مجدي طنطاوي يكتب : وأخيرًا تتبناها حماس والفصائل!

في تطور سياسي مهم يأتي في لحظة فارقة من تاريخ القضية الفلسطينية أصدرت حركة حماس والفصائل الفلسطينية بيانا تاريخيًا دعت فيه إلى توحيد الصف الفلسطيني وتعد هذه رؤية المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي التي طالما اعتُبرت خارطة طريق حقيقية لبناء الدولة الفلسطينية على أسس سياسية واقعية ووطنية شاملة .
البيان جاء متفقا كأنما إعلان نية جماعي لتحويل ما دعا اليه على محمد الشرفاء فى عدد من المقالات فضلا عن تسليم مشروع الدولة الفلسطينية الى امين عام الجامعة العربية الوزير احمد ابو الغيط إلى برنامج عمل وطني يعيد ترتيب أولويات القضية الفلسطينية من الداخل وينتقل بها من مرحلة البيانات والانقسام إلى مرحلة التوحد والتنفيذ.
لماذا تستحق رؤية الشرفاء الحمادي التبنّي والتكريم؟
- 1. رؤية واقعية لا تعيش في الأحلام
لم يعتمد الشرفاء الحمادي على الشعارات أو الأمنيات بل قدّم مشروعا سياسيا متماسكا نابعا من قراءة دقيقة للواقع الفلسطيني والعربي والدولي مشروعه يوازن بين الطموح الوطني والتحديات الدولية ما يجعله قابلا للتطبيق .
- 2. الوحدة الوطنية… شرط لا بديل عنه
الانقسام الفلسطيني لم يعد وجهة نظر بل بات معول هدم أساسي للمشروع الوطني
من هنا تنطلق رؤية الشرفاء بالدعوة إلى إنهاء الانقسام السياسي وتشكيل حكومة وطنية موحدة تمثل جميع أطياف الشعب الفلسطيني
- 3. حكومة انتقالية تُمثل الشعب
تقترح الرؤية تشكيل حكومة انتقالية جامعة دون إقصاء تُمنح شرعية الشارع الفلسطيني وتتحدث باسم الفلسطينيين في المحافل الدولية
- 4. خطاب دبلوماسي موحد ومسؤول
تدعو الرؤية إلى صياغة خطاب سياسي عقلاني مبني على الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة يعكس حقوق الفلسطينيين بوضوح ويستعيد التعاطف والدعم الدولي
- من النظرية إلى التنفيذ نداء الفصائل
في بيانها الصادر اليوم دعت حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية وباقي الفصائل إلى
إطلاق حوار وطني شامل ضمن إطار زمني واضح
وقف السياسات التي تعمق الانقسام
مقترحات عملية من وحي الرؤية
تشكيل حكومة وطنية مؤقتة تعمل لمدة ثلاث سنوات لتأسيس مرجعية ديمقراطية وتحظى باعتراف داخلي وخارجي
إطلاق حوار وطني برعاية عربية تشارك فيه مصر والسعوديةو الجزائر والإمارات بإشراف لجنة رقابية حيادية
صياغة خطاب دبلوماسي موحد يُبنى على حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية
تشكيل لجنة رقابة وطنية مستقلة تضمن الشفافية والمساءلة بمشاركة المجتمع المدني والحقوقيين والأكاديميين
- ليست مبادرة… بل مشروع دولة
تحمل رؤية المفكر علي محمد الشرفاء الحمادي عنوانا بالغ الوضوح
“مشروع دولة فلسطين وتطبيق القرارات الدولية”
وهي رؤية متكاملة تدعو إلى تشكيل حكومة انتقالية لمدة ثلاث سنوات تعترف بها الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي وتُمهد الطريق إلى مفاوضات سلام شاملة بضمانات دولية
الرؤية ترتكز على
قرارات الأمم المتحدة
وقف العدوان والاحتلال
احترام متبادل بين الأطراف
إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية
- مشروع إنساني بامتياز
ما يُميز مشروع الشرفاء أنه لا ينطلق من أيديولوجيا أو خلفيات حزبية بل من قيم قرآنية وإنسانية تدعو إلى العدل والرحمة والسلام
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً) (سورة البقرة، الآية 208)
ويشدد المفكر في طروحاته على أهمية إنهاء استغلال الدين في تبرير الاحتلال والدعوة إلى كرامة الإنسان الفلسطيني بعيدا عن التطرف والمزايدات
أين الحكومة الفلسطينية التي تُمثل الشعب؟
وفي مقال نُشر بتاريخ 18 سبتمبر 2025 عن الاستراتيجية طرح الشرفاء سؤالا محوريا
- “أين الحكومة الفلسطينية التي تُمثل الشعب الفلسطيني؟”
وأشار إلى أن الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية لن يكون ذا جدوى ما لم تكن هناك حكومة فلسطينية موحدة تتمتع بشرعية داخلية
وإلا فإن العالم سيواصل تجاهل الحقوق الفلسطينية وسيظل الاحتلال يستغل الفراغ السياسي والانقسام
- لا قوة تردع الاحتلال سوى الوحدة
في ظل اختلال موازين القوى يرى الشرفاء أن الوحدة السياسية هي السلاح الأقوى في مواجهة الاحتلال وأن القوة العسكرية وحدها لا تكفي
- تفكيك الرواية الصهيونية… ضرورة ملحة
يُشدّد الشرفاء على أن إسرائيل نجحت في تسويق رواية دينية زائفة استندت إلى نصوص “التوراة” لتبرير احتلالها وصورت نفسها كضحية
بينما فشل الفلسطينيون والعرب في تفكيك هذه الأسطورة وفضحها أمام الرأي العام الغربي
- الاحتلال كأداة استعمارية لفصل العرب
في تحليله يرى الشرفاء أن الاحتلال لا يشكل خطرا على الفلسطينيين وحدهم بل هو أداة استعمارية تفصل الجغرافيا العربية وتخدم مخططات تفكيك المنطقة وإدامة التشرذم العربي
قبل أن تضيع فلسطين الفرصة لا تزال قائمة ولكن الوقت يمر غياب حكومة موحدة هو العائق الأساسي أمام أي تقدم سياسي واستمرار الانقسام سيقود إلى فقدان الأرض والهوية معا ، كما يقول المثل: “وكأنك يا أبو زيد ما غزيت”
التحرك الآن ليس رفاهية… بل واجب وطني ووجودي.
- رؤية علي الشرفاء الحمادي… صوت العقل وخارطة النجاة
في زمن يغلب فيه صوت السلاح والانقسام ، تبرز رؤية علي محمد الشرفاء الحمادي كمشروع نجاة مبني على العدل والحكمة وقراءة الواقع
التكريم الحقيقي لهذا المفكر لا يكون في صفحات التكريم بل في تبنّي مشروعه وتحويله إلى برنامج وطني جامع
فلسطين لا تحتاج خطبا جديدة بل حكومة واحدة وقرارا واحدا وراية موحدة .