علي الشرفاء يهز المفاهيم الجامدة بـ مقال جرئ .. كفى وساطة بين الإنسان وربه

صدر امس الخميس العدد الجديد من مجلة  ” كل خميس ” والتي تصدر عن مؤسسة ” رسالة السلام ” ، حاملاً في طياته باقة من المقالات الفكرية والتحليلية، يتصدرها المقال المحوري للمفكر العربي الكبير علي الشرفاء الحمادي بعنوان : الرجوع إلى الله ” 5 ” : حين يصبح الإيمان تقليداً لا وعياً .

في هذا المقال يواصل المفكر العربي علي الشرفاء الحمادي مشروعه الفكري المستنير الذي يسعى إلى إعادة صياغة العلاقة بين الإنسان وخالقه على أساس من الوعي والعقل والتدبر، لا على التلقين والتقليد ، إذ ينطلق الشرفاء من رؤية إصلاحية عميقة تعتبر أن الإيمان الحقيقي لا يُختزل في الطقوس والمظاهر، بل يقوم على الحرية الفكرية والمسؤولية الإنسانية في فهم الرسالة الإلهية وتطبيقها ، ويؤكد أن العودة إلى الله لا تتحقق إلا بالعودة إلى الوحي والعقل معاً بعيداً  عن سلطة الوسيط أو احتكار التفسير .

يحمل المقال رسائل ودلالات فكرية متعددة، أبرزها الدعوة إلى تحرير الإيمان من القوالب الجامدة وإحياء دوره في بناء إنسانٍ فاعل ومسؤول، واعي بمقاصد دينه وقيمه العليا ، كما يدعو إلى تفكيك بنية الفكر الديني التقليدي الذي حوّل الدين إلى منظومة من الشعائر الشكلية والمفاهيم المغلوطة، مؤكداً علي  أن الإيمان لا يكون تقليد بلا وعي، بل تجربة عقلية وروحية حية تقوم على الفهم والتأمل والسلوك القويم .

ومن خلال هذه الرؤية، يسعى الشرفاء إلى إرساء خطاب ديني جديد يعيد الاعتبار إلى الرحمة والعدل والمساواة كقيم أصيلة في الرسالة الإلهية، ويمنح الإنسان القدرة على إدراك مسؤوليته تجاه نفسه ومجتمعه .

ويُعد المقال المرجع الفكري لهذا العدد، إذ دارت حوله بقية مواد المجلة نقاش وتحليل واستكمال للأفكار المطروحة فيه ، وتنوعت مقالات العدد لتفتح زوايا متعددة للنقاش من خلال عناوين تناولت أثر المقال وأطروحاته، من بينها : ” بركة للبيع .. حين يصبح الإيمان سوق مفتوح ” .

” المدرسة التي تُعلّم الخرافة ” .. ” من الوسيلة إلى الوساطة : كيف تحول الدعاء إلى تجارة ” ” .. ” الرسول كما قدّمه القرآن .. لا كما رسمته الأساطير ” .. حين يروّج الإعلام للأسطورة ” . ” تجريم الكلمة أم تصحيح المفهوم ؟ ” .. إضافة إلى مقال ” الصدق والوسطية والتزكية : مثلث يستعيد ثقة الجمهور في الخطاب الإسلامي ” .

ويُشرف على مجلس تحرير مجلة ” كل خميس ” الكاتب والباحث  محمد الشنتناوي، الذي يقود فريق التحرير نحو ترسيخ خطاب تنويري يعزز قيم العقلانية والوسطية والتجديد في الفكر الإسلامي، في إطار رسالة المجلة الهادفة إلى نشر الوعي وتصحيح المفاهيم المغلوطة وإحياء القيم الإنسانية في الخطاب الديني المعاصر .