اخر الاخبار

د. نسرين محمد فتحي تكتب.. المخاطر الجيوستراتيجية.. رؤية من منظور محاسبي

من المعروف أن لفظ “الإستراتيجية” يعبر عن قوة الشيئي وأهميته على المدى البعيد، ويعبر مضمون مصطلح “جيوستراتيجية” أو “”GoeStrategic عن الجغرافيا السياسية حيث تركز على الموقع الجغرافي للدولة وأن هذا الموقع بمثابة قوة استراتيجية وهو يمنح الدولة القوة العسكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والإعلامية والتكنولوجية والثقافية وغيرها.

 وبالتالي يمكن القول بأن الخصائص الجغرافية للدولة تمثل “ميزة تنافسية” وتحدد الثقل الإقليمي للدولة ومكانتها البارزة، وان هذه الميزة تساهم في تعزيز قوة الدولة ومواردها محليا ودوليا.

ومن ناحية أخرى قد تتأثر هذه الخصائص ببعض العوامل الداخلية والخارجية وتصبح مصدرا للمخاطر متمثلة في “المخاطر الجيوستراتيجية”، فعلى سبيل المثال عندما تتأثر إيرادات هيئة قناة السويس بالانخفاض (والتي تعد أحد الخصائص الجغرافية الإستراتيجية الهامة لمصر) فإن ذلك يزيد من هذه المخاطر، كذلك فإن ما تشهده المنطقة من اضطرابات سياسية واقتصادية يزيد أيضا من وجود هذه المخاطر والتي قد تقف عائقا أمام العديد من الإصلاحات والتطورات المخطط لها من قبل الدولة المصرية على كافة الأصعدة والجوانب مما يؤدى إلى ضعف في قوتها الإستراتيجية في بعض النواحى. 

 

وبطبيعة الحال ستتأثر بيئة الأعمال بهذه المخاطر وستكون الشركات مطالبة بالبحث عن آليات وسياسات لتقليل حدة هذه المخاطر وخاصة أنها من طبيعة المخاطر التي تكون خارج سيطرة الشركة وتتعلق بالدولة نفسها ، ومن المنظور المحاسبي فإنني أرى أهمية الإفصاح عن المخاطر الجيوستراتيجية كملحقات إضافية بحيث توضح تأثر الشركة بهذه المخاطر لزيادة الشفافية حول أداء الشركة في ظلها وزرع الطمأنينة لدى المستثمرين.

كما أرى إجراء الأبحاث والدراسات التي تتناول كيفية استجابة أسعار الشركات لهذه المخاطر وتحليل سلوك المستثمرين المحتمل، إضافة إلى ربطها بخطر الانهيار المستقبلي لأسعار الأسهم.

وعلاوة على ذلك يبرز دور المراجع الداخلي في دراسة وتقييم هذه المخاطر واقتراح الحلول للحد من تأثيرها مستقبلا، كما يجب على المحلل المالي أن يضع في اعتباره هذه المخاطر في الحسبان أثناء تأدية مهامه وذلك لتحسين دقة تنبؤاته حول الوضع المستقبلي للشركة.