اخر الاخبار

لا إيمان بـ السيف .. ” مجلة كل خميس ” تفتح ملف العقيدة والإيمان في ضوء القرآن

صدر اليوم الخميس 21 أغسطس، العدد رقم (86) من مجلة كل خميس، الصادرة عن مؤسسة رسالة السلام، متناولًا في ملفه الرئيسي قضية حرية العقيدة من منظور قرآني وفكري، انطلاقًا من أطروحات المفكر العربي الكبير علي الشرفاء الحمادي الذي يضع القرآن الكريم مرجعية وحيدة لضمان حرية الإنسان وصون كرامته بعيداً عن وصاية البشر .

جاء في صدارة العدد مقالٌ تحليلي للشرفاء بعنوان : ” حرية العقيدة في الإسلام ” يؤكد فيه أن الإيمان لا يفرض بالقوة بل ينبع من اقتناع حر، وأن القرآن جاء لتحرير العقول من أسر الموروثات، مؤكدًا أن الحساب لله وحده، لا لوكلاء الدين .

ويواصل العدد نقاشه الفكري في النافذة الحوارية الثابتة  ” ما قل ودل في حوار الرؤى والمنهجية مع الشرفاء ” ، حيث تُطرح رؤية فلسفية عميقة تربط بين حرية الاعتقاد والمسؤولية الفردية، وتؤكد أن التكليف الديني لا يُفرض إلا على من يملك الأهلية العقلية والقدرة، ما يجعل من الحرية قاعدة أساسية في البناء الإيمانيّ .

وفي مقال ” الحرية والاختيار في النص القرآني ” ، يستعرض الكاتب كيف جعل القرآن من حرية الاختيار أساساً للإيمان، ورفضاً لأي وصاية على العقول، مشيراً إلى أن فترات الازدهار في التاريخ الإسلامي تزامنت دوماً مع الانفتاح والاجتهاد، بينما صاحب التقليد والتعصب فترات الانحدار .

كما يعيد مقال ” حرية العقيدة بين الماضي والحاضر ” ، قراءة التاريخ الإسلامي، ليبين أن التمسك بالمرجعية القرآنية كان الضامن الأول لوحدة الأمة، وأن الابتعاد عنها أدى إلى انقسامات مذهبية وصراعات داخلية لا تزال تلقي بظلالها على الواقع .

ويعالج مقال ” حرية العقيدة وحقوق الإنسان ” العلاقة بين المبادئ القرآنية ومفاهيم الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، مؤكداً أن الإسلام سبق هذه المواثيق حين أقر مبدأ  ” لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ” وأن حرية الاعتقاد ليست منحة بل حق إلهي ثابت .

ويحذّر مقال ” الفتنة الطائفية وغياب المرجعية القرآنية ” ، من تداعيات الانقسام المذهبي، معتبراً أن جذور الفتنة تعود إلى إقصاء القرآن كمرجعية عليا لصالح اجتهادات بشرية متضاربة .

وتحت عنوان ” نافذة على التاريخ  .. محنة أحمد بن حنبل ” . يتوقف العدد عند واقعة ” خلق القرآن ” التاريخية، مستخلصاً  منها درساً مفاده أن فرض العقيدة بالقوة لا يصنع إيماناً بل يولّد فتناً وشروخاً يصعب تجاوزها .

ويخصص العدد مساحة خاصة للشباب عبر ندوة إلكترونية بعنوان  ” ماذا تعني لك حرية العقيدة ؟ ” نقلت آراء جيل جديد يرى أن الحرية ليست شعاراً نظرياً بل شرطاً  أساسياً للكرامة الإنسانية والتعايش السلمي .

ويُختتم العدد بتحقيق موسع بعنوان ” بين النص والواقع .. هل يعيش المسلم حرية العقيدة ؟ ” ، يتناول الفجوة بين المبادئ القرآنية والواقع الراهن، مستنداً إلى تقارير ودراسات دولية توضح استمرار القيود السياسية والاجتماعية التي تعرقل ممارسة الحرية الدينية كما أرادها الإسلام .

الجدير بالذكر ان مجلة كل خميس تصدر برئاسة مجلس تحرير الكاتب والباحث محمد الشنتناوي .