اخر الاخبار

مقتل 3 مدنيين في هجوم بمسيرة طال بيلغورود الروسية

احتمال الإعلان قريباً عن حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا

ومع تصاعد وتيرة المواجهات والمعارك الميدانية بين القوات الأوكرانية التي تسعى لتزخيم هجومها المضاد، والقوات الروسية التي تؤكد أنها تمكنت حتى الآن من إفشال هذا الهجوم، أو على الأقل الحد من اندفاعاته، تتحدث أوساط أميركية عن احتمال الإعلان قريبا عن حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا، خصوصا في مجال أنظمة الدفاع الجوي، بعدما تمكنت روسيا في الآونة الأخيرة من النجاح في استهداف مخازن وقوافل تنقل أسلحة غربية إلى أوكرانيا.

نقل عن مسؤولين أوكرانيين قولهم إن القوات الأوكرانية، تمكنت من الدخول إلى قرية روبوتين الاستراتيجية، جنوب شرقي البلاد، مما يُشكل تقدما كبيرا في الهجوم المضاد الذي تشنه لاستعادة أراضيها المحتلة من روسيا. وقالت نائبة وزير الدفاع الأوكراني، هانا ماليار، على تطبيق «تلغرام»، أن «الجنود الأوكرانيين ينظمون إجلاء المدنيين بعد دخولهم إلى روبوتين، لكنهم ما زالوا يتعرضون لإطلاق النار من القوات الروسية».

جنود أوكرانيون يطلقون صواريخ باتجاه القوات الروسية بالقرب من زابوريجيا (رويترز)

وتقع القرية على بُعد 10 كيلومترات إلى الجنوب من بلدة أوريخيف على خط المواجهة في منطقة زابوريجيا، على طريق مهم باتجاه توكماك، وهي نقطة التقاء لخطوط سكك حديدية وطرق برية تحتلها روسيا. وكتب قائد القوات الأوكرانية في الجنوب، الجنرال أولكسندر تارنافسكي، على «تلغرام»، تحت صورة جندي داخل دبابة: «جنودنا في قرية روبوتين». ونقلت «رويترز» عن «معهد دراسات الحرب» في واشنطن، قوله، إنه إذا تمكنت القوات الأوكرانية من الزحف باتجاه مدينة توكماك، واستعادة السيطرة عليها، فسيعد ذلك تطورا كبيرا، وعلامة فارقة، حيث تضغط القوات الأوكرانية جنوبا باتجاه بحر آزوف، في إطار هجوم يستهدف تقسيم القوات الروسية.

تصدّت القوات الروسية لمحاولة «مخرّبين» أوكرانيين لاختراق منطقة بريانسك الحدودية الروسية، على ما أعلن الحاكم المحلي. وأفادت المناطق الروسية المتاخمة لأوكرانيا بتعرضها لقصف وهجمات متكررة من جانب القوات الأوكرانية، بما فيها توغلات عرضية عبر الحدود من جانب مسلحين موالين لأوكرانيا. وقال حاكم بريانسك ألكسندر بوغوماز: «اليوم، حاول مخرّبون أوكرانيون اختراق حدود البلاد في منطقة كليموفسكي». وأشار إلى أن كثيراً من الأجهزة الأمنية، بما فيها جهاز الأمن الفيدرالي والحرس الوطني صدّت الهجوم، لكن اتّخذت «تدابير لضمان سلامة المدنيين». ولم يتضح على الفور حجم الهجوم في منطقة بريانسك. ونفت أوكرانيا مسؤوليتها عن الهجمات، وألقت باللوم على جماعات روسية معارضة للرئيس فلاديمير بوتين.

ووفق تقارير أميركية، بدا أن «مراجعة» تجري لتقدير الموقف الميداني، في ظل شح في تصريحات قادة البنتاغون عن الخطط الجديدة لمواجهة «التعقيدات» الميدانية الأخيرة، وسط تطلع لمحاولة دعم القوات الأوكرانية على تحقيق إنجاز «سريع» على الأقل في الأسابيع القليلة المتبقية، قبل حلول فصل الشتاء، والاستعداد لمرحلة جديدة في هذه الحرب العام المقبل، من بينها توفير طائرات «إف – 16» لمساعدة كييف على التغلب على التفوق الجوي الروسي.

