اخر الاخبار

عاطف زايد يكتب : في رحاب الحكمة

** ‏سألت انديرا غاندي والدها : ماذا يحدث في الحرب ؟

  • رد والدها عليها : ينهار التعليم و الاقتصاد.

** قالت : وماذا يحدث بعد إنهيار التعليم والإقتصاد؟

  • أجابها والدها : تنهار الأخلاق.

** قالت : وماذا يحدث أيضاً لو انهارت الأخلاق ؟!

  • رد عليها بمنتهى الحكمة : و كيف يعيش الانسان في بلد انهارت أخلاقه ؟

يستطيع الإنسان أن يتعايش في أي مجتمع فيه بعض النقص الغذائي ، الإقتصادي، الترفيهي … إلخ .. إلا انعدام الأخلاق !

وقتها يسود اللئام و السـفلة،  و تذهب الأعراف و القوانين و الخير ، و يتحول كل شيء إلى غابة ، و بهذا تصبح الحياة الكريمة شبه مستحيلة !

من مذكرات : أنديرا غاندي

أنديرا غاندي 

ولان .. للأخلاق دور مهم في بناء المجتمعات.. ومن خلال الالتزام بالأخلاق يمكن للمجتمع أن يعيش في احترام وانسجام .

وتعرف الأخلاق بأنها مجموعة من القيم والمبادئ التي تحكم تعامل وسلوك الفرد مع الآخرين والمجتمع.. والأخلاق هي الصدق والعدل والأمانة والتسامح والتعاون والاحترام والإحسان؛ كل هذه الصفات مجتمعة تمثل الأخلاق .

واليوم يشكو المجتمع من سوء الأخلاق.. فما السبب في تراجعها الذي يهدد الأسر والمجتمع والاوطان .

من هنا يسطع بين أيدينا مؤلفات المفكر التنويري علي محمد الشرفاء الحمادي، الذي يجاهد بفكره حاملًا شعلة التنوير ليوضح أسباب تدهور الأخلاق ويرد علي تساءل الكثيرين، قائلًا كلمة الحق لتصحيح ما تربى عليه الكثيرين، وبثه الرواة المنحرفون ليهجر الناس القرآن لمصالح دنيوية .

علي الشرفاء الحمادي 

يقول المفكر العربي التنويري علي الشرفاء الحمادي في كتابه «ومضات على الطريق» الجزء السابع: على المسلم أن يلتزم بكل الأوامر الإلهية وتشريعات القرآن وتطبيق صفات الأخلاق التي دعا إليها الرسول الناس لكي يتبعوه ويتأسوا بأخلاقه، ويكون لهم المثل الأعلى في ترجمة الرحمه والعدل والسلام والحرية واحترام حقوق الإنسان، وتحريم الاعتداء على الناس بكل الوسائل المادية والمعنوية.

ويضيف: فإن ذلك يعتبر نقصًا في إسلامه وضعفًا في إيمانه، وعلى الإنسان أن يصحح عقيدته وفهمه عن الإسلام وفقًا للمرجعية الوحيدة وهي القرآن المبين، ويحذِّر المسلمين من اتباع روايات كاذبة على الرسول الأمين، بقول الله مخاطبًا رسوله الكريم: ( تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ ۖ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ) (الجاثية: 6).

ويتابع المفكر علي الشرفاء موضحًا المقصود من الآية الكريمة: سؤال استنكاري للرسول من الله سبحانه إذ لم تكن الآيات التي تتنزل عليك بالوحي في القرآن الكريم لتتلوها على الناس، وتبين لهم مقاصدها في مراد الله للإنسان ومنفعته في الدنيا والآخرة،لا يلقى القرآن عندهم آذان صاغية، ولا يصدقون كلام الله الذي خلقهم ورزقهم وأحياهم حياة طيبة، ويتركون التشريع الإلهي في العبادات والمحرمات، ولا يتبعون المنهاج الرباني ليزكي تعاملاتهم ويرتقي بعلاقات المسلمين وتعاملاتهم تأسيًا باتباع الأخلاق العظيمة للرسول عليه السلام.

