اخر الاخبار

رحل الإسلام وبقيت الشعائر .. مأساة أمة خانت كتابها وضاعت بين غواية الشيطان وهجر القرآن

لا يوجد في الحقيقة مسلمون يتبعون مراد الله، ويتخذون الرسول قدوة لهم متمسكين بكتاب الله، يطبقون شرعته ومنهاجه ، ومن لم يعصِ الله ويهجر القرآن وما فيه من أحكام العبادات وتشريعات المحرمات والنواهي واتباع المنهاج الإلهي في سلوكياتهم، فلا يمكن أن ينتسبوا للإسلام .

لماذا ؟ .. لأن الإسلام يدعو للرحمة والعدل والإحسان والتسامح، وتحريم العدوان والإساءة إلى الناس، واحترام حقوق الإنسان في عقيدته ودينه ، فقد حرر الله سبحانه إرادته، وأمره بالإنفاق على المستحقين، ليس منّة، بل كما قال الله سبحانه وتعالي :  ” في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم ” .

حرم الغيبة والنميمة، حرم القتال بين الناس، وجعل تشريع القتال في الدفاع عن النفس، وليس استحلال ممتلكات العباد .

اتباع سلوك المؤمنين الذي وصفه الله في آياته، والمخلصين في عبادته، واتباع ما حرّمه من عبادة الأصنام والإنسان ، وتبقى العبادة لله الواحد الأحد، واتباع رسول الله في كل ما بلغهم من الآيات القرآنية .

ولكنهم اتبعوا الشيطان، وقلّلوا من كرامة الإنسان، الذي كرّمه الله سبحانه في قوله عز وجل : ” ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا” (الإسراء: 70) .

في المقابل، يُكرَم الحيوان ، من مختلف الحيوانات، وخاصة الكلاب والقطط ، وتُقدَّم لهم أفضل خدمة في المنازل : من استحمام ونظافة وطعام، وينامون على سرر مفروشة، وتُؤمَّن لهم رعاية صحية خاصة، وتُعامل تلك الحيوانات بعلاقات حميمية وودودة.

فماذا يُفعل بالإنسان ؟ .. الترهيب والتخويف والتجويع والقتل ، تُداس كرامته تحت الأقدام، وتُصادر حقوقه في الحياة والأمان .

فهل يا ترى، ما نراه اليوم من قهر وتعذيب للإنسان، يتفق مع ما ورد في الذكر الحكيم ؟ مع تكريم الله للإنسان في هذا العصر ؟ .

منذ وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام إلى اليوم، هل يمكن أن ينطبق على من جاء بعده صفات المؤمنين الذين انتموا للإسلام ؟ .. الذين يتبعون كتاب الله ويخشون يوم الحساب، ويتعاملون بالكلمة الطيبة وبالحسنى .. أين المسلمون ؟ .

أم تُرى الحروب تدمر الأوطان في العالم العربي، ويشتد الخلاف بين الأشقاء، ويتساقط الأبرياء في سبيل ما يستدرجهم له الشيطان من مطامع الدنيا؟ .

، ونهب الإنسان واحتلال أرضه وتشريده من وطنه، ومطاردته في كل بقاع الأرض لإذلاله وتصفيته ؟ ، فالغاية عندهم تبرر الوسيلة ! .

أين التعاون بينهم ؟ .. هل تعتقد، إن كانوا مسلمين مؤمنين حقًّا ومتبعين كتاب الله صدقًا، ستتجرأ إسرائيل بارتكاب الجرائم ضد الإنسانية وتدمير الأوطان ؟ .

حين ترتكب مجموعة من العصابات الإسرائيلية المجازر، لا تُفرّق بين العجائز والأطفال، وتهدم البيوت على النساء والصغار .

هل لو كان في العرب مسلمون مؤمنون، ستتجرأ إسرائيل أو أي دولة على العدوان ؟ .

ولكن سبب هزيمة العرب ، بالرغم من جيوش مدججة بالسلاح وكفاءات المقاتلين، وأنواع من كافة أسلحة الدمار ، أنهم ينهزمون أمام حفنة من الأشرار .

ولكن للأسف، تحول القتال بين العرب، وساد الخلاف والسجال، وتحكمت النفس الأمارة، وسيطرت على العقول، واشتعلت النار بينهم، وسُفك الدماء، واضطُهد الأحرار، فسقطت عزتهم .

استغل الأعداء فرقتهم، وصوّبوا لأشقائهم مدافعهم، ليموت الآلاف منهم “هدية” لعصابات التتار، وتسقط العواصم الواحدة تلو الأخرى تحت الأنقاض .

وتظهر الحقيقة .. وحدة العرب أكذوبة، ووهم عاشته الشعوب. .. فإذا بهم فجأة يكتشفون الخديعة .. فهم لم يتحدوا منذ عهد الرسول، فكيف بعد تلك القرون يصبحون صادقين مخلصين، محافظين عهدهم، يفتدون أرضهم بأرواحهم ضد المعتدين ؟ .. حتي أصبحت الحروب بين الأشقاء .

كاتب المقال : كاتب ومفكر عربي مهموم بقضايا الامة العربية والإسلامية شغل عدة مناصب أبرزها مدير ديوان رئاسة دولة الإمارات في عهد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في الفترة ما بين 1973 حتى 1995 ، ومن مؤلفاته كتاب ” المسلمون بين الخطاب الديني والخطاب الإلهي “، و ” موسوعة القيادة التاريخية أقوال الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ” وسلسلة ” أقوال الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ” .