سقوط صاروخ من لبنان في كريات شمونة مع تصاعد القتال على الحدود الشمالية
سقطت صواريخ من جنوب لبنان على إسرائيل يوم الخميس، مما تسبب في أضرار واسعة النطاق في مدينة كريات شمونة الشمالية مع اشتداد المناوشات على الحدود الشمالية، في حين بدأت ميليشيا مدعومة من إيران تم نشرها أصلا في سوريا في دعم منظمة حزب الله.
ودوت صفارات الإنذار في البلدات الشمالية طوال المساء، مع سقوط قذيفة واحدة على الأقل في كريات شمونة، مما أدى إلى اشتعال النيران في متاجر وسيارات في المدينة التي تم إخلاؤها إلى حد كبير.
وأعلنت حركة حماس مسؤوليتها عن الهجوم، وقالت إنها أطلقت 12 صاروخا.
ورد الجيش الإسرائيلي على الهجوم والهجمات السابقة بعدة جولات من الضربات على مواقع حزب الله.
وجاء التصعيد بعد عدة أيام من الهدوء النسبي على الحدود الشمالية، التي شهدت تصاعد التوترات وسط محاولات من حزب الله والجماعات المتحالفة معه للضغط على الجيش الإسرائيلي أثناء تقدمه في هجوم بري على قطاع غزة. وحاولت الجماعات المدعومة من إيران في اليمن أيضا مهاجمة إسرائيل من الجنوب في الأيام الأخيرة، واستهدفت ميليشيات أخرى متحالفة معها قواعد تضم قوات أمريكية في العراق وسوريا.
وقامت منظمة “نجمة داوود الحمراء” لخدمات الإسعاف إن مسعفيها قدموا العلاج لشخصين أصيبا في القصف الصاروخي على كريات شمونة، أحدهما يبلغ من العمر 25 عاما في حالة متوسطة بسبب إصابته بشظايا، ورجل يبلغ من العمر 40 عاما أصيب بجروح طفيفة نتيجة الانفجار. وتم نقل المصابين إلى مستشفى “زيف” في صفد.
اندلاع حريق في كريات شمونة بعد قيام حركة جماس بإطلاق صواريخ من لبنان. (Fire and Rescue Services)
ولقد أخلى الجيش ووزارة الدفاع المدينة، بالإضافة إلى 42 بلدة حدودية، في الشهر الماضي وسط الهجمات المتكررة. ولقد أخلى العديد من سكان البلدات الشمالية منازلهم بشكل مستقل وتوجهوا نحو الجنوب وسط الهجمات المتصاعدة.
وفي رده على إطلاق الصواريخ في وقت سابق، قال الجيش الإسرائيلي إن من بين الأهداف التي ضربتها الطائرات المقاتلة والدبابات والمدفعية حتى الآن مقرات عسكرية ومواقع إطلاق صواريخ ومواقع تخزين أسلحة ومجمعات عسكرية وغيرها من البنية التحتية التابعة لحزب الله، ونشر مقاطع من الضربات.
מטוסי ומסוקי קרב של צה״ל תוקפים בשעות האחרונות מטרות של ארגון הטרור חיזבאללה בתגובה לירי שבוצע משטח לבנון מוקדם יותר היום, במקביל לתקיפות באמצעות ירי ארטילרי וטנקים של צה״ל >> pic.twitter.com/adBjpC1WiI
— דובר צה״ל דניאל הגרי Daniel Hagari (@IDFSpokesperson) November 2, 2023
وقال الجيش في وقت سابق من اليوم إن صاروخ أرضجو أطلق على طائرة مسيرة خلال الليل، دون أن يصيبها. ردا على ذلك، ضرب الجيش الخلية التي تقف وراء عملية إطلاق الصاروخ وموقع إطلاقه.
بالإضافة إلى ذلك، أطلقت القوات البرية قذائف مدفعية باتجاه مصدر إطلاق صواريخ بعد إطلاق قذائف باتجاه جبل دوف ومنطقة جبل الشيخ.
ولم يحدد الجيش هوية المهاجمين المزعومين في كلتا الحالتين، في حين ادعى حزب الله أنه أرسل طائرتين مسيرتين انتحاريتين إلى جبل دوف. وتواجه إسرائيل تصعيدا مستمرا في الهجمات التي يقودها حزب الله على طول حدودها الشمالية منذ بدء حربها مع حماس في 7 أكتوبر.
في وقت سابق يوم الخميس، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه ضرب مجموعة مطلقي صواريخ موجهة مضادة للدبابات في جنوب لبنان كانت تستعد لشن هجوم على شمال إسرائيل.
وقال الجيش إنه ضرب أيضا موقعين آخرين لمجموعات مطلقي صواريخ مضادة للدبابات في المنطقة.
بشكل منفصل، أطلق مقاتلو حزب الله صاروخا على موقع للجيش الإسرائيلي بالقرب من المنارة، دون وقوع إصابات، حسبما قال الجيش.
وحدة مدفعية تابعة للجيش الإسرائيلي تطلق النار باتجاه لبنان بالقرب من الحدود الإسرائيلية مع لبنان، شمال إسرائيل، 2 نوفمبر، 2023. (David Cohen/Flash90)
وزعمت منظمة حزب الله أنها هاجمت 19 موقعا عسكريا إسرائيليا على طول الحدود اللبنانية يوم الخميس. وأضافت أن الهجوم المتزامن بعد الظهر تم تنفيذه بصواريخ وقذائف هاون وأسلحة خفيفة أخرى.
