اخر الاخبار

رأسية فاران تنقذ «مان يونايتد» من متاريس وولفرهامبتون

كاميلا براندو: نادي الفتح في طريقه لاستنساخ تجربة برايتون الإنجليزي

أشادت البرازيلية كاميلا براندو، مدير تطوير الأعمال في شركة ومؤسسة «ترانسفير روم»، بالتحركات الأخيرة للدوري السعودي للمحترفين، مؤكدة أنه في طريقه ليكون أحد أفضل الدوريات في العالم. وأبدت كاميلا سعادتها البالغة بالتعاون بين شركتها ونادي الفتح. وقالت في حوار لـ«الشرق الأوسط» إن النموذجي يعمل بشكل احترافي كبير ولديه فرصة كبيرة لتكرار نجاح تجربة نادي برايتون في الملاعب الإنجليزية، لكن في الملاعب السعودية والعربية خلال الفترة المقبلة.

وتعد كاميلا براندو أحد المديرين المعروفين في مجال الإدارة الرياضية في البرازيل وأوروبا والعالم، من خلال عملها في عدد المؤسسات والأندية الرياضية، مثل ساو باولو البرازيلي وعدد من الجامعات الكروية، قبل أن تحصل على منصب مدير إدارة تطوير الأعمال في «ترانسفير روم»، التي تعمل بشكل متواصل ومستمر مع أكثر من نادٍ من بينها الفتح، حيث أجرت «الشرق الأوسط» حواراً مطولاً جاءت فيه هذه الإجابات.

كاميلا أكدت أن التحركات الأخيرة في الدوري السعودي ستقوده غلى مراحل متقدمة عالميا (الشرق الأوسط)

> أخبرينا عن مسيرتك المهنية وخبراتك والأماكن التي عملتِ بها من قبل؟

– أنا برازيلية من أصول إيطالية، وكرة القدم تجري في دمي. لعبت كرة القدم لمدة 8 أعوام وعندما اتجهت إلى الاحتراف تعرضتُ لإصابات خطيرة في ركبتي اليمنى.

عرفت منذ اللحظة التي أدركت فيها أنني لن أنجح في الميدان أنني يجب أن أنجح خارج الملعب، واخترت العمل في كرة القدم. وبعد أن عشت في أوروبا لمدة 18 عاماً، أجريت دراسات في أميركا اللاتينية من جامعة أستوكهولم، وحصلت على عدة دورات في كرة القدم مثل إدارة النادي الفنية (جامعة كرة القدم في البرازيل)، والكشافة، ودورة ماجستير من اتحاد باوليستا لكرة القدم لمديري الأندية بالتعاون مع جامعة برازيلية، كما عملت في مشروع اجتماعي للأطفال هو أكاديمية «سامبا لكرة القدم» لتعليم فلسفة كرة القدم البرازيلية، ثم كنت مستشارة في نادي ألميريا بعد استحواذ المستشار تركي آل الشيخ عليه، وبعدها كنت رئيس القسم الدولي لنادي ساو باولو، واليوم أعمل مدير تطوير الأعمال في «ترانسفير روم»، كما أنني عضواً في لجنة الرياضة بالغرفة العربية البرازيلية للتجارة «لجنة الرياض».

> عملتِ في نادي ساو باولو، ولديكِ تجربة كبيرة هناك… ما وظيفتك بالتحديد؟

– كنت رئيسة القسم الدولي والمسؤولة عن إدارة العلاقات الدولية بالنادي. لقد كانت فترة صعبة للغاية بسبب جائحة كورونا وليست مهمة سهلة، لذلك كان عليَّ محاولة إيجاد طرق لجلب إيرادات للنادي دون أن أكون قادرة على إنفاق أي مبلغ. وكانت بعض مسؤولياتي الرئيسية تعزيز وتقوية علاقات النادي مع كيانات مثل «فيفا»، والاتحاد البرازيلي لكرة القدم، واتحاد كرة القدم في أميركا الجنوبية، بالإضافة إلى خلق مشاريع التبادل الفني للاعبين الشباب والتبادل الإداري بين المسؤولين، من أجل الوصول إلى اتفاقيات مفيدة للنادي. كذلك أنشأت مشروعاً رائداً في كرة القدم البرازيلية، وهي شراكة بين نادي ساو باولو لكرة القدم وغرفة التجارة العربية البرازيلية عام 2021، كما أغلقنا اتفاقية مع Socios.com وقمنا بوضع 850 ألف رمز مميز وبيعها في أقل من ساعتين وجمع نحو 1.3 مليون دولار أميركي. كانت فكرة جيدة في مثل هذا الوقت المعقد من أجل التعامل مع الجائحة، بالإضافة إلى الاستفادة من تجارب الأندية العالمية الرائدة في جني الأرباح.

