يا أمة الإسلام .. خذوا القرآن بـ قوة وإلا فـ استعدوا لـ عاصفة من الضياع لا تبقي ولا تذر

اختلطت فينا الأصوات .. ثم .. ثم تكاثرت علينا الرايات وتكالبت علينا الأمم .. تاااهت أمة الإسلام التي كانت يوما ما خير أمة أخرجت إلي الناس .. و .. و ما كان هذا التيه صدفة .. إنما كان نتيجة حتمية لـ خطيئة واحدة لا تُغتفر .. ألا وهي خطيئة هجر القرآن ” كتاب الله وآياته البينات ” .
وعندما نتحدث هنا لا نتحدث عن هجر تلاوة فقط .. إنما نتحدث أيضاً عن هجر منهج وإسقاط تشريع .. ثم .. ثم طمس لـ هوية جاءت من عند رب البشر لـ كل البشر .. لقد تخلّى المسلمين عن كتاب الله واستبدلوه بـ أهواء دنيوية ومرويات لـ أعداء الله .. حتى أصبحت الأمة بـ أسرها كـ الأيتام علي مأدبة الشيطان .
.. و .. و هنا يصرخ فينا صوت العقل ونداء المنطق : يا أيها الناس .. يا أمة الإسلام .. خذوا القرآن بـ قوة .. وإلا فـ استعدوا لـ عاصفة من الضياع لن تبقي ولن تذر .
ولعل المقال الذي كتبه المفكر العربي الكبير علي الشرفاء الحمادي تحت عنوان : ” النداء الأخير .. هل ننجو بالقرآن أم نهوي مع اعوان الشيطان ” .. كان كاشفا لـ حجم المرارة التي تعيشها الأمة الإسلامية .. مقالاً يطلق فيه الحمادي صفّارة إنذار كونية : إما أن يعود الناس إلى كتاب الله أو يغرقوا في ظلام لا نجاة منه .. فـ ليس هناك خيار ثالث ” إما نور القرآن ” .. أو ” عتمة الجحيم ” حيث يتربّص بنا الشيطان وأعوانه .
كلمات علي الشرفاء هنا ليست خطبة وعظية .. انما هي حقيقة استراتيجية لـ واقع صعب تعيشه أمة هجرت منهج الله وكتابة الكريم .. أمة أبتليت بـ الذل وتحول سلطانها إلى سراب .. وحُكمها إلى دُمية في يد عدو لا يرحم .
تلك الأمة التي قادها سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم إلى المجد التليد .. باتت اليوم تتبع دعاة الفجور والضلال .. نكثت العهد مع الله .. وقدّست البشر بدلًا من خالق البشر .. وتحوّلت من أمة الوحي إلى أمة الوهْم .
أعداء الإسلام لم ينسوا يومًا أن القرآن هو سلاح سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم .. ولذلك لم يهاجموا الدين من خارجه .. بل تسللوا إلى قلبه واستبدلوا آيات النور بـ أكاذيب موروثة من بني إسرائيل .. لـ يحيكوا بذلك اخطر مؤامرة لـ تشوية صورة الدين الحنيف وصورة الرسول الكريم .. كي يقتلوا النور الذي جاء به محمد .. نور العدالة و الرحمة و المساواة والكرامة الإنسانية .
لقد ابتلع المسلمون الطُعم ببرود .. واستبدلوا عن جهل شريعة الله بـ تشريعات المستعمر .. أدمنوا الانقسام .. واحترفوا الطعن في ظهر بعضهم البعض .. ونسوا أن الله قال لهم في كتابه الكريم : ” وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ” صدق الله العظيم .. فـ ركبوا ألف طريق إلا طريق الله وصراطه المستقيم .. وكانت والنتيجة : إنفجار الفتن وإسالة الدماء .. ورفرفة لـ علم العدو فوق سُدة القرار والحكم العربي .
بات المسلمون اليوم مجرد دمية تحركها خيوط خفية .. كل خيطٍ منها متصل بـ يد صهيونية .. تنسج لنا الخراب بـ ذكاء جهنمي .
وهنا .. خسر المسلمون كل شيء لأنهم نسوا كل شيء .. نسوا أنفسهم حين نسوا الله .. نسوا شرفهم حين باعوا قرآنهم .. كانوا الأعلى عندما وعدهم الله في قوله سبحانه وتعالي : . ” وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ” .. صدق الله العظيم .. ولكنهم فضّلوا الذل على أن يعيدوا للقرآن سلطانه ومكانته في القلوب والعقول .
.. أما لو عادوا إلى آيات الله البينات وإلى تشريعاته ومقاصده الالهية لما احتاجوا إلي صراخ أو شعارات .. يكفيهم فقط أن يرفعوا كتاب الله بحق .. كي يعود الميزان وتعود الهيبة .. وينعدل ظل العود الأعوج .
فـ من لم يهتدِ بـ القرآن لن يهتدي أبداً .. و من يترك نور الله فـ مصيرة النار وبئس المصير .. لان القرآن مشروع نجاة ونظام حياة .. وسفينة من لم يركبها يغرق في بحور من التيه والضلال .
فيا من تقرأ القرآن لا تكن من الهالكين .. خذ الكتاب بـ قوة وإلا فـ استعد لـ عاصفة ضياع لن تبقي ولن تذر .. اللهم اني قد بلغت اللهم فاشهد .