بحسب حزب الله، قُتل 50 من مقاتليه منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر.
كما قُتل ستة جنود إسرائيليين وثمانية مسلحين فلسطينيين في الاشتباكات. وقُتل مدني إسرائيلي في هجوم لحزب الله، كما قُتل أربعة مدنيين لبنانيين وصحفي في قصف إسرائيلي، حسبما أفادت تقارير.
وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية أنه تم العثور على جثتين لاثنين من الرعاة اللبنانيين، عمرهما 20 و21 عاما، على الحدود بعد إصابتهما في تبادل إطلاق النار.
وقالت قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان إنها تلقت طلبا لإجلاء مصابين اثنين في المنطقة يوم الأربعاء، لكن تم إلغاء عملية البحث بسبب الظلام، حسبما ذكرت وكالة “رويترز”.
وقال الجيش إنه يحقق في الحادث المذكور.
وجاء تصاعد القتال قبل يوم واحد من الموعد المقرر أن يتحدث فيه الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله عن حرب إسرائيل مع حماس للمرة الأولى، في خطاب ستتم مراقبته عن كثب بحثا عن دلائل على ما إذا كانت المنظمة تنوي فتح جبهة ثانية ضد إسرائيل، على الرغم من التحذيرات المتكررة من قبل الولايات المتحدة، التي أرسلت قوات بحرية كبيرة إلى المنطقة لردع المنظمة المدعومة من إيران.
صورة تم التقاطها من جنوب لبنان بالقرب من الحدود مع إسرائيل تظهر اشتعال حريق بعد إطلاق قذيفة من إسرائيل في علما الشعب، في 30 أكتوبر 2023، وسط تزايد التوترات عبر الحدود. (AFP)
ظلت الهجمات من لبنان حتى الآن محدودة النطاق، وسط تهديدات من إسرائيل بأن لبنان سيعاني إذا كثف حزب الله هجومه.
ووفقا للمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية، أفيخاي أدرعي، فإن حزب الله يحظى الآن بدعم من قوات لواء الإمام الحسين الإيرانية، وهدد أدرعي باستهداف الميليشيا أيضا.
وكتب أدرعي على منصة X: “دخلت الميليشيا في مواجهة مع جيش الدفاع على الحدود اللبنانية في الأسابيع الأخيرة”.
وأضاف “حزب الله وميليشيا لواء الإمام الحسين يجران لبنان لدفع ثمن باهظ من أجل حماسداعش. جيش الدفاع على أتم الاستعداد للرد بقوة على كل من يحاول المساس بسيادة الدولة في الشمال”.
#عاجل ???? بعد سلسلة الإخفاقات التي مني بها حزب الله في تحقيق إنجاز ضد إسرائيل في الأسابيع الأخيرة، وصلت الى جنوب لبنان ميليشيا “لواء الإمام الحسين” الإيرانية بقيادة المدعو ذي الفقار، والتي أسست في الأصل في سوريا لتقديم المساعدة للمحور الايراني في السنوات الأخيرة وذلك لتقديم… pic.twitter.com/lQmYTbYSQF
— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) November 2, 2023
وقال مركز ألما للأبحاث، الذي يتابع التطورات الأمنية على طول الحدود الشمالية لإسرائيل، إن لواء الإمام الحسين هو ميليشيا تتألف بشكل أساسي من شيعة عراقيين تم دمجها في الفرقة الرابعة من الجيش السوري النظامي وتعمل بشكل رئيسي في منطقة دمشق.
وبحسب تقارير، قامت الميليشيا بعمليات هجومية مباشرة ضد إسرائيل والجنود الأمريكيين في سوريا. ويقول المركز إن الفرقة الرابعة بأكملها، بقيادة ماهر الأسد، شقيق الرئيس السوري بشار الأسد، تطورت لتصبح وكيلا لإيران وتقدم تقاريرها مباشرة إلى فيلق القدس، الذراع الاستطلاعية للحرس الثوري الإيراني.
خلال جولة في البلدات الشمالية يوم الخميس، وجه عضو الكنيست من حزب “الوحدة الوطنية” ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي سابقا غادي آيزنكوت، تحذيرا لأولئك الذين يسعون لمهاجمة إسرائيل كما فعلت حماس في 7 أكتوبر.
وقال: “رسالتنا إلى كل من يفكر في تقليد الهجوم الدامي والمس بالسيادة الإسرائيلية واضحة إسرائيل ستقضي على قدراتهم العسكرية، وستقضي على قادتهم، وستدمر موقعهم في الحكم، وستلحق ضررا جسيما بدولة تسمح أو تدعم مثل هذه المحاولة”.
دبابة قتالية تابعة للجيش الإسرائيلي تتحرك في موقع في الجليل الأعلى بالقرب من الحدود مع لبنان، 1 نوفمبر، 2023. (Jalaa Marey/AFP)
أطلق حزب الله المدعوم من إيران العشرات من الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات والقذائف الصاروخية وقذائف الهاون على مواقع عسكرية إسرائيلية وبلدات إسرائيلية منذ الهجوم الدامي الذي شنته حماس في 7 أكتوبر. كما أرسل مسلحين بعضهم مرتبط بفصائل مسلحة فلسطينية للتسلل إلى شمال إسرائيل. وتم اعتراض عدة طائرات مسيرة فوق شمال إسرائيل.
أعلن الجيش الإسرائيلي عن ضرب عشرات الخلايا في جنوب لبنان في الأيام الأخيرة.
