اخر الاخبار

سفير فرنسا لدى “إسرائيل”: احتلال غزة يعني حربا لا نهاية لها

حذر سفير فرنسا لدى إسرائيل فريدريك جورنيس، من احتلال قطاع غزة، مشددا على أن هذه الخطوة تعني “حربا لا نهاية لها”.

جاء ذلك في مقابلة أجرتها معه هيئة البث العبرية الرسمية، بثتها الأربعاء، وسط تلويح إسرائيل باحتلال قطاع غزة بالكامل لإعادة أسراها المحتجزين هناك.

والثلاثاء، اتخذ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، قرارًا بالمضي في احتلال غزة، خلال اجتماع مغلق مع وزراء ومسؤولين أمنيين، بحسب ما نقلته هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، عن مصدر مطلع لم تسمه.

ومن المقرر أن يجتمع المجلس الوزاري الأمني المصغر “الكابينت” الخميس، لمناقشة خطة احتلال غزة والتي يعارضها رئيس الأركان إيال زامير، واصفًا إياها بـ”الفخ الاستراتيجي”.

وفي هذا الصدد، قال السفير الفرنسي: “نحن على مفترق طرق، والمجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر يدرس الخيارات المتاحة (في غزة)”.

وتابع: “من المهم بالنسبة لي أن أقول إن هناك خيارات أخرى للتخلص من حماس وتحقيق الأمن لإسرائيل، غير حرب لا نهاية لها”.

وشدد على أن “احتلال قطاع غزة، مثلما يقولون في الجيش الإسرائيلي، مكلف ومعقد”.

وتوجه السفير الفرنسي إلى حكومة نتنياهو بقوله: “واصلوا العمل على اتفاق، واستغلوا الفرصة التي نعرضها عليكم للعمل مع شركاء عرب والتخطيط لليوم التالي. لا تنظروا إلى هذا كعداء تجاهكم”.

وتقدر تل أبيب وجود 50 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 10 آلاف و800 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.

وفي 24 يوليو/ تموز الماضي، انسحبت إسرائيل من مفاوضات غير مباشرة مع حماس بالدوحة، بعد تعنت تل أبيب بشأن الانسحاب من غزة، وإنهاء الحرب، والأسرى الفلسطينيين، وآلية توزيع المساعدات الإنسانية.

ويُحمّل 52 بالمئة من الإسرائيليين حكومتهم المسؤولية كاملة أو جزئيا عن عدم إبرام اتفاق مع حماس، وفق استطلاع للرأي نشره معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، الأحد.

ومضى السفير الفرنسي متسائلا: “هل نريد أن يخدم الشبان الإسرائيليون في احتلال غزة خلال الثلاثين سنة القادمة؟ أن تتحملوا التكاليف الاقتصادية لذلك؟ في هذه الأثناء، التعليم والصحة هنا قد تضررا بالفعل. إسرائيل تكون رائعة عندما تكون في سلام. نحن نريد العودة إلى ذلك الوضع”.

وسبق أن احتلت إسرائيل قطاع غزة 38 سنة، ما بين 1967 و2005.

وقال جورنيس، إنه حتى في ظل اعتراف فرنسا بالدولة الفلسطينية والغضب في تل أبيب “قد نختلف، لكن مهمتنا، كأصدقاء لإسرائيل، هي أن نطرح على الطاولة إمكانية العيش هنا بسلام مع الفلسطينيين، وإمكانية القيام بإصلاح في الدولة الفلسطينية. لدينا أيام صعبة”.

وضمن حراك متصاعد للاعتراف بدولة فلسطين، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في 24 يوليو/ تموز الماضي، أن بلاده ستعترف بدولة فلسطين خلال انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك في سبتمبر/أيلول المقبل.

وعن البديل الذي تطرحه فرنسا ودول عربية للحرب في غزة قال جورنيس، لهيئة البث: “يبدأ الأمر بوقف إطلاق النار وإطلاق سراح جميع المختطفين. بعد ذلك يتم إدخال آليات أمنية دولية ويبدأ الإعمار”.

وأوضح أن “الإعمار سيكون سياسيا”، دون توضيح أكثر، مشدّد على أن “حماس لن تبقى في غزة”.

وختم بقوله: “علينا أن نتذكر أنه بعد الحرب، علينا إيجاد طريقا لليوم التالي. آمل أن يتخذ أصدقائي الإسرائيليون القرار الصائب”.

ووفق وسائل إعلام عبرية، تتصاعد خلافات في إسرائيل إذ يتجه نتنياهو نحو إعادة “احتلال قطاع غزة بالكامل”، بما في ذلك المناطق المرجح وجود أسرى إسرائيليين فيها، وفق مكتب رئيس الوزراء.

بينما يطرح رئيس الأركان “خطة تطويق” تشمل محاور عدة في غزة، بهدف ممارسة ضغط عسكري على حركة حماس لإجبارها على إطلاق الأسرى.

والأربعاء، وصف زامير خطة نتنياهو بـ”الفخ الاستراتيجي”، مؤكدا أنها ستنهك الجيش لسنوات وتعرض حياة الأسرى للخطر.

وترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بقطاع غزة وتجوّع الفلسطينيين، وشددت إجراءاتها في 2 مارس/ آذار الماضي بإغلاق المعابر أمام المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية، ما تسبب في تفشي مجاعة ووصولها إلى مستويات “كارثية”.

وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي 61 ألفا و158 شهيدا فلسطينيا و151 ألفا و442 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.