اخبار مصر

الولايات المتحدة تلغي قمة بودابست بعد إصرار روسيا على مطالب متعنتة بشأن أوكرانيا

أوردت تقارير إعلامية الجمعة، أن الولايات المتحدة ألغت قمة بودابست التي كان من المزمع عقدها بين الرئيسين الأميركي دونالد ترمب والروسي فلاديمير بوتين، بعد إصرار موسكو على مطالب متعنتة بشأن أوكرانيا، إضافة إلى استخدام روسيا لصواريخ تنتهك معاهدة الحد من الأسلحة النووية، التي، حسب هذه التقارير، أدت إلى إصدار الرئيس ترمب تعليمات للجيش الأميركي الخميس، باستئناف اختبار الأسلحة النووية.

وقالت صحيفة «فاينانشال تايمز» إن القرار جاء بعد اتصال هاتفي شابه التوتر بين وزيري الخارجية الأميركي والروسي. ولم يرد البيت الأبيض بعد على هذه التقارير التي أوردتها وكالة «رويترز».

ورد الكرملين الجمعة، تعليقاً على تقرير الصحيفة البريطانية حول إلغاء قمة بودابست، أنه يجب اتباع التصريحات الرسمية الصادرة عن وزارة الخارجية الروسية ونظيرتها الأميركية فقط، وليس التقارير الإعلامية. وذكرت الصحيفة أن الولايات المتحدة ألغت اجتماع بودابست بعد إصرار موسكو على مطالب متعنتة بشأن أوكرانيا، مضيفة أن موسكو تمسكت بمطالب من بينها أن تتنازل أوكرانيا عن مزيد من الأراضي بوصف ذلك شرطاً لوقف إطلاق النار.

وأيد ترمب مطلب أوكرانيا بوقف فوري لإطلاق النار على أساس الحدود الحالية. وبعد أيام من اتفاق ترمب وبوتين على الاجتماع في العاصمة المجرية لمناقشة سبل إنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا، أرسلت وزارة الخارجية الروسية مذكرة إلى واشنطن تؤكد فيها على المطالب نفسها لمعالجة ما يسميه بوتين «الأسباب الجذرية» لغزوه لأوكرانيا، والتي تشمل تنازلات حدودية وخفضاً كبيراً للقوات المسلحة الأوكرانية وضمانات بعدم انضمام كييف إلى حلف شمال الأطلسي، وفقاً للصحيفة.

وأضاف تقرير «فاينانشال تايمز» أن الولايات المتحدة ألغت القمة بعد ذلك عقب اتصال هاتفي بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأميركي ماركو روبيو، إذ قال روبيو عقب الاتصال لترمب إن موسكو لا تبدي أي استعداد للتفاوض. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي هذا الشهر، إنه في حين أن أوكرانيا مستعدة لمحادثات السلام، فإنها لن تسحب قواتها من أراضٍ إضافية أولاً مثلما طالبت موسكو.

وبخصوص «التسلح النووي»، قال وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها، إن روسيا هاجمت بلاده في الشهور القليلة الماضية، بصاروخ «كروز»، الذي دفع تطويره سراً الرئيس الأميركي دونالد ترمب، إلى الانسحاب من معاهدة مع موسكو للحد من الأسلحة النووية خلال ولايته الرئاسية الأولى.

وتعدّ تصريحات الوزير أول تأكيد لأن روسيا استخدمت الصاروخ «9 – إم – 729» الذي يطلق من الأرض في القتال بأوكرانيا، أو في أي مكان آخر. وقال مسؤول أوكراني كبير آخر لـ«رويترز»، إن روسيا أطلقت الصاروخ على أوكرانيا 23 مرة منذ أغسطس (آب). وذكر أن أوكرانيا سجلت أيضاً إطلاق روسيا الصاروخ «9 – إم – 729» مرتين في عام 2022. ولم ترد وزارة الدفاع الروسية حتى الآن على طلب مكتوب للتعليق.

وتسبب الصاروخ «9 – إم – 729» في انسحاب الولايات المتحدة عام 2019 من معاهدة القوى النووية متوسطة المدى. وقالت واشنطن إن الصاروخ ينتهك المعاهدة ويمكنه التحليق لمسافة تتجاوز الحد المسموح به وهو 500 كيلومتر، لكن روسيا نفت ذلك.

ووفقاً لموقع «ميسايل ثريت» الإلكتروني التابع لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، يصل مدى الصاروخ، الذي يمكن أن يحمل رأساً نووياً أو تقليدياً، إلى 2500 كيلومتر. وقال مصدر عسكري إن الصاروخ «9 – إم – 729» الذي أطلقته روسيا في 5 أكتوبر (تشرين الأول) حلق لمسافة 1200 كيلومتر حتى ارتطم في أوكرانيا.

وذكر سيبيها في تصريحات مكتوبة، أن «استخدام روسيا للصاروخ (9 – إم – 729) المحظور بموجب معاهدة القوى النووية متوسطة المدى ضد أوكرانيا في الشهور الماضية، يدل على أن (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين لا يحترم الولايات المتحدة وجهود الرئيس ترمب الدبلوماسية لإنهاء الحرب الروسية على أوكرانيا». وقال لـ«رويترز» إن أوكرانيا تؤيد مقترحات ترمب للسلام، وإنه تتعين ممارسة أقصى درجات الضغط على روسيا لدفعها إلى السلام. وأضاف أن تعزيز قوة أوكرانيا النارية بعيدة المدى سيساعد في إقناع روسيا بإنهاء الحرب.

وطلبت أوكرانيا من الولايات المتحدة تزويدها بصواريخ «توماهوك» بعيدة المدى التي لم تكن محظورة بموجب المعاهدة، لأنها كانت تطلق من البحر فقط في ذلك الوقت. وتقول روسيا إن هذا سيكون تصعيداً خطيراً.

وقال محللون عسكريون من الغرