اخر الاخبار

شرعة الله ومنهاجه | نورٌ يتجلى رغم ظلمات التحريف .. وحق مطلق وسط ركام التزوير

  • القرآن الكريم .. دستورٌ خالد لا تطمسه رياح التزييف .. يضبط حركة الكون ويعيد للإنسان صلته بخالقه

في غياهب التحريف ، وفي ظل العتمة الفكرية التي طمست معالم الحقيقة، وفي خضم التأويلات التي حرفت رسالة الإسلام عن جوهرها، يسطع نور القرآن ” شرعة الله ومنهاجه ” ، بوصفه نورًا ربانيًا يبدد ظلمات التأويلات ، ليكون الميزان الذي يعيد للإنسان صلته بخالقه، ويعيد الإسلام إلى صفائه الأول ، ويؤسس لمجتمعٍ يقوم على العدل والرحمة .

  • نور القرآن مشرقاً لا تحجبه العتمة

فالتشريع الإلهي منهج أسمى وضعه الله للإنسان كي يحيا في رحاب العدل والرحمة، وكي يكون على صراطٍ مستقيمٍ يقوده إلى الخير في الدنيا، وإلى النعيم في الآخرة ، فالله لم يترك عباده في تيه الضلال، بل أرسل إليهم رسالاته نورًا وهداية، ليقيموا ميزان الحق بين الناس، ويؤسسوا مجتمعًا قائمًا على الإيمان والعمل الصالح ، ليبقى الحق خالدًا، عصيًّا على التزييف والضياع .

ففي زمنٍ تكاثرت فيه الشبهات، واضطربت فيه المفاهيم، وانحرفت التأويلات عن مقاصدها، يبقى ” القرآن الكريم ” نور الشريعة الإلهية مشرقًا، ثابتًا، لا تحجبه العتمة، ولا تطمسه رياح التحريف ، فهو النور الذي يعيد للإنسان صلته بخالقه، ويضع له الميزان العادل الذي يُنصف به المظلوم، ويهدي به الحائر، ويقيم به المجتمع على أسس الرحمة والعدل.

  • إعادة الأمة إلى منابع الهداية الأولى

إن شريعة الله وآياته البينات ، ليست مجرّد أحكامٍ تُتلى أو نصوصٍ تُحفظ، بل هي منهاجُ حياةٍ متكامل، يضبط ميزان الأرض بميزان السماء، ويهدي السائرين في دروب الحياة إلى الصراط المستقيم ، فالله بحكمته، لم يترك عباده نهبًا للفوضى والتيه، بل أرسل إليهم هدًى يتجدد بنور الوحي، ليقيموا الحق، وينشروا الخير، ويشيّدوا مجتمعًا يقوم على الإيمان والعمل الصالح، فتستقيم به الحياة، ويصلح به المصير .

من هنا، تبرز اهمية كتاب ” شرعة الله ومنهاجه ” والذي يأتي ضمن مشروع تنويري للمفكر العربي علي الشرفاء الحمادي، والذي يهدف إلي إعادة الأمة إلى منابع الهداية الأولى، ” القرآن الكريم ” ، حيث التشريع الإلهي الصافي، بعيدًا عن الأهواء والبدع ، إنها دعوة صادقة للعودة إلى النور، واستعادة الإسلام كما أراده الله، رسالة سلامٍ ورحمة، ترفع الإنسان من وحل الجهل إلى آفاق اليقين، ومن فوضى التشريع البشري إلى عدالة المنهج الإلهي القويم .

  • القرآن يؤسس للعدل المطلق

وفي هذا السياق يوضح الشرفاء الحمادي جوهر ” شرعة الله ومنهاجه ” ، بعيدًا عن التشويهات التي طمست معالم الرسالة الإلهية، فأدخلت فيها ما ليس منها، وزرعت الفرقة بين أبناء الدين الواحد ، مؤكداً علي ان التشريع الإلهي ليس مجرّد أحكامٍ ونصوصٍ جامدة ، بل هو دستورٌ خالد، يضبط حركة الكون، ويؤسس للعدل المطلق، ويصوغ حياةً تليق بالإنسان الذي كرّمه الله ، فمن رحم هذه الشريعة انبثقت الحضارات، وعلى صخرات أحكامها رسخت معاني الحق، وبنورها اهتدت القلوب والعقول ، فمن أعرض عنها، تاه في متاهات التيه، ومن استمسك بها، استقام له الطريق، واتسقت له الدنيا والآخرة .

  • جوهر الرسالات السماوية واحد

لقد أوجب الله على عباده التمسك القرآن وبما أوحى إليهم، فهو الطريق الوحيد للخلاص من الضلال، وهو الميزان الذي سيحاسب عليه الإنسان يوم الحساب ، اذ يقول المولي سبحانه وتعالي في محكم تنزيله : ” فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ۝ وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ ” .. صدق الله العظيم ، فالتشريع الإلهي ليس مجرد وصايا روحية، بل هو نظام شامل للحياة، يحدد علاقة الإنسان بخالقه، وينظم سلوك الأفراد والمجتمعات، ويؤسس لمجتمع يسوده السلام والعدل .

وقد بين الله تعالي في كتابه العزيز أنه جعل لكل أمة ” شرعةً ومنهاجًا ” ، أي دستورًا إلهيًا يتناسب مع واقعها، لكن جوهر الرسالات السماوية واحد، إذ يدعو إلى التوحيد، ونبذ الظلم، وتحقيق العدل ، ويبدو ذلك واضحا في قوله عز وجل : ” لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ” .. وهذا يعني أن الله لم يترك للإنسان حرية التشريع وفق أهوائه، بل رسم له طريقًا واضحًا، فمن التزم به فقد اهتدى، ومن أعرض عنه وقع في الضلال المبين .

  • التشريع الإلهي هو الإقرار بوحدانية الله

وهنا ينبغي الطرق علي بعض من أركان الدخول في رحاب الإسلام والتأكيد علي إن أول مدخلٍ للإنسان إلى التشريع الإلهي هو الإقرار بوحدانية الله والإيمان برسالاته وهذه الأركان هي :

” الشهادة بأن لا إله إلا الله، فهو الخالق المدبر، لا شريك له في ملكه .. الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، فهذا الإيمان يربط الإنسان بعالم الغيب، ويجعل حياته ذات معنى .. التصديق بأن القرآن هو التشريع الإلهي الكامل، فلا حاجة للبشر إلى إضافات أو تحريفات .. الشهادة بأن محمدًا رسول الله، فهو النبي الذي بعثه الله ليبلغ رسالته إلى الناس كافة .. إقامة الصلاة، فهي الصلة الدائمة بين العبد وربه، وتزكية للنفس .. إيتاء الزكاة، تحقيقًا لمبدأ التكافل الاجتماعي .. صوم رمضان، تزكيةً للروح وتقويةً للإرادة .. حج البيت لمن استطاع إليه سبيلًا، رمزًا للوحدة والتجرد لله .. و التفكر والتدبر في القرآن الكريم، فهو المصدر الأوحد للهداية ” .

  • الصلاة روح الإيمان وجوهر الطهارة

وهنا علينا اليقين بأن التشريع الإلهي ” عبادةٌ وعدالة ” ، وانه لا يقتصر على العبادات، بل يشمل مبادئ تنظيم المجتمع، ولعل من أهم أركانه : ”  الصلاة ” لانها روح الإيمان وجوهر الطهارة ، والصلاة ليست مجرد طقوس، بل هي محطة يومية يلتقي فيها العبد بخالقه، يطهر فيها روحه، ويستمد منها النور لمواصلة مسيرته في الحياة ، وقد حدد الله شروط الطهارة بقوله في كتابه الكريم : ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ  ” .. صدق الله العظيم  .. فالطهارة ليست شرطًا للصلاة فقط، بل هي رمز لنقاء القلب، فمن توضأ بصدقٍ، توضأ ظاهره وباطنه معًا .

  • الزكاة نظام اقتصادي عادل

وكذلك من أركانه ” الزكاة ” والتي تعد بمثابة نظامٌ اقتصادي عادل ، لإن الزكاة ليست إحسانًا من الغني إلى الفقير، بل هي حق معلوم أوجبه الله في أموال الأغنياء، ليكون المجتمع أكثر تماسكًا وعدالة، حيث وفي هذا يقول الله تعالى: ” وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ ۝ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ  ” .. فالزكاة تضمن توزيع الثروة بشكل عادل، وتمنع تركز المال في يد فئة قليلة، مما يؤدي إلى تفكك المجتمع وانتشار الفقر .

  • الحج مشهد حي لوحدة الأمة

كما يعد ” الحج ” من اركان التشريع الالهي باعتباره رمزاً للوحدة الإيمانية ، وهو ليس مجرد رحلة دينية، بل هو مشهد حي لوحدة الأمة، حيث يلتقي المسلمون من كل مكان، متجردين من الفوارق الطبقية والاجتماعية، في مشهد يذكرهم بيوم الحساب، حيث لا فرق بين غني وفقير إلا بالتقوى . وقد أوجبه الله على من استطاع إليه سبيلًا ، وهنا يقول صاحب الملكوت في السموات والأرض : وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حَجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ” .. وهذا يؤكد علي أن الإسلام دين يراعي قدرات الإنسان، فلا يفرض عليه ما يعجز عنه، بل يوازن بين التكليف والاستطاعة .

  • صرخة وعيٍ في وجه التشويه

وهنا ينبغي التأكيد علي ان المشروع التنويري الذي يطرحه المفكر علي الشرفاء الحمادي ليس مجرد دعوة فكرية، بل هو صرخة وعيٍ في وجه التشويه الذي أصاب رسالة الإسلام، فالإسلام الذي جاء رحمةً للعالمين أصبح، بفعل التأويلات المغلوطة، مصدر تفرقة وصراع ، لذا فقد آن الأوان لأن نعود إلى شرعة الله ومنهاجه، كما جاءت في القرآن الكريم، بلا إضافات ولا تحريفات، وأن نستمسك بما أوحي إلينا، كما أمرنا الله تعالي في القرآن الكريم بقوله عز وجل : ” فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ ” .. صدق الله العظيم .. ففي ذلك الخلاص، وفيه العدل، وفيه النور الذي تحتاجه البشرية للخروج من ظلمات الجهل إلى نور الهداية .. اللهم بلغت اللهم فاشهد .