اخبار مصر

البابا تواضروس الثاني بمؤتمر مجلس الكنائس: مصر تقدم للعالم شهادة حية عن الإيمان والمحبة الجامعة




محمد فتحي



نشر في:
الجمعة 24 أكتوبر 2025 – 2:58 م
| آخر تحديث:
الجمعة 24 أكتوبر 2025 – 2:58 م

بدأت صباح اليوم بمركز «لوجوس» بالمقر البابوي بدير القديس الأنبا بيشوي بوادي النطرون أعمال المؤتمر الدولي السادس لمجلس الكنائس العالمي، بمشاركة ٥٠٠ شخص يمثلون ١٠٠ دولة.

وشهدت الجلسة الافتتاحية إلقاء قداسة البابا تواضروس الثاني كلمة رحب فيها بالمشاركين، كما أُلقيت كلمات من قيادات المجلس ورؤساء وممثلي الكنائس الأعضاء، وحضرت الجلسة الافتتاحية الدكتورة چاكلين عازر، محافظ البحيرة.

وقال قداسة البابا في كلمته: “أرحّب بكم جميعًا في مصر، وفي مركز لوجوس للمؤتمرات، في هذا المكان المقدّس بدير القديس العظيم الأنبا بيشوي، في برّية شيهيت المقدّسة بوادي النطرون، والتي كانت إشعاعًا وإلهامًا للحياة الرهبانية وألهمت العالم منذ القرن الرابع الميلادي”.

وأشار قداسته إلى هرطقة آريوس التي هددت وحدة الإيمان المسيحي، محذرًا من خطورة التفسير والتعليم المنفرد دون العودة إلى الجذور المتمثلة في الأناجيل المقدسة وتعاليم الآباء القديسين. وأضاف أن مجمع نيقية المسكوني الأول كان له أثر بالغ في ترسيخ الأسس اللاهوتية للعقيدة المسيحية، مؤكّدًا وحدة الجوهر الإلهي بين الآب والابن والروح القدس، ووضع حدًّا للبدع التي أنقصت من ألوهية المسيح، كما أسس لنموذج جديد في الحوار الكنسي المسكوني، إذ جمع أساقفة من شتى أنحاء العالم وأرسى مبدأ أن الحق الإيماني يُحسم من خلال المجامع الجامعة لا الآراء الفردية.

وأكد البابا أن مجمع نيقية يُعد من أهم الأحداث المفصلية في تاريخ الفكر المسيحي واللاهوت الكنسي، إذ شكّل نقطة تحول في تحديد معالم الإيمان القويم وصياغة العقيدة الجامعة التي توارثتها الكنيسة عبر القرون.

ونوه إلى أن مؤتمر مجلس الكنائس العالمي يُشكل فرصة للتأمل في أمانة الكنيسة في حفظ الإيمان النيقاوي، وتأكيد رسالتها في عالم يشهد تعددية فكرية وثقافية.

وعن الدعوة إلى الوحدة بين الكنائس المسيحية، شدد قداسة البابا على أن الهدف نبيل، موضحًا: “نحن نؤمن أن الوحدة الحقيقية هي وحدة في الإيمان ويكون واقعها أن نكون في شركة كاملة في الأسرار الإلهية: رَبٌّ واحد، إيمانٌ واحد، معموديةٌ واحدة” (أف ٤: ٥). وأضاف أن الطريق إلى الوحدة ليس سهلاً، ولن يتحقق إلا بالحوارات اللاهوتية.

وفي شأن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية قال قداسة البابا: “أدعوكم خلال وجودكم بيننا أن تتعرفوا على كنيستنا العريقة، التي تحمل إيمانها القويم وتراثها الآبائي العميق، إيمانًا قد روي بدماء الشهداء عبر الأجيال، وحُفظ بأمانة كوديعة مقدسة تسلمناها من الآباء الأولين”.

وعن مصر قال: “أدعوكم أن تتعرفوا على بلادنا مصر، أرض الكرازة المرقسية، التي احتضنت الإيمان المسيحي منذ فجر التاريخ، وشهدت ميلاد الرهبنة وازدهار اللاهوت والروحانية. مصر، بتاريخها العريق وحضارتها الممتدة عبر آلاف السنين، ما زالت تقدم للعالم شهادة حية عن الإيمان الثابت والمحبة الجامعة. ومن دواعي فخرنا وسرورنا أن نرحب بكم في كنيستنا القبطية وفي وطننا مصر، التي تتشرف اليوم باستضافة هذا الحدث الهام في مسيرة مجلس الكنائس العالمي”.

واختتم قداسته: “إن اجتماعنا هذا يُعد علامة مضيئة تؤكد أن مصر، ومعها منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، ما زالت تشكل جسرًا حيًّا بين الكنائس، ومكانًا يحمل رسالة الرجاء والوحدة أمام أنظار العالم المسيحي أجمع”.