> كيف بدأتْ العلاقة بينك وبين نادي الفتح؟ ولماذا هذا النادي تحديداً؟

– في البداية، كان دوري في «ترانسفير روم» هو سوق لكرة القدم البرازيلية. مع مرور الوقت اكتسبت ثقة الشركة وتوسع نطاق عملي إلى البرتغال والشرق الأوسط، مع الأخذ في الاعتبار شبكتي الاجتماعية، والدراية الفنية وشغفي بالمنطقة. وقبل التواصل مع أي نادٍ، أقوم دائماً بإجراء دراسة أولية لثقافة النادي: الفريق الحالي، والمخطط التنظيمي لمجلس الإدارة، وكل هذا يعطيني نظرة واسعة، لأنني أشعر بشغف تجاه كرة القدم، أعيشها وأتنفسها بالمعنى الحرفي للكلمة 24 ساعة في اليوم، يمكنني أن أكون استراتيجية للغاية في عملي. ولم يكن الأمر مختلفاً مع نادي الفتح الذي كان يرأسه الرئيس سعد العفالق. كان أول اتصال جيد لي مع رئيس كشافة النادي ماسييج جيل، وهو إداري مميز للغاية، بالإضافة إلى بيتروس، اللاعب البرازيلي المعروف في السعودية بسبب لعبه في الفتح، ومن قبل مع فريق النصر. لقد بعثت برسالة إلى الرئيس السابق سعد العفالق، عرّفت فيها بنفسي وأوضحت سبب ذلك الاتصال. بعد بضع دقائق، تلقيت رداً ودوداً وعلى الفور أدركت أنه كان محترفاً ذا رؤية، ومنفتح الذهن ومشاركاً للغاية وشغوفاً بنادي الفتح. وبعد فترة وجيزة، وضعني الرئيس سعد على اتصال مع عضو مجلس الإدارة، حسن، الذي حضر قمة «ترانسفير روم» في لندن خلال عام 2023، ومن هنا بدأ العمل على مستوى احترافي عالٍ.

> ما المشروع الثنائي المشترك بين الفتح و«ترانسفير روم»؟ وما أهداف الشراكة؟

– تشتهر سوق كرة القدم السعودية بكونها سوقاً لشراء اللاعبين وليست سوقاً لبيع اللاعبين. هذا هو الحال بالفعل حتى قبل نافذة الانتقالات الحالية. لذلك، لا نرى في كثير من الأحيان حركة لاعبين محليين يذهبون إلى الأسواق الخارجية، خارج منطقة الشرق الأوسط، وهذا هو أحد الحواجز التي تستطيع «ترانسفير روم» كسرها. لذلك فإن الغرض ليس فقط مع نادي الفتح ولكن مع جميع الأندية، هو منح الوصول المباشر إلى صناع القرار في 700 نادي والوكلاء الحقيقيين للاعبين المهمين.

> ما الأسواق والدوريات التي تركز شركة «ترانسفير روم» عليها؟

– تركز «ترانسفير روم» على صناعة كرة القدم، أي جميع البطولات المحترفة والبلدان. نحن نغطي أكثر من 100 بطولة في أكثر من 60 دولة ونعمل مع أكثر من 700 نادٍ.

> نادي مثل برايتون نجح في إنجلترا ويعمل مع شركتكم… كيف أسهمت الشركة في هذا النجاح؟

– الفكرة الواسعة لـ«ترانسفير روم» هي أنها تعمل وفق نظام كامل لأندية كرة القدم والوكلاء واللاعبين لتحقيق النجاح في سوق الانتقالات من خلال منحهم معلومات السوق في الوقت الفعلي والوصول المباشر إلى شبكة عالمية من صناع القرار. ديف وير، المدير الرياضي في برايتون، هو تقدمي في تفكيره ومتقبل للتكنولوجيا، وهذا مكّن برايتون من أن يكون النادي الأكثر نجاحاً على الإطلاق. ويعد نادي برايتون أحد أكبر مستخدمي الشركة لإبرام 32 صفقة، منها 28 صفقة إعارة. وتعد شركة «ترانسفير روم» عبارة عن نشاط تجاري بالاشتراك، لذلك لا تدفع الأندية أو الوكلاء عمولة على التحويلات التي تتم على المنصة، حيث يمكن لبرايتون تقديم لاعبيه لما يصل إلى 20 نادياً بشكل مباشر، مع تحديد مواصفات كل لاعب، ومطابقة الميزانية والمستويات الفنية بشكل منظم. إحدى كبرى قصص النجاح هو مويسيس كايسيدو، الذي انتقل على سبيل الإعارة في بلجيكا قبل أن يتطور ويعود أكثر نضجاً ليتألق بشكل لافت مع برايتون، ويصبح أحد أفضل لاعبي الوسط في الدوري الإنجليزي الممتاز.

> وهل تمكن رؤية نموذج قريب من برايتون في نادي الفتح؟

– بالطبع هذا ممكن. سيعتمد ذلك على كيفية فهم النادي للإمكانات الموجودة على هذه المنصة، وتلك التكنولوجيا ستؤدي المهمة المستحيلة بشرياً. لا يستطيع الإنسان معرفة طلبات 700 نادٍ لكن «ترانسفير روم» تجعل ذلك ممكناً، لأن كل لاعب له وضع معين، وهذا ما استفاد منه نادي برايتون بالتنسيق معنا، من خلال استخدام بيانات الأندية واللاعبين والوكلاء على نطاق أوسع، حيث إنها ليست حالة فردية في الدوري الإنجليزي بل يمكن تكرارها في أكثر من دوري.

كاميلا خلال إحدى الندوات الرياضية (الشرق الأوسط)

> ما رأيكم في التطور اللافت الذي يشهده دوري المحترفين السعودي؟

– أنا سعيدة جداً بكل هذا. بالنسبة لي، كان أمراً متوقعاً وغير مفاجئ لأنني كنت أتابع تنمية المملكة في السنوات الأخيرة في الكثير من الجوانب المختلفة. كانت مسألة وقت حتى يقع كل شيء في مكانه ويصبح مؤثراً للغاية. ستكون تغييرات ثورية، لأن كرة القدم هي ظاهرة اجتماعية وثقافية، قادرة على التأثير في مختلف شرائح المجتمع مثل السياسة والاقتصاد والثقافة. سيكون ذلك مفيداً للجميع خصوصاً للأطفال والأجيال القادمة. هذا يتجاوز الخطوط الأربعة، ويتجاوز كرة القدم. وأشيد هنا بتأثير ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي يعمل من أجل تطوير سريع وثابت في المملكة. هو يملك رؤية واسعة وهو ركن أساسي في عملية التطوير.

> ما تقييمكم لصفقات الميركاتو الصيفي في المملكة؟ وما الصفقة الأنجح؟

– الأسماء لا جدال فيها. رائعة. كامل اهتمام صناعة كرة القدم تحولت إلى المملكة العربية السعودية في نافذة انتقال واحدة فقط. لقد كانت استراتيجية رائعة وأعتقد أن الكثير من الناس فوجئوا. حتى الآن، الهلال ضمن قائمة الأندية العشرة التي استثمرت الأكثر حتى الآن. فقط في هذه الفترة القصيرة، نحن على يقين من أنها حقاً مجرد بداية. جميع الصفقات ستكون مهمة لكل نادي على حدة. الكثير من الصفقات كانت ناجحة، لكن انتقال كريم بنزيمة إلى الاتحاد لفت انتباهي لأنه انتهى عقده مع ريال مدريد وذهب في انتقال مجاني بعقد لمدة عامين مع راتب كبير طبعاً. حتى في سن الخامسة والثلاثين، فهو في حالة جيدة وأعتقد أنه سيكون لديه أداء ممتاز في هذا الموسم، لاعب آخر أعتقد أنه سيبرز هو البرازيلي مالكوم، الذي سجل الموسم الماضي 26 هدفاً في 33 مباراة وسيضيف قيمة كبيرة للهلال.