مواقف وطرائف في حفل افتتاح الدورة 39 لمهرجان الإسكندرية السينمائي

شهد حفل افتتاح الدورة الـ39 لمهرجان الإسكندرية الدولي لأفلام حوض البحر المتوسط، الذي أقيم مساء أول أمس الأحد، العديد من المواقف والطرائف، التي كسرت حالة الملل التي أصيب بها الحضور بعض الشيء، نظرا للكلمة الطويلة التي قالها مقدم الحفل، كريم كوجك، ثم ترجمتها للغة الإنجليزية، وبعده تولت الإعلامية غادة شاهين ترجمتها للفرنسية، كل هذا على خشبة مسرح مكتبة الإسكندرية التي استضافت الفعاليات، مما استغرق وقتا زائدا عن الحد المسموح به، أصاب الحضور بالملل، وانعكس فيما بعد على إيقاع الحفل.

– البداية

أول هذه المواقف ظهور المذيعة سهير شلبي المفاجئ، حماة كريم كوجك، لتشارك في تقديم فقرة المكرمين، وهي الفقرة الرئيسية والأهم ببرنامج الحفل، لتكون المرة الأولى الذي يقدم فيها ثلاثة مذيعين حفل افتتاح مهرجان سينمائى، لكن نجحت سهير شلبي في السيطرة على برنامج الحفل، حيث تولت زمام الأمور، وصالت وجالت على خشبة المسرح، وهي تتحدث عن الضيوف المكرمين، في ظل التزام المذيعين الآخرين بالصمت التام.

ونجحت سهير أن تحول فقرة المكرمين لسهرة تليفزيونية من نوعية السهرات التي كانت تقدمها على شاشة التليفزيون المصري، وهى تحكي ذكرياتها معهم، وتقدم كل واحد منهم بأسلوب “برامجي”، منها ذكرياتها مع الفنانة إلهام شاهين التي قدمتها قبل 40 عاما وهي ما تزال وجه صاعد، والأن وهي تتوج مشوارها الفني بتكريمها بالمهرجان.

– على الربابة

اختارت إدارة الإسكندرية السينمائي، أغنية “على الربابة” للراحلة وردة، لتكون الأغنية المصاحبة لصعود الفنانة إلهام شاهين على خشبة المسرح، لإهداءها علم المهرجان في دورته 39 والتي تحمل اسمها.

ورغم اعتراض بعض الحضور على الأغنية وقالوا إنها غير مناسبة تماما لهذه الفقرة، لكن جاء عرض فيديو قصير للفنانة إلهام شاهين، مصاحبا للأغنية ليبرر سبب اختيارها، حيث ظهرت وهي تحمل علم مصر، وتشارك في مسيرات وطنية، في إشارة لمواقفها ومعاركها السياسية الكثيرة التي خاضتها للدفاع عن مبادئها وأفكارها وحبها للوطن، خاصة وأن المهرجان يقام تزامنا مع احتفال مصر بذكرى انتصارات حرب أكتوبر.

من جانبها حرصت الفنانة إلهام شاهين على ارتداء فستان أبيض، كفساتين الزفاف، وقالت إنها تشعر اليوم كأنها عروسة السينما، بعد أن أهدى لها المهرجان دورته الـ39، وتحدثت إلهام عن عشقها للسينما، وشعورها بالغيرة على الفن المصري وعن مصر، وكيف أنها لا تتحمل فكرة أن يتعرض أحد بأي شيء عن بلدها أو فنها والفن عموما، وعلى الفور تبادر بالدفاع عنهما بكل ما أوتيت من قوة.

