اخر الاخبار

” وثيقة الدخول في الإسلام ” تُعيد تعريف الدين .. وتحرّر العقول من سُجون الموروث والتلقين

يبدو أننا نعيش أوقاتاً صعبة طغت فيها الضبابية على أصول الدين .. ثم .. ثم تراكمت الأباطيل فوق النصوص القرآنية .. حتى صار الغبار كثيفاً وطمس وجه الحقيقة . 
قرون مضت والعقول مكبلة بـ قيود الوهم .. تقديس للموروث وتأليه للزيف .. وتكالب للظلمات على النور . 
ومع كل هذا الإرث المثقل بـ الخرافة والتشويه .. باتت أمة الإسلام أمام لحظات فارقة .. لحظات لابد أن تنفض فيها الأتربة عن جوهر الدين .. وتسترد معانيه الربانية التي ضاعت بين زيف التاريخ وغطرسة التقليد . 
فـ ليس كل ما ورثناه مقدساً .. ولا كل ما اعتدناه صواباً .. هنا تُكتب شهادة ميلاد جديدة للفكر الحر .. شهادة تعيد تعريف الإيمان بـ التحرر لا بـ التلقين .. هنا يبدأ الطريق .. و .. و ينكشف المستور عن زيف طال أمده قرون وسنون .

إذ يطل علينا المفكر العربي الكبير علي الشرفاء الحمادي .. بـ وثيقة تنبض بـ التحرر والصفاء .. ألا وهي ” وثيقة الدخول في الإسلام ” .. وثيقة توقظ العقول الغافية .. وتبعث النور في زوايا مظلمة من التاريخ الديني المغشوش .

و بعيداً عن التلقين السطحي يقدّم علي الشرفاء رؤية صادقة .. فـ ليس كل من نطق الشهادتين دخل الإسلام .. وهنا يفكك وهماً راسخاً لدى كثيرين .. وهو أن مجرد التلفظ بـ كلمات الشهادة كافي للدخول في رحاب الدين .. إذ يرى أن ذلك فهم بدائي لأن الإسلام ليس مجرد ” تعاويذ ” نُرددها .. بل هو وعي و إيمان بـ العقل وانعكاس عملي في السلوك .. إنه طريق يُسلك وليس مجرد باباً يُطرَق بـ الكلام فقط .

وفي قلب ” الوثيقة “ تتوهّج أعظم رسالة علي وجه الارض .. رسالة حرية لا اكراه فيها ولا إجبار .. رسالة دستورها القرآن الكريم .. رسالة لا ترتكن الي تفسيرات وتأويلات مشوهة .. إذ يقول الله سبحانه وتعالي في محكم التنزيل : فَمَن شاءَ فَليُؤمِن وَمَن شاءَ فَليَكفُر ” صدق الله العظيم .. وهذه ليست مجرد آية قرآنية فقط بل هي دستور حرية ومرسوم إلهي لا يحتمل التأويل .. هي قاعدة ذهبية تنسف كل فكرٍ قمعي نُسب زوراً وبهتاناً إلى دين الله ” الإسلام ” .

ويرفع علي الشرفاء الستار عن واحدة من أخطر التشوهات التاريخية .. ” الجهاد ” .. بـ وصفه مفهوم زائف للحرب والقتل والإجبار .. وفي وثيقة الدخول في الإسلام ” .. يعيد الحمادي إلى الكلمة معناها النقي كما أراده الله عز وجل .. جهاد النفس ومقاومة الباطل الداخلي .. والانتصار على غواية الشيطان .. أما القتال في سبيل الله فهو ليس لـ إجبار الآخرين على اعتناق الإسلام .. بل لـ حماية الإنسان من الظلم وليس لـ فرض الإيمان عليه.

ويركّز علي الشرفاء على أن القرآن الكريم وحده هو مصدر التشريع .. وهو النور الذي أراده الله لنا لـ ننجو به من تضليل الشيطان وتزوير البشر .. ويعيد للآيات دورها الذي طُمِس ويستخرج منها أعظم المبادئ : ” الحرية الدينية التامة .. تحريم العدوان .. الرحمة في السلم والحرب .. الدعوة بـ الحكمة والموعظة الحسنة .. الاحترام الكامل لـ حق الإنسان في الاختيار ” .

وتحمل الوثيقة شحنة فكرية عالية .. تسعى إلى تفكيك الإرث المزوّر الذي شوّه صورة الإسلام في أعين أبنائه قبل غيرهم .. إنها دعوة جريئة لـ استعادة  ” الإسلام الحقيقي ” من بين أنقاض التحريف .. وإعادة تأهيل العقل المسلم لـ يتحرّر من عبودية الموروث المأزوم .. ويعود إلى جوهر الدين ” العدل والحرية والسلام ” .

في هذا العمل الثائر لا يتحدث علي الشرفاء بـ لغة العاطفة فقط ولا بـ لغة النخبة وحدها .. بل يخاطب القلب والعقل في آنٍ واحد .. و بـ أسلوب يخطف المشاعر ويستنفر التفكير .. ويحرّض على النهوض من غفوة تاريخية طويلة مستنداً الي كتاب الله وقرآنه الكريم .

لذا جاءت ” وثيقة الدخول في الإسلام ” ليست كتاباً فحسب .. بل منارة فكرية ترتكز علي كلام الله وآياته البينات .. منارة تواجه قرون الظلام والتشويه وتدعو إلى إعادة تعريف الإسلام بـ منطق القرآن لا بـ خرافات التاريخ .

هنا .. وفي هذه الوثيقة النورانية يتوقّف الزيف ويبدأ النور .. هنا تُولد الحرية من رحم الحقيقة .. هنا يستعيد الإسلام بريقه كما أنزله الله سبحانه وتعالي ” دين رحمة وسلام وعدل ونور للعالمين ” .. اللهم اني قد بلغت اللهم فاشهد  .