجنبية غير الصديقة لزعزعة العلاقات بين الأعراق والطوائف وإحداث انقسام داخل المجتمع».
وجعل بوتين، بالإضافة إلى الاعتراض على توسع حلف شمال الأطلسي شرقاً منذ التسعينات، الدفاع عن الناطقين بالروسية وإعادة توحيد المناطق التي تعد روسية تاريخياً، بنداً رئيسياً في «العملية العسكرية الخاصة» التي تنفذها موسكو في أوكرانيا.
كانت اللغة الأوكرانية هي لغة الدولة الوحيدة في أوكرانيا منذ انهيار الحكم السوفياتي في 1991 وحصولها على الاستقلال، لكن السلطات في كييف تنفي أي تصور عن تعرض الناطقين بالروسية للتمييز.
وتقول روسيا إن الفكر الآيديولوجيّ النازيّ الجديد تغلغل في الحياة العامة الأوكرانية منذ الانتفاضة الشعبية في 2014 التي أجبرت الرئيس الأوكراني الموالي لروسيا آنذاك على الفرار من البلاد.
