اخر الاخبار

دعوة لتحرير العقل من قيود الطائفية .. مجلة العرب تفتح ملفات الوعي والهوية والنهضة

صدر العدد الرابع والأربعون من مجلة “العرب” الشهرية، الصادرة عن مركز العرب للأبحاث والدراسات، متضمنًا مجموعة من المقالات والدراسات الفكرية والسياسية التي تناولت قضايا عربية وإقليمية راهنة، إلى جانب ملفات ثقافية وتنموية تعكس رؤية المجلة في مواكبة تحولات الواقع العربي والرهان على الوعي التنويري كأداة للتغيير.

تصدّر العدد مقال افتتاحي للفكر العربي الكبير علي الشرفاء الحمادي، بعنوان : ” الرسول بُعث لينير دروب الإنسانية .. والطائفية والمذهبية أضاعتا الدين “.

في مقاله، يقدّم الشرفاء قراءة جذرية للواقع العربي، محذرًا من الانهيارات القيمية التي أنتجتها الطائفية والانغلاق المذهبي، مشددًا على أن ما تعيشه الأمة من أزمات ليس قَدَرًا مفروضًا، بل نتيجة مباشرة لغياب الوعي وهيمنة الخطابات الظلامية التي فصلت الدين عن غايته الحقيقية: العدالة والرحمة والكرامة الإنسانية.

يرى الشرفاء أن الرسالة المحمدية جاءت لتضيء للإنسان طريقه نحو الخير والمعرفة، لكن التأويلات الطائفية والمرويات البشرية الملوثة بالسياسة والهوى قد حرفت المسار، فأصبح الدين في كثير من الممارسات وسيلة للسيطرة، لا للتحرير.

ودعا المفكر علي الشرفاء في مقاله إلى استعادة القيم الأصلية للإسلام كما وردت في القرآن الكريم، بعيدًا عن التفسيرات الطائفية المتعصبة ، وأكد على ضرورة تحرير الخطاب الإسلامي من قيود الجمود والتكرار، وربطه بالواقع وتحدياته، ليكون دينًا يُسهم في بناء الإنسان والمجتمع، لا في تقسيم الأمة وتشويه هويتها.

وأبرزت الافتتاحية مكانة مجلة “العرب” كمنبر تنويري وفكري، يحمل على عاتقه مهمة كسر القيود الذهنية التي فرضها الجمود الديني، ويؤمن بأن التغيير لا يأتي إلا بإعادة قراءة النصوص بروح العصر، كما ينادي بذلك فكر علي الشرفاء.

وفي محور خاص بالتنمية، تناول العدد تجربة دولة الإمارات العربية المتحدة في دعم المرأة وتعزيز دورها في الحياة العامة.

وسلط التقرير الضوء على المبادرات الحكومية والسياسات النوعية التي رفعت نسبة مشاركة النساء في قطاعات العمل والقيادة، مؤكدًا أن الإمارات باتت نموذجًا ملهمًا على المستوى الإقليمي، بعد تصدّرها المرتبة السادسة عشرة عالميًا في مؤشر الدعم الحكومي للمرأة.

كما خصصت المجلة ملفًا مهمًا حول العلاقات ” المصرية السعودية ” واصفةً إياها بأنها ركيزة الأمن القومي العربي، ومحور استقرار إقليمي فاعل.

وأوضح التقرير أن التعاون بين البلدين يمتد إلى ملفات الطاقة، الأمن الغذائي، الاقتصاد، والدفاع، ما يجعله تحالفًا استراتيجيًا في مواجهة التحديات المشتركة، ويعزز من وحدة الصف العربي في لحظة تاريخية حرجة.

وضمن اهتمامات المجلة بالقضايا الإنسانية، خُصّص ملف خاص لما يشهده قطاع غزة من أوضاع كارثية في ظل الحصار والاحتلال الإسرائيلي المستمر .

واستعرض التقرير تحذيرات الأمم المتحدة بشأن دخول القطاع في مرحلة المجاعة، محمّلًا الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تفاقم الوضع الإنساني، وسط تجاهل دولي غير مسبوق، مؤكداً أن استمرار العدوان يهدد استقرار المنطقة بأسرها.

وفي زاوية التحليل السياسي، تناول العدد تعقيدات المشهد السوري، معتبرًا أن الأزمة لم تعد مجرد شأن داخلي، بل أصبحت جزءًا من إعادة رسم خرائط الإقليم.

وأشار المقال إلى الترابط بين الأزمة السورية والوضع في العراق ولبنان وفلسطين، مؤكدًا أن أي تسوية مستقبلية يجب أن تأخذ في الحسبان البُعد الإقليمي المتشابك، وأهمية استعادة الدولة السورية لعافيتها ودورها المركزي.

وتضمن العدد أيضاً :

1- استعراضًا لخطط التنمية في الكويت ضمن رؤية “كويت جديدة 2035”، مع التركيز على الإصلاحات الاقتصادية الجذرية.

2- قراءة تحليلية للمشهد السياسي في ليبيا، وجهود الأمم المتحدة لإطلاق عملية سياسية جديدة بعد إخفاقات متكررة .

3- تحقيقًا حول المدارس الكندية في مصر، باعتبارها نموذجًا تعليميًا يثير جدلًا بين المعايير الدولية ومتطلبات البيئة المحلية.

وأفردت المجلة تقريرًا موسعًا عن مؤسسة “رسالة السلام العالمية”، التي اختتمت جولتها التنويرية في المغرب بعد مرورها على السنغال وموريتانيا.

الجولة التي قادها الكاتب الصحفي مجدي طنطاوي، المدير العام للمؤسسة، جاءت بتوجيه مباشر من مؤسسها المفكر علي الشرفاء الحمادي، وشهدت إطلاق حملة “مليون منتسب” الممتدة حتى عام 2026، بهدف توسيع قاعدة الانتماء للفكر المستنير، وبناء وعي جمعي مقاوم للطائفية والجمود.

اختُتم العدد بتأكيد رؤية المجلة في دعم الفكر النقدي والتحليل الاستراتيجي، مع الحفاظ على رصانة الطرح الأكاديمي ومواكبة نبض الواقع.

وتؤمن “العرب” أن التغيير يبدأ من الفكرة، ومن الشجاعة في إعادة طرح الأسئلة الكبرى حول الدين، والمجتمع، والسياسة، كما يفعل علي الشرفاء الحمادي في مقالاته المتكررة.

كتّاب العدد (44) من المجلة :  ” المفكر العربي الكبير علي الشرفاء الحمادي والذي كتب الافتتاحية .. والكاتب الصحفي محمد فتحي الشريف رئيس مركز العرب للأبحاث والدراسات .. والدكتور هاني جرجس عياد .. والدكتور مصطفى إبراهيم .. والباحث سليم عبد الكريم الهندي (فلسطين) .. والباحثة هديل فتحي المسارعي .. ولدكتور رامي زهدي .. والباحث السيد عيد .. الدكتور محمد طلعت .. والكاتبة رانيا ضيف .. وًالباحث أحمد إبراهيم .. والدكتور محمد محسن رمضان .. والعميد عماد اليماني .. والدكتور سيد عيسى ” .