اخر الاخبار

«4 صدمات وفرصة سانحة»… ماذا جنت إسرائيل من هجوم «اليوم السابع» الإيراني؟

بدت إسرائيل مصدومة من زخة الصواريخ الإيرانية في «اليوم السابع» من الحرب؛ فالصدمة الأولى جاءت لأن عدد الصواريخ التي أُطلقت من طهران بدأت تتراجع في اليومين الخامس والسادس، وتوقع الإسرائيليون بالتبعية أن تتراجع في اليوم السابع.

أما الصدمة الثانية فجاءت لأن القصف الإيراني حدث في وضح الصباح، وتحديداً في الساعة السابعة بتوقيت تل أبيب، وكان في هذا تحدٍّ مضاعف للدفاعات الإسرائيلية بعد سلسلة من الزخات الصاروخية الليلية.

والأمر الثالث أن الصواريخ الإيرانية تمكنت من اختراق المنظومات الدفاعية الحديثة: «القبة الحديدية» و«حيتس 2» و«حيتس 3» الإسرائيلية، و«باتريوت» و«تيد» الأميركية، أكثر من كل ما سبقها من زخات.

ففي الأيام الستة الماضية أطلقت إيران 400 صاروخ، و1000 طائرة مسيّرة دون أن يتمكن من اختراق هذه المنظومة سوى 20 صاروخاً و100 طائرة مسيّرة فقط.

وأصابت الصواريخ خلال الأيام الستة عدة أهداف، منها العسكري الذي تكتمت إسرائيل عليه، ومنها شبه المدني، مثل معهد وايزمان للعلوم والذي دمرت مختبراته، ومنها المدني الصّرف مثل البيت الذي أصيب في مدينة طمرة العربية، ومثل الضربة التي تلقتها مدينة بات يام اليهودية، في حين أن المُسيّرات أُحبطت بالكامل.

دخان يتصاعد من مبنى مستشفى «سوروكا» في مدينة بئر السبع بعد إصابته بصاروخ من إيران يوم الخميس (رويترز)

لكن اختراقات وإصابات زخات اليوم السابع كانت بنسب عالية؛ فمن مجموع 30 صاروخاً ومسيّرة، صباح الخميس، أُصيبت أربعة أهداف إصابة مباشرة، بينها البورصة في رمات غان، ومستشفى «سوروكا» في بئر السبع.

وجاء السبب الرابع للصدمة بعد السردية الإيرانية لضرب أهداف مدنية تحت ذريعة أنها مواقع عسكرية، وهي ذريعة كثيراً ما ترددها إسرائيل في حربها على غزة. فقد قالت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) إن المستشفى «يقع بجوار مقر القيادة والسيطرة والاستخبارات الرئيسي للجيش الإسرائيلي، ومعسكر الاستخبارات العسكرية في مجمع التكنولوجيا المتقدمة في غاف-يام»، والذي كان «الهدف الرئيسي للهجوم».

«ماكينة الدعاية»

أصاب التبرير الإيراني الغرور الإسرائيلي بدقة؛ فقادة إسرائيل لا يقبلون المقارنة بأحد، خاصة غزة، بل إن وزير الدفاع، يسرائيل كاتس، اعتبر المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، بعد قصف المستشفى نسخة من الزعيم النازي أدولف هتلر.

ومع ذلك، فإن هناك من يرى في إسرائيل أن ثمة فرصة سانحة بعد الهجوم؛ إذ تعمدت إسرائيل إظهار «الصدمة» كي تستفيد من الحدث في تغذية ماكينة دعايتها الضخمة؛ فهي تصب كل قوتها لتجنيد العالم ضد هذا القصف، وهي تحسن الترويج، على عكس إيران التي تمتنع عن إظهار معظم الأضرار التي لحقت بها من القصف الإسرائيلي، بل إن هناك أصواتاً تسعى وتضغط ليكون قصف المستشفى حافزاً لجر الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، إلى المشاركة الكاملة في الحرب.

مستشفى «سوروكا» في بئر السبع بعد ضربة صاروخية من إيران يوم الخميس (رويترز)

لكن هل كان الأمر يستحق «الصدمة» فعلاً؟ إن إسرائيل تعرف جيداً أن إيران تمتلك ترسانة صواريخ ضخمة، وأنها قادرة على قصف مواقع تخترق منظومة الدفاع. لكنها كانت قد روَّجت لفكرة أن الغارات الإسرائيلية دمَّرت نصف قدرات إيران الصاروخية، وشلَّت قدرتها على مواصلة القصف.

هدوء ما قبل العاصفة

وصدَّقت إسرائيل ما روَّجته، إلى درجة أنها ألغت عدداً كبيراً من القيود على العمل والحركة؛ فأعادت تسيير القطارات والحافلات، وفتحت المجمعات التجارية، وأعادت ربع العمال إلى أعمالهم.

وكان الكثير من الخبراء قد حذروا من احتمال أن يكون الهدوء النسبي في سماء إسرائيل مجرد خدعة حربية، وأن القصف الإيراني يمكن أن يتجدد بقوة، غير أن إسرائيل تجاهلت هذه التحذيرات.

وبعدما صد الجيش ضغوطاً مارسها وزراء وتجار وأصحاب أعمال للعودة إلى النشاط الاقتصادي العادي، تراجع ووافق على استئناف الأعمال بالتدريج، ابتداء من الخميس.

والحكومة من جهتها، مهّدت الأجواء لتدخل أميركي مباشر في الحرب، وسرَّب مسؤولوها إلى الإعلام أن التقدير هو أن تنتهي الحرب بما لا يقل عن 800 إلى 4000 قتيل إسرائيلي.