ويضيف المفكر الشرفاء الحمادي: فهل من المنطق والعدل أن يترك المسلمون أحاديث الله وأقواله في الذكر الحكيم يتلوها عليهم رسول الله، ويصدقون افتراءات الظلم والبهتان على رسول الله بأحاديث وأقوال ملفقة، أراد بها الخبثاء أعداء الله ورسوله أن يدسوا على الرسول تلك الافتراءات والروايات ليتحقق لهم أن يهجر المسلمون القرآن الكريم، كما شهد بذلك رب العالمين بقوله سبحانه:(وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا) (الفرقان: 30) .

لقد نجح الفقهاء والمفسرون الذين يسعون لإبعاد المسلمين عن رسالة الله للناس وما فيها من خير وصلاح وحياة طيبة لايشقى فيها الإنسان ولا يضل طريقه في الحياة، ولا يخشى المستقبل، بل يحيا في الدنيا آمنًا مطمئنًا في حياته، واثقًا من رحمة الله ،صابرًا محتسبًا على الله؛ ليحقق للإنسان في الآخرة جنات النعيم .

ويؤكد المفكر علي الشرفاء الحمادي، أنه على الإنسان أن يختار أحد الطريقين؛ طريق الله وما فيه من حياة طيبة في الدنيا ونعيم وجنات الخلود في الآخرة، أما من اتبع طريق الشيطان وضل عن الطريق المستقيم في القرآن، فالله توعدهم يوم القيامه بنار السعير في جهنم وبئس المصير، فالإسلام دين الرحمة والعدالة والتعاون والسلام، هجر أتباعه قرآنه الذي أنزله الله على رسوله عليه السلام، وانصرفوا عن الآيات التي وضعها الله في تشريعاته وأحكامه، أسسًا لبناء مجتمعات الحرية والسلام والتكاتف،ليعيش الإنسان عيشة هنية وحياة مرضية ليس فيها نكد ولا خوف ولا فزع لكل أبناء المجتمعات الإنسانية، يعملون سويًا فريقًا واحدًا لنهضة مجتمعهم والتعاون على البناء والتعمير، للارتقاء بالحياة الكريمة لافراد المجتمع..فتلك المبادئ الحضارية والإنسانية غابت عن بصيره المسلمين فضلوا الصراط المستقيم وضاعت حقيقة المفاهيم ومقاصد الايات لتحقيق مراد الله للانسان في حياة طيبة في الدنيا وليجزيه جنات النعيم في الآخرة.

ويوضح الشرفاء الحمادي أن دعوة الله للناس باتباع القرآن والثناء على من يتدبر آياته ويتعرف على مقاصد الخير فيها للإنسان ترغيبًا له حتى لا يضل طريق الخير والعمل الصالح ليجعل المتمسك بالقرآن يتبع خارطة الطريق الإلهية التي رسمها الله لعباده؛ يعلمهم فيها كيف تتحقق لهم السعادة في الدنيا، ويعيشون آمنين مطمئنين في يومهم وغدهم، لا ظلم فيه ولا طغيان، وأن من رحمة الله على عباده أنه يريد أن يجنبهم حياة الضنك والقسوة والبؤس واليأس، ويوصيهم باتباع المنهج الإلهي الذي يضيء لهم طريق الحياة ليعيشوا سعداء، ينتشر بينهم التعاون والمحبة والسلام.

يعين بعضهم بعضًا ويقفون معًا ضد كل أنواع الشر ويدافعون عن أنفسهم ضد كل عدوان، لتحظى المجتمعات الإنسانية بالرحمة والعدل والحرية والسلام، ويعيش الناس جميعًا في سعادة واطمئنان، لتظل عين الله ترعاهم وتتنزل عليهم بركاته كما قال سبحانه: (وَأَن لَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاءً غَدَقًا) (الجن: 16).

ويختم المفكر العربي علي الشرفاء الحمادي قائلًا: هذا وعد الله للذين يتبعون القرآن ويطبقون تشريعاته ويبتعدون عن محرماته ويلتزمون بأخلاقياته وقيمه النبيلة، ويتعاملون مع الناس بالحسنى، سيكون جزاؤهم سعادة في الدنيا دون خوف أو فزع، مطمئنين آمنين يأتيهم رزقهم رغدًا، ويبشرهم بجنات النعيم في الحياة الآخرة .

 ذلك فضل الله لمن اتبع آياته وأدى عباداته قولًا وعملًا.