– تحية خالد زكي وحنان مطاوع

رغم أن خبر إعلان تكريم الفنانين خالد زكي وحنان مطاوع، ضمن قائمة الفنانين المكرمين بالدورة 39 للمهرجان قوبل بحالة اعتراض وانتقاد من البعض الذين رأوا أن التكريم في غير محله، نظرا لقلة الأعمال السينمائية التي شارك فيها كلا من خالد وحنان، وأنهما ينتميان للدراما التليفزيونية أكثر، بعد أن قدم كل واحد منهما العديد من المسلسلات الناجحة، لكن الجمهور الذي حضر حفل افتتاح المهرجان كان له رأي أخر، فما أن صعد الفنان خالد زكي، واستقبله الجمهور استقبالا هائلا بكل حفاوة وحب، ودوت القاعة بالتصفيق والترحاب، وهو ما تكرر مع الفنانة حنان مطاوع التي استقبل الحضور خبر تكريمها بسعادة كبيرة، تقدير بالموهبة الفنية لكلاهما حتى تم ترجمتها في مسلسلات تليفزيونية، وهو ما انعكس على وجهيهما.

وقال الفنان خالد زكي، إنه يدعو الله أن يظل يمثل حتى آخر يوم في عمره، ليقدم لهذا الجمهور الكبير أعمالا فنية تليق بهم، بينما قالت الفنانة حنان مطاوع إنها تشعر بأنها ما زالت صغيرة السن وهي تقف أمام هذا الحشد الكبير من الجمهور، وفي حضور نخبة من نجوم الفن، وقالت جملة حازت على إعجاب الحضور وهي أنها تؤمن أن الإنسانية تزداد إنسانية، حينما نأخذ الفن بمحمل الجد.

– أنا من شبرا

وتعتبر فقرة تكريم الفنان اليوناني كوستا فيرس، أكثر الفقرات طرافة في برنامج حفل الافتتاح؛ والتي أثارت حالة من البهجة داخل القاعة، بدأت الفقرة بصعود الفنانة ليلى علوى وهي تتألق في فستان باللون الأحمر، وهو اللون السائد بالمهرجان والذي ارتدته مقدمة الحفل سهير شلبي، وحنان مطاوع إحدى المكرمات.

صاحب ظهور ليلى علوي، على المسرح ضجة كبيرة من الحضور، وتصفيق وحفاوة مضاعفة عن التصفيق الذي قوبل به المكرمين، وقالت ليلى أنها حضرت لتقديم الفنان اليوناني الكبير كوستا فيرس، واختارت التحدث له باللغة اليونانية التي تجيدها نظرا لأن والدتها يونانية، وعبرت له عن فرحتها بتسليمه درع التكريم واستقباله بمصر، وفور انتهاءها من كلمتها، فاجأها كوستا وهو يتحدث بالعامية المصرية وهو يقول لها، أنا من شبرا، وسأتحدث معك بالمصرية، فأنا لي جذور في هذا البلد الذي ولدت فيه.

وقال كوستا فيرس، إن كثيرا من اليونانيين يشعرون بحالة حب كبيرة تجاه مصر، وأنه طبق المقولة التي تؤكد أن من يشرب ماء النيل يعود لمصر مرة أخرى، وها هو يعود لمصر بعد سنوات طويلة من الغياب.

– مفاجأة غير متوقعة

فوجئ الحضور في الدورة 39 بتكريم الفنان مدحت صالح، رغم أنه لم يكن ضمن قائمة المكرمين التي أعلنت عنها إدارة المهرجان.

واستقبل الجمهور خبر تكريم مدحت بحفاوة شديدة، وسلمته الفنانة نيرمين الفقي درع التكريم.

وفي كلمته قال مدحت صالح أنه سعيد بتكريمه من قبل” الإسكندرية السينمائي” بعد مرور 40 عاما على عمله بالفن، وقال إن بدايته مع المهرجانات كانت مع مهرجان القاهرة السينمائي حيث شارك في فعالياته بعمل له منذ سنوات طويلة، والآن يتم تكريمه من مهرجان يعد أحد أهم وأقدم مهرجانات مصر السينمائية، أو كما قال “ابن عم القاهرة السينمائي”.