اخبار مصر

إسرائيل تسلّم جثامين 15 فلسطينياً ضمن اتفاق وقف إطلاق النار والمحكمة الجنائية الدولية ترفض إلغاء مذكرات توقيف نتنياهو وغالانت

سلّمت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، يوم السبت، وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة جثامين 15 فلسطينياً كانت السلطات الإسرائيلية تحتجزها، وذلك ضمن اتفاق وقف إطلاق النار المبرم بين إسرائيل وحركة حماس. ويأتي هذا التسليم في إطار دفعات متتالية من الجثامين، بعد أن أعادت حماس جثة رهينة إسرائيلي إلى الجانب الإسرائيلي في وقت متأخر من مساء الجمعة.

وكانت إسرائيل قد أفرجت عن نحو ألفي سجين فلسطيني وعلّقت عملياتها العسكرية التي بدأتها في غزة عقب هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 الذي شنّته حماس على مناطق في جنوب إسرائيل. وينص الاتفاق على تسليم جميع الرهائن الأحياء والقتلى بعد 72 ساعة من دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ.

وأكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه تم التعرّف على هوية الرهينة الإسرائيلي إلياهو مارغاليت، الذي أُعيدت رفاته يوم الجمعة، مشيراً إلى أن "الجيش الإسرائيلي أبلغ عائلة مارغاليت رسمياً بعد التحقق من هويته، ولن يدخر جهداً في استعادة جميع الرهائن، أحياءً أو أمواتاً".

في المقابل، أفادت مصادر فلسطينية أن 11 شخصاً، بينهم سبعة أطفال وسيدتان، قُتلوا مساء الجمعة نتيجة قصف إسرائيلي استهدف مركبة مدنية كانت تقل نازحين شرقي حي الزيتون بمدينة غزة، أثناء عودتهم لتفقّد منازلهم. وقال الدفاع المدني الفلسطيني إنه انتشل تسعة جثامين من الموقع بالتنسيق مع الصليب الأحمر الدولي، في حين أكد الجيش الإسرائيلي أن المركبة "تجاوزت الخط الأصفر واقتربت من قواته بما شكّل تهديداً فورياً".

ويواصل وقف إطلاق النار يومه التاسع وسط ما تقول جهات فلسطينية إنها خروقات متكررة من قبل الجيش الإسرائيلي، أودت بحياة مزيد من المدنيين، بينما تبرر إسرائيل أن إطلاق النار يتم فقط في حال وجود تهديد من اقتراب أشخاص من الخط الأصفر، وهو خط الانسحاب المرحلي الذي تراجعت إليه القوات الإسرائيلية بموجب خطة أمريكية لوقف الحرب، قادها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.

من جهتها، ذكرت القناة 13 الإسرائيلية أن ضباطاً أمريكيين يعتزمون إنشاء مركز قرب حدود غزة لإدارة عمليات قوات دولية ستكلف بالبحث عن جثث الرهائن الإسرائيليين. ويأتي ذلك في وقت أكد فيه مسؤول تركي أن فريقاً من المختصين الأتراك، الذي أُرسل لمساعدة حماس في تحديد مواقع جثث 19 رهينة يُعتقد أنهم دُفنوا تحت الأنقاض، ما زال ينتظر الحصول على إذن إسرائيلي لدخول غزة عبر الجانب المصري.

وأوضح المصدر أن الفريق يضم 81 عنصراً من هيئة إدارة الكوارث التركية "أفاد"، ومجهز بأجهزة متطورة للبحث عن مؤشرات الحياة وكلاب مدرّبة. وتوقعت مصادر في حماس دخول الفريق إلى غزة بحلول يوم الأحد.

بدوره، أعلن الدفاع المدني في غزة أنه انتشل 280 جثماناً منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، في حين تقدر السلطات المحلية وجود نحو 10 آلاف جثة أخرى ما تزال مدفونة تحت أنقاض المنازل والمباني المدمّرة.