أفاد تقييم استخباراتي صادر عن وزارة الدفاع البريطانية بشأن تطورات الحرب في أوكرانيا الثلاثاء، بأنه قد تم في 19 من أغسطس (آب) الحالي تدمير قاذفة متوسطة الحجم من طراز (تو 22 – إم 3 باكفاير)، تابعة للطيران الروسي بعيد المدى. وذكر التقييم أن الهجوم وقع على الأرجح على قاعدة «سولتسكي 2» الجوية في نوفغورود، على بعد 650 كيلومتراً من الحدود الأوكرانية. ونقل التقييم اليومي المنشور على منصة «إكس» (تويتر سابقا)، عن وزارة الدفاع الروسية القول، إن طائرة دون طيار بطراز المروحية، هي التي كانت مسؤولة عن الهجوم.

وفي حال كان هذا صحيحا، فإنه سيزيد من ثقل التقييم الذي يفترض أن بعض الهجمات التي تتم بواسطة طائرات دون طيار ضد أهداف عسكرية روسية يتم شنها من داخل الأراضي الروسية. ومن غير المرجح أن يكون للطائرات المروحية دون طيار نطاق للوصول إلى قاعدة «سولتسكي 2» من خارج روسيا. وأشار التقييم إلى أن روسيا استخدمت في كثير من الأحيان قاذفات من نوع «باكفاير» لإطلاق صواريخ من طراز «إيه إس 4 – كيتشن» الثقيلة المضادة للسفن وغير الدقيقة ضد أوكرانيا.

وتقول كييف إن روسيا تستخدم القاذفة (تو – 22 إم 3) فوق الصوتية لقصف أهداف في أنحاء أوكرانيا. ويعتقد خبراء عسكريون غربيون أن روسيا تملك نحو 60 قاذفة من هذا الطراز. وقالت وزارة الدفاع الروسية يوم السبت إن طائرة مسيرة أوكرانية شنت هجوما على مطار عسكري بمنطقة نوفجورود، حيث توجد هذه القاذفات، مما تسبب في إلحاق أضرار بواحدة منها. ولم تذكر الوزارة مزيدا من التفاصيل. ولم تعلق روسيا على ما أعلنته بريطانيا حتى الآن.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بين رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في أثينا (رويترز)

والتقى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الثلاثاء مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، التي قالت إنها بحثت مع الرئيس الأوكراني أيضا الدعم الأوروبي المستمر لكييف في مواجهة العملية الروسية. بدورها، أعلنت فون دير لاين في حسابها على «إكس» (تويتر سابقا) أن المفوضية قدمت لأوكرانيا اليوم 1.5 مليار يورو. وكشفت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أنها، بالإضافة إلى توفير ما يلزم من المساعدات للقوات الأوكرانية، فقد أبدت استعدادها للمساهمة بشكل مباشر في تدريب الطيارين الأوكرانيين على قيادة الطائرة الأميركية المقاتلة (إف – 16).

وخلال إحاطة صحافية في البنتاغون، مساء الاثنين، أوضحت نائبة المتحدث باسم البنتاغون، سابرينا سينغ، بعض الشروط التي يجب أن تتوفر، لتحقيق الموافقة على نقل وتدريب وتشغيل تلك الطائرات. ونشر البنتاغون ملخصاً عن الجهود الجارية لتسليم تلك الطائرة لأوكرانيا، حيث أكد توجيه وزير الخارجية أنتوني بلينكن، الأسبوع الماضي، رسالة إلى نظرائه في هولندا والدنمارك، أشارت إلى استعداد الولايات المتحدة للموافقة على نقل «طرف ثالث» للطائرة الأميركية. كما أشار الملخص إلى الإحاطة الإعلامية لمستشار الأمن القومي جيك سوليفان، الجمعة، قال فيها إن موافقة الولايات المتحدة على هذا النقل، ستأتي بعد التشاور مع الكونغرس، والانتهاء من تدريب الطيارين الأوكرانيين على الطائرة. وقالت سينغ: «من أجل استكمال نقل الطرف الثالث، هناك معايير معينة يجب الوفاء بها، بما في ذلك تدريب اللغة الإنجليزية، وأشياء أخرى مثل الخدمات اللوجيستية على الأرض». وأوضحت أنه «بمجرد استيفاء هذه المعايير، سنكون في وضع يسمح لنا بهذا التحويل».

نائبة المتحدث باسم البنتاغون سابرينا سينغ (أ.ب)

وأكدت سينغ أن الولايات المتحدة ستكون على استعداد للمشاركة في تدريب الطيارين الأوكرانيين، إذا كان هناك المزيد من الطيارين الأوكرانيين الذين يحتاجون إلى التدريب أكثر مما يستطيع الأوروبيون التعامل معه. وقالت: «نحن منفتحون على تدريب الطيارين الحاليين إذا تم استنفاد القدرات في أوروبا. هذا هو الشرط. لذلك إذا كانت الدنمارك وهولندا تتصدران التدريب، وإذا لم تكن لديهما القدرة… لتدريب أكبر عدد ممكن من الطيارين كما تريد أوكرانيا أو تخطط لإرساله، فسوف نقوم بذلك… الولايات المتحدة ستساعد في هذا التدريب». وأشارت سينغ إلى أن الطيارين الأوكرانيين سيحتاجون إلى «تدريب مهم على اللغة الإنجليزية» ليكونوا مستعدين للتحليق بالطائرة، و«سيستغرق ذلك بعض الوقت». بالإضافة إلى ذلك، سيتم تحديد العدد الإجمالي للطيارين الذين سيحتاجون إلى التدريب من قبل الأوكرانيين، لأن أوكرانيا هي الدولة التي تطلب ذلك، وأعتقد أنها لا تزال تجمع عدد الطيارين الذين سيكونون قادرين على تدريبهم، ونحن لا نملك هذه الأرقام حتى الآن».

وأعلن الرئيس الأوكراني الاثنين، أن اليونان عرضت تدريب الطيارين الأوكرانيين على المقاتلات. وأعرب الزعيم الأوكراني في حديث له في أثينا بعد محادثاته مع رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس ، عن سعادته بقبول العرض. وأضاف زيلينسكي «نحتاج إلى دعم اليونان في إعداد طيارينا لمقاتلات (إف 16)». يشار إلى أن سلاح الجو اليوناني يتكون في الغالب من مقاتلات (إف – 16)، ويتمتع الطيارون اليونانيون بخبرة كبيرة في هذا المجال.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ورئيسة الوزراء الدنماركية ميته فريدريكسن على متن مقاتلة «إف 16» في قاعدة جوية بالدنمارك الأحد (أ.ف.ب)

وفي سياق متصل وقّع قادة 11 دولة من البلقان وشرق أوروبا على إعلان مشترك يدعم وحدة الأراضي الأوكرانية خلال قمة عُقدت في أثينا. وأعرب القادة في الإعلان الذي تم التوقيع عليه بحضور الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن «دعمهم الثابت لاستقلال أوكرانيا وسيادتها ووحدة الأراضي ضمن حدودها المعترف بها دوليا» بمواجهة العدوان الروسي. وإلى جانب أوكرانيا، وقّع على الوثيقة في وقت متأخر الاثنين قادة صربيا ومولدافيا ومونتينيغرو ورومانيا وكوسوفو والبوسنة والهرسك ومقدونيا الشمالية وبلغاريا وكرواتيا واليونان التي تستضيف الحدث.

وحضر رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين القمة.

وأعرب القادة عن «دعمهم وتقديرهم للجهود الحثيثة التي يبذلها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لتحديد مبادئ السلام بما يتوافق مع ميثاق الأمم المتحدة». وأفاد مكتب رئيس الوزراء اليوناني كرياكوس ميتسوتاكيس بأن الاجتماع يأتي بمناسبة مرور 20 عاما على (قمة سالونيكي) للتأكيد على الرؤية الأوروبية لدول البلقان. وزار زيلينسكي أثينا لحضور الاجتماع غير الرسمي، في ختام جولة أوروبية توقف خلالها في السويد وهولندا الدنمارك.