الآخر في عالم بهاء طاهر.. ندوة فكرية في معرض الأقصر للكتاب

أقام معرض الأقصر الرابع للكتاب، تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، الذي تنظمه الهيئة المصرية العامة للكتاب، ندوة ثقافية ضمن محور «جسور الفكر والثقافة» بعنوان «الأقصر.. عراقة الوجود الإنساني»، تناولت عالم الأديب الكبير بهاء طاهر تحت عنوان فرعي «الآخر في عالم بهاء طاهر»، وذلك بمكتبة مصر العامة بالأقصر.
أدار الندوة القاص والروائي ناصر خليل، الذي أكد في كلمته أن تناول تجربة بهاء طاهر يمثل فرصة لإعادة قراءة أحد أكثر الأصوات الأدبية المصرية والعربية عمقًا وإنسانية، مشيرًا إلى أن هذا النوع من الندوات يسهم في تعميق الحوار النقدي والفكري وإثراء المشهد الأدبي المصري.
ورحب ناصر خليل بالضيف الرئيسي للندوة، الناقد والأكاديمي الدكتور محمد سليم شوشة، أستاذ الأدب العربي بجامعة الفيوم، الذي قدّم قراءة نقدية معمقة لرؤية “الآخر” في أعمال بهاء طاهر القصصية والروائية.
واستهل الدكتور شوشة حديثه بالإشارة إلى أن الآخر في عالم طاهر يطلّ في صور متعددة تكشف عن رؤية إنسانية شديدة الثراء، ترى في التنوع مصدر قوة، وفي الاختلاف مساحة للحوار لا للصدام. وأوضح أن مفهوم “الآخر” عند طاهر يتجاوز الانتماءات الضيقة للغة أو الدين أو العرق، ليرتقي إلى مستوى إنساني شامل، حيث تتجلى قيم التسامح والبحث عن المشترك بين البشر.
وأشار إلى أن طاهر قدّم الآخر بصورتين متباينتين: الأولى سلبية تمثلت في صورة المحتل الإنجليزي بكل ما يحمله من قسوة واستعلاء، والثانية إيجابية تمثلت في الإنسان المختلف الذي يجتمع مع الآخر على أرضية القيم المشتركة والبحث عن العدالة والحرية. واستشهد شوشة بعدة أعمال تناول فيها طاهر هذا المفهوم، منها قصة «أنا الملك جئت»، وروايتا «الحب في المنفى» و«واحة الغروب»، مؤكدًا أن الكاتب استطاع أن يدمج شخصيات من ثقافات وبيئات متنوعة في نسيج سردي واحد يعبّر عن وحدة التجربة الإنسانية رغم التعدد.
وأضاف شوشة أن رؤية بهاء طاهر تقوم على رفض إدانة الآخر لمجرد اختلافه، ورفض تمجيد الذات على حسابه، داعيًا إلى مزيد من الدراسات النقدية المتخصصة التي تتناول هذا الجانب الإنساني في أدبه.
وفي ختام الندوة، أكد الأديب ناصر خليل أن قراءة الدكتور شوشة أضاءت مناطق جديدة في عالم بهاء طاهر، وكشفت عمق مشروعه الفكري الذي يجعل من “الآخر” جسرًا للتواصل لا حاجزًا للفصل، ومساحة للحوار الإنساني الواسع الذي طالما حلم به الكاتب الكبير.