وبموجب الاتفاق، سلّمت حركة حماس حتى الآن 20 رهينة أحياء، إضافة إلى رفات تسعة رهائن لقوا حتفهم، فضلاً عن جثة قالت إسرائيل إنها لا تعود لرهينة سابق. وقالت الحركة في بيان لها إن عملية إعادة جثامين الرهائن الإسرائيليين قد تستغرق وقتاً، مشيرة إلى أن بعض الجثامين دُفنت في أنفاق دمّرها الجيش الإسرائيلي وأخرى لا تزال تحت الأنقاض، لكنها أكدت التزامها الكامل بتسليمها.

وفي هذا السياق، طالب منتدى عائلات الرهائن والمفقودين الحكومة الإسرائيلية بعدم المضي في تنفيذ المراحل المقبلة من الاتفاق، ما لم يتم تسليم جثث الرهائن الـ19 المتبقية. وقال الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، في تصريحات الأربعاء، إن "حماس تنقّب وتجد الكثير من الجثث".

في تطور لافت، رفضت المحكمة الجنائية الدولية يوم الجمعة الاستئناف المقدم من إسرائيل لإلغاء مذكرتي التوقيف الصادرتين بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، معتبرة أن "لا أساس قانوني" لإلغاء المذكرات قبل البت في مسألة الاختصاص القضائي. وكانت المحكمة قد أصدرت المذكرات في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي استناداً إلى "أسباب معقولة" تشير إلى مسؤولية الرجلين عن "جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية" ارتُكبت في غزة.

ورغم أن المحكمة كانت قد أصدرت أيضاً مذكرات توقيف بحق ثلاثة من قادة حماس، فإنها أسقطتها بعد مقتلهم. القرار أثار غضباً واسعاً في إسرائيل والولايات المتحدة، ما دفع واشنطن إلى فرض عقوبات على مسؤولين في المحكمة.

وكانت إسرائيل قد تقدّمت في مايو/أيار الماضي بطلب لإلغاء مذكرات التوقيف، ثم عادت لتقديم استئناف بعد رفض المحكمة لهذا الطلب في يوليو/تموز، لكن المحكمة ردّت الاستئناف الجمعة، قائلة إن القضية "كما صيغت من قبل إسرائيل، غير قابلة للاستئناف".
على صعيد الوضع الإنساني، حذر برنامج الأغذية العالمي من أن مواجهة خطر المجاعة في غزة تتطلب "إغراق القطاع بالغذاء"، مشيراً إلى أنه رغم تمكنه من إيصال 3000 طن من المساعدات الغذائية منذ بدء الهدنة، فإن الاحتياجات ما زالت هائلة. وقال منسّق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة توم فلتشر، الذي دخل غزة يوم الجمعة، إن أحد المخابز استأنف عمله بعد تزويده بالطحين والمحروقات، ما سيمكنه من إنتاج 300 ألف رغيف خبز يومياً.

وتنص خطة ترامب المكوّنة من عشرين بنداً بشأن ما بعد الحرب على نزع سلاح حركة حماس، ومنح العفو لقادتها الذين يسلمون أسلحتهم، واستكمال الانسحاب الإسرائيلي، تمهيداً لإرساء إدارة مدنية جديدة في القطاع، وهي بنود ما تزال خاضعة للنقاش. غير أن حركة حماس عبّرت عن استنكارها لما قالت إنه "انتهاكات متكررة" من قبل الجيش الإسرائيلي، مؤكدة مقتل 28 مدنياً منذ بدء سريان وقف إطلاق النار.

وفيما تتواصل جهود إعادة الرهائن وانتشال الضحايا من تحت الأنقاض، تبقى مآسي العائلات الفلسطينية ماثلة، كما أظهرت مشاهد مؤثرة لأب وابنه من غزة وهما يبكيان بحرقة بعد مقتل أحد أفراد العائلة، في صورة باتت تعكس حجم المعاناة الإنسانية المستمرة في القطاع.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

حماس تكشف دور نتنياهو في تأخر تسليم جثامين المحتجزين الإسرائيليين

حماس تبلغ الوسطاء بوجود جثث رهائن إسرائيليين على عمق 7 طوابق وتؤكد صعوبة انتشالها بسبب نقص المعدات