اخر الاخبار

رحمة الله في مواجهة جنون البشر .. أوهام مميتة لـ تجارة الدم ” ومضات علي الطريق “

في عمق النصوص الإسلامية .. تتجلى الحقيقة في بريقها الخالد .. ثم .. ثم تتشابك الآيات والروايات لـ تكشف حكمة الله البالغة .. إذ تظهر ” رسالة الإسلام ” ، كما أرادها الله خالدة رحمة وعدل وسلام للبشرية جمعاء .

وكما يوضح المفكر العربي الكبير علي الشرفاء الحمادي في كتابه ” ومضات على الطريق ” .. هناك من يحاول أن يشوه هذه الرسالة الخالدة .. هناك من يستغل بعض آيات الرحمن .. ويحولوها إلى أداوات يزرعون بها الخوف في قلوب الناس .. كل الناس .. متجاهلين روح الإسلام الحقيقية التي تدعو إلى الرحمة والعدل وحرية الاختيار .

وهنا  يحدث الانحراف .. الانحراف عن مسار الرحمة .. الانحراف عن تعاليم الدين كما انزلت علينا  في ” القرآن الكريم ” .

وأحسب أن هذا الانحراف عن المقصد الإلهي حوّل بعض النفوس إلى ضحايا ” أوهام مضللة ” .. تحولت القوة الإلهية إلى سلاح للتفرقة والإرهاب .. ولعل ما كتبه ويكتبه علي الشرفاء الحمادي في كتابه ” ومضات علي الطريق ” .. يعد بمثابة نقطة نور في نفق مظلم .. إذ يسلط الضوء على صواب الخطاب الإسلامي .. ويعيد قراءة النصوص في ضوء الحكمة الربانية .. كي نفهم الإسلام كما أراده رب البشر لا كما أراده البشر  .. ” دين رحمة وسلام .. لا دين عنف وإكراه وقتل وذبح .

وهنا يتوقف الشرفاء الحمادي في كتابه متسائلاً بـ مرارة ودهشة : كيف استطاع ” شياطين الفتنة .. و تجار الدم ” أن يتخذوا من الدين سلماً لـ أطماع مريضة ؟ .. كيف خدعوا الناس وزينوا لهم الباطل في هيئة الحق .. حتى جعلوا من بعض آيات الرحمن الواردة في سورة التوبة ” قاعدة أبدية ”  للقتل .. وكأن الله قد أمر المسلمين بأن يفرضوا دينهم بـ القوة..  ويظلوا في حربٍ لا تنتهي مع العالم  ؟

لقد تجاهل هؤلاء أن تلك الآيات كانت تشريع مرحلي .. اقتضته ظروف استثنائية وضرورات الدفاع عن النفس في وجه من أرادوا القضاء على الدعوة .. تشريعات جاءت لـ زمن محدد .. ثم .. ثم نسختها تشريعات أخرى حملت روح الإسلام الحقيقية بوصفه : ” دين الرحمة والحكمة والسلم ” .. لكن أصحاب الأهواء الخبيثة التقطوا النصوص الموقّتة وانتزعوها من سياقها .. كي يشوّهوا بها رسالة عدل أنزلها الله نوراً للعالمين .

تمكن البغاه وبدهاءٍ مُظلم في أن يقنعوا ضعاف الناس بـ عقيدة ” معطوبة ” لا تمت إلى جوهر الدين بصلة .. حتى صنعوا لنا  جيل من” المتطرفين ” .. الذين رسخت في نفوسهم اليائسة أفكار مسمومة .. وأصبحت بديل وهمي عن الحياة التي فقدوا معناها .

غذوهم بـ أفكار زائفة .. وجهوهم نحو خيال دموي ظنوه طريق إلى المجد .. بينما كانوا في الحقيقة يلهثون خلف سراب صنعه ” علماء السوء ” .. وتبنته قلوب مأزومة ساقها الشيطان إلى دروب الجريمة .

.. و .. و هكذا شوهوا رسالة هذا الدين .. رسالة الرحمة والعدل والخير .

إذ يقول المولي سبحانه وتعالي في سورة الكهف  : ” وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ” .. كما يقول عز وجل في سورة الرعد : ” فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ ” .. صدق الله العظيم .

اللهم اني قد بلغت .. اللهم فاشهد .