اغتيال تشارلي كيرك يفجر تساؤلات: هل تدخل أمريكا عصر العنف السياسي؟

رنا عادل
نشر في:
الخميس 11 سبتمبر 2025 – 9:35 م
| آخر تحديث:
الخميس 11 سبتمبر 2025 – 9:35 م
بعد الإعلان عن اغتيال تشارلي كيرك مساء الأربعاء، غرقت الولايات المتحدة في صدمة وطنية انعكست على العالم بأسره. فقد تصدّر الخبر الصفحات الأولى والنشرات العاجلة، لا باعتباره حادثًا جنائيًا معزولًا، بل كجرس إنذار يدوّي في قلب المشهد السياسي الأمريكي المتوتر.
وبينما خيّم القلق على الأوساط الشعبية والرسمية، تسابقت كبريات وسائل الإعلام العالمية إلى تفكيك دلالات الجريمة، متسائلة ما إذا كانت البلاد تقف على أعتاب موجة جديدة وخطيرة من العنف السياسي.
* اغتيال كيرك يعيد شبح الاغتيالات السياسية إلى الواجهة
استعرض مقال نشرته الجارديان الصدمة العميقة التي أحدثها اغتيال تشارلي كيرك، معتبرًا أن الحادث ليس مجرد واقعة فردية، بل لحظة مفصلية تذكّر الأمريكيين باغتيالات كبرى مثل مقتل لينكولن وكينيدي، وتطرح مجددًا سؤال قدرة البلاد على حماية رموزها وضمان أمن النقاش السياسي.
وربط المقال الحدث بسياق موجة تصاعدية من العنف السياسي، مثل محاولة اغتيال ترامب في صيف 2024، ومقتل مشرّعة في مينيسوتا، وتهديدات استهدفت قضاة ومسؤولين، إلى جانب تفاقم العنف المسلح في المجتمع الأمريكي.
ورغم أن كيرك كان شخصية مثيرة للجدل بخطابه الحاد والمتطرف في بعض الأحيان، فإن التعاطف مع مقتله تجاوز الانقسامات الحزبية، واعتُبر استهدافه اعتداءً على جوهر الديمقراطية وحرية التعبير.
وحذّر المقال من أن اغتيال كيرك قد يشعل موجة انتقامية أو يدفع الخطاب السياسي إلى مزيد من الراديكالية، خاصة مع مكانته في حركة MAGA وقربه من ترامب، ما قد يعمّق الاستقطاب ويحوّل الصراع السياسي إلى دائرة مغلقة من العنف والانتقام إذا لم يُخفَّض منسوب التوتر وتُعاد قنوات الحوار.
* انقسام حاد في الكونجرس بعد اغتيال كيرك
وبحسب تقرير لـ الإندبندنت، تأججت التوترات السياسية في الكونجرس الأمريكي عقب اغتيال تشارلي كيرك، فتحوّلت لحظة صمت كان من المقرر تخصيصها للصلاة على روحه إلى ساحة سجال حاد بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي.
بدأ الخلاف عندما طالبت نائبة جمهورية بتلاوة صلاة، فاعترض ديمقراطيون مطالبين بتضمين ضحايا حادث إطلاق نار وقع في اليوم نفسه. وسرعان ما حمّل نواب جمهوريون مسئولية مقتل كيرك لخصومهم السياسيين ووسائل الإعلام الليبرالية، متهمين إياهم بتأجيج خطاب الكراهية.
في المقابل، أدان ديمقراطيون بارزون الحادث، لكنهم استغلوا الفرصة لإعادة إشعال النقاش حول قوانين السلاح وخطورة الخطاب السياسي المتشدد.
ومع وفاة كيرك، بدأ أنصاره بتحويله إلى رمز و”شهيد” لحركتهم، في خطوة تذكّر بتحوّل ترامب نفسه إلى أيقونة بعد محاولة اغتياله. ورغم دعوات بعض المعتدلين لتهدئة الأجواء، يبدو أن الغضب والرغبة في الانتقام هما ما يسيطران على المشهد، مما ينذر بتعميق الانقسام السياسي في الولايات المتحدة، بحسب التقرير.
* مخاوف من دوّامة عنف سياسي في أمريكا
كما أبرز تحليل نشرته الجارديان أن حادثة اغتيال تشارلي كيرك في جامعة يوتا ليست حادثًا معزولًا، بل حلقة جديدة في سلسلة متصاعدة من العنف السياسي في الولايات المتحدة.
وأشارت الصحيفة إلى مكانة كيرك كأحد أبرز حلفاء ترامب ودور منظمته “Turning Point USA” في حشد الناخبين الجمهوريين، ما جعل الحادث يحمل رمزية سياسية تتجاوز شخصه.
ووفقًا لاستطلاع حديث للرأي أجرته مؤسسة شيكاغو للأمن والتهديدات، فإن قبول العنف السياسي يتزايد بشكل مقلق بين الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء.
وبحسب مدير المشروع روبرت بيب، فقد كشفت نتائج الاستطلاع، التي نُشرت في مايو، عن أن حوالي 40% من الديمقراطيين يؤيدون استخدام القوة لإزاحة الرئيس السابق ترامب، بينما يؤيد حوالي 25% من الجمهوريين تدخل الجيش لوقف الاحتجاجات ضد سياساته.
وهذه الأرقام تمثل زيادة بأكثر من الضعف مقارنة بالاستطلاع الذي أُجري في الخريف الماضي، مما يشير إلى تزايد واضح في التأييد للعنف لأغراض سياسية. وحذّر روبرت بيب من أن الولايات المتحدة دخلت “عصر الشعبوية العنيفة”، داعيًا السياسيين إلى إدانة العنف بوضوح قبل أن يتصاعد الموقف إلى انفجار شامل.