أسلحة أميركا بعيدة المدى تؤجج الصراع في أوكرانيا وكييف تضغط
حذر الكرملين، الأربعاء، من أن الصواريخ بعيدة المدى التي قيل إنها ضمن حزمة مقبلة من المساعدات العسكرية الأميركية لأوكرانيا “ستفاقم” الصراع، لكنها لن تغير مجراه. وأوضح المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن تزويد أوكرانيا بصواريخ يصل مداها إلى 150 كيلومترا سيؤدي إلى “تصعيد التوتر، نرى أن هذا سيتطلب منا بذل مجهود إضافي، لكنه لن يغير مجرى الأحداث، العملية العسكرية ستستمر”.
وأكمل أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ليس لديه أي خطط لعقد محادثات مع نظيره الأميركي جو بايدن.
وقال مسؤولان أميركيان مطلعان لـ”رويترز”، الثلاثاء، إن الولايات المتحدة تعد حزمة مساعدات عسكرية بقيمة 2.2 مليار دولار لأوكرانيا. ونقلت “رويترز” عن المسؤولين قولهما إنه من المتوقع أن تشمل حزمة المساعدات لأوكرانيا، صواريخ طويلة المدى لأول مرة، وذخائر وأسلحة أخرى.
وطالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي، الأحد، الحلفاء أن يمدوا بلاده بنظام صاروخي بعيد المدى . وتقول أوكرانيا إن الصواريخ عالية الدقة ستمكنها من تدمير خطوط الإمداد ومخازن الذخيرة الروسية.
وكان الغرب يرفض تسليمها هذه الأنظمة خوفًا من تصعيد روسي جديد، لكن انتهى الأمر بالأوروبيين والأميركيين إلى الموافقة على تسليمها دبابات ثقيلة.
وصارت كييف تضغط لأجل الحصول على طائرات مقاتلة، وسط رفض صريح من واشنطن وبرلين ولندن. وبحسب صحيفة “واشنطن بوست”، فإن أوكرانيا تلح في مطالبة حلفائها الغربيين بطائرات مقاتلة تستطيع إحداث واقع جديد على أرض المعركة.
وكانت الدول الغربية، على رأسها الولايات المتحدة، قد ترددت طيلة أشهر قبل أن تقبل بإرسال دبابات إلى أوكرانيا، وسط تحذيرات مستمرة من موسكو التي تنبه إلى أن “التمادي” في الدعم يزيد خطر “الاصطدام” المباشر مع الناتو.
ويحتدم النقاش حول الطائرات المقاتلة، بينما يستعر القتال في باخموت، في حين تسعى القوات الروسية إلى تطويق المدينة الواقعة شرقي أوكرانيا.
ولدى سؤاله حول ما إذا كانت الولايات المتحدة سترسل مقاتلات “إف 16″ إلى أوكرانيا، أجاب الرئيس الأميركي جو بايدن على نحو صريح بـ”لا”.
وحين سئل بايدن عن إمكانية الحديث إلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الثلاثاء، بينما يواصل المطالبة بطائرات مقاتلة، رد الرئيس الأميركي على نحو مقتضب بقوله: “سنتحدث”.
لكن رغم هذا التردد الأميركي، يبدو أن فرنسا وبولندا لا تستبعدان هذه الخطوة من قائمة الخيارات الممكنة، مستقبلا، رغم مغبة إثارة حفيظة موسكو.
وعندما سئل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشأن إمكانية إرسال طائرات مقاتلة إلى أوكرانيا، ألمح إلى أنه لا يستبعد الخطوة، بحسب ما نقلت وكالة “أسوشيتد برس”.
في غضون ذلك، تحدث مدير مكتب الرئاسة الأوكرانية، أندري يرماك، عبر منصة “تيليغرام” عن وجود إشارات إيجابية من بولندا، من أجل مواصلة العمل للحصول على طائرات “إف 16”.
وذهب وزير الخارجية الأوكراني، دميتري كوليبا، يوم الثلاثاء، إلى حد وصف الحصول على مقاتلات “إف 16” بالأولوية في خضم الحرب الحالية.
وفي سياق آخر من حديثه، قال بيسكوف إن الولايات المتحدة نسفت الأساس القانوني لمعاهدة ستارت الجديدة للحد من الأسلحة الموقعة بين البلدين ولكن الاتفاق يظل “مهما للغاية” لروسيا، بغض الطرف عن الموقف الحالي.
واتهمت الولايات المتحدة، الثلاثاء، روسيا بانتهاك المعاهدة، وهي الركيزة الرئيسية الأخيرة للحد من الأسلحة النووية في فترة ما بعد الحرب الباردة، من خلال رفض السماح بإجراء أنشطة التفتيش على أراضيها.
وأواخر العام الماضي، أعلنت موسكو إرجاء اجتماع كان مقررا نهاية نوفمبر بين الروس والأميركيين بشأن عمليات تفتيش في إطار هذه المعاهدة، متّهمة واشنطن بـ”العدائية”. وباتت العلاقات بين القوتين النوويتين في أدنى مستوياتها مع بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا. ويعود آخر اجتماع لهذه اللجنة إلى أكتوبر 2021.
وفي رسالة نشرت الأسبوع الماضي، أكد رؤساء لجان نافذة في الكونغرس الأميركي أن أفعال روسيا وتصريحاتها “تثير في الحد الأدنى مخاوف خطرة متعلقة بامتثالها” لمعاهدة نيو ستارت. هذه المعاهدة هي آخر اتفاق ثنائي من هذا النوع يربط بين القوتين النوويتين الرئيسيتين في العالم.
ومدّد فور انتخابه في يناير 2021، الرئيس الأميركي جو بايدن الاتفاق لمدة 5 سنوات، حتى العام 2026. ووقّعت المعاهدة في 2010، وتنص على حدّ ترسانتي البلدين بـ1550 رأسا نووية لكل منهما كحد أقصى، وهو ما يمثّل خفضا بنسبة 30 بالمئة تقريبا مقارنة بالسقف السابق المحدّد العام 2002. كذلك، تحدد المعاهدة عدد منظومات الإطلاق والطائرة القاذفة الثقيلة بـ800 وهو ما يكفي لتدمير الأرض مرات عدة.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
روسيا تؤكد عدم وجود آفاق لمفاوضات سلام مع أوكرانيا
الكرملين يتهم الأميركيين بالانخراط بشكل مباشر في «حرب بالوكالة» مع روسيا