اخر الاخبار

حفل تخرج على ايقاع أغاني الكباريهات في جامعة مغربية يثير موجة من الجدل

 

أثارت الفقرات الفنية التي تضمنها حفل تخرج دفعة 2025 بالمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير التابعة لجامعة ابن طفيل في القنيطرة جدلاً واسعاً، خاصة بعد مشاركة الفنان الشعبي عبد الله الداودي وعدد من “الشيخات” في مشهد أقرب إلى عروض الكاباريه، وهو ما اعتبره كثيرون مسيئاً لهوية الجامعة وقيمها الأكاديمية.

 

 

وفي محاولة لاحتواء الجدل، أصدرت جمعية طلبة المدرسة بلاغاً توضيحياً وجهته إلى الرأي العام، أكدت فيه أن الحفل جرى في أجواء “منظمة وراقية”، بحضور أسر الطلبة وعدد من الشخصيات الجامعية والرسمية، وتضمن لحظات لتوزيع الشهادات وتكريم الخريجين وترديد النشيد الوطني، إلى جانب كلمات رسمية ألقيت بالمناسبة.

 

 

قاليك هادشي ف ENCG ديال القنيطرة…في إطار إنفتاح الجامعة على محيطها الخارجي ???????? pic.twitter.com/yD3C3xrjAF

— MOHCINE (@El_mohcine9) July 18, 2025

 

 

وأوضحت الجمعية أن الفقرة الفنية التي أثارت الاستياء كانت بطلب من الطلبة الخريجين أنفسهم، معتبرة أنها تمثل “احتفالاً مغربياً خالصاً” ولم تخرج – حسب تعبيرها – عن الإطار الأخلاقي أو تتضمن تجاوزات.

 

العميد الداودي يحيي حفل تخرج طلبة جامعة إبن طفيل بالقنيطرة ????????‍♂️
هادشي لي كان باقي الشيخات في وسط الحرم الجامعي.
و كنقولوا علاش الجامعات المغربية خارج تصنيف أحسن 1000 جامعة فالعالم. pic.twitter.com/2P0ZQGP2hv

— لَمْدَوَّخْ ????  (@0a_4n) July 19, 2025

 

 

وَعَلّق ناشط بتغريدة على تويتك: “العميد الداودي يحيي حفل تخرج طلبة جامعة إبن طفيل بالقنيطرة، هادشي لي كان باقي الشيخات في وسط الحرم الجامعي، وكنقولوا علاش الجامعات المغربية خارج تصنيف أحسن 1000 جامعة فالعالم.”

غير أن هذه التبريرات لم تُنهِ الجدل، بل زادت من حدة الانتقادات التي رأت في ما وقع انزياحاً مقلقاً عن رمزية الجامعة، وتحويلاً للحظة التخرج من لحظة أكاديمية رسمية إلى فرجة شعبية لا تليق بسياقها العلمي. كما عبّر منتقدون عن تخوفهم من تكرار مثل هذه الممارسات التي – برأيهم – تُفرغ الجامعة من قيمها وتؤثر سلباً على صورة الطالب والطالبة.

 

 

 

وفي السياق ذاته، نبّهت أصوات طلابية ومجتمعية إلى خطورة إدخال أنماط احتفالية “مبتذلة” إلى الحرم الجامعي، خصوصاً في ظل سياق اجتماعي وتربوي متوتر، داعية إلى جعل الجامعة فضاء يحتكم إلى الضوابط الأخلاقية والرمزية لا الاستثناءات الترفيهية.

من جهتها، شددت الجمعية الطلابية على سجلها الإيجابي داخل المؤسسة، مشيرة إلى عشرات الأنشطة التي تشرف عليها، من مبادرات ثقافية واجتماعية وتطوعية، شملت تنظيم قوافل طبية وترميم مؤسسات تعليمية ومساجد، إضافة إلى حملات تحسيسية متنوعة، مؤكدة أن أي اختلالات تنظيمية تظل ناتجة عن ضعف الإمكانيات المالية والاعتماد الذاتي الكامل في غياب أي دعم مؤسساتي.

 

 

ورغم التوضيحات، أعاد هذا الحدث إلى الواجهة النقاش القديم حول غياب تصور مؤطر للحظات التخرج داخل الجامعات المغربية، وسط دعوات إلى وضع ضوابط تضمن الحفاظ على هيبة الجامعة ورمزية شهاداتها، وتحول دون اختزالها في عروض فنية قد تُفهم خارج سياقها الأكاديمي.