اخبار مصر

الحاجة «نصرة» بعد تبرعها بـ400 جرام ذهب لدعم غزة: «فدا القدس وإخواتنا بفلسطين»

تستيقظ كل صباح وتفتح شاشة التلفاز لتتابع آخر الأحداث في فلسطين، وقلبها ينتفض مع كل قصف على أهل غزة، وتتملئ عيناها دمًا بدل الدموع، من أجل الأطفال والنساء الذين يستشهدون يومياً على يد الاحتلال الإسرائيلي، مشاهد لم تستطع الحاجة «نصرة» أن تتجاهلها، لتقرر على إثرها التبرع بكل ما تملكه من الذهب، إذ وهبت ذهبها بالكامل والذي يبلغ وزنه نحو 400 جرام، وهو ما يعادل أكثر من مليون جنيه، وذلك لمساندة أهل غزة في فلسطين.

الحاجة «نصرة» تتبرع بـ400 جرام ذهب لأهل غزة

تروي الحاجة «نصرة»، البالغة من العمر 59 عاماً خلال حديثها لـ«الوطن»، أنه منذ أن بدأ الاحتلال الصهيوني عدوانه على غزة، لم تتوقف عن الشعور بالحزن والبكاء، وكان حلمها أن تصل إلى معبر رفح وتعطي أهل فلسطين الذهب الخاص بها بيديها، والذي يبلغ وزنه أكثر من 400 جرام، إلا أنه بسبب ظروفها الصحية وصعوبة الإجراءات والتضييقات نتيجة غلق المعابر حينها لم تتمكن من فعل ذلك، ولكن حبها الشديد وتضامنها القوي مع القضية الفلسطينية، قادها إلى الذهاب لمقر شيخ الأزهر الشريف، فضيلة الإمام أحمد الطيب، لتسليمه الذهب بنفسها.

وتحكي الحاجة «نصرة»، لـ«الوطن»، عن مقابلتها لشيخ الازهر الشريف، الدكتور أحمد الطيب إذ قالت: «من كتر حزني على أهل غزة وضرب إسرائيل ليهم، نفسيتي كانت تعبانة جدا، ومفكرتش في أي حاجة غير إزاي أساندهم وأقدم ليهم أي نوع من الدعم، وشوفت في التلفزيون إن شيخ الأزهر عامل مبادرة للي حابب يتبرع لفلسطين، وعلى طول خدت الصاغة بتاعتي وأصريت أقابل فضيلة الإمام بنفسه، لأنه كان حلمي من زمان، وهو كان قمة في التواضع واستقبلني أفضل استقبال».

استقبال شيخ الأزهر للحاجة «نصرة» أثناء تبرعها بالذهب لغزة

ذكرت الحاجة «نصرة»، أن شيخ الأزهر سَعد بلقائها وشكرها على تبرعها بهذا المبلغ الكبير، وقدمت له الذهب والذي كان عبارة عن عقد يزن 170 كيلو جراما، و11 غويشة وعدد من الخواتم، وفقا لها: «قلبي كان بيوجعني كل مرة بشوف فيها طفل مصاب أو استشهد، وشكل السيدات تحت الأنقاض، ومن غير مفكر رحت لمقر مشيخة الأزهر وطلبت أقابل شيخ الأزهر وسلمته الدهب لأهل غزة ومشيت، وبتمنى ربنا يحمي أهلنا في فلسطين ويحفظهم من العدوان الإسرائيلي».

تحكي الحاجة «نصرة» في حوارها لـ«الوطن»، أنها لو كانت تملك مزيدا من الذهب، لما ترددت لحظة في التبرع به لأخواتنا في غزة، موضحة أنه لم يعارضها أحد من عائلتها، بل شجعها زوجها وأبنائها على فعل ذلك وفقا لها: «زوجي قالي ده مالك الخاص إنتي حرة فيه، وأنا مشورتش حد من قرايبي وخدت القرار من نفسي، وولادي الحمدلله خريجين جامعات ولكن معايا بنت لسه بتدرس في الكلية، كلهم كانوا فرحانين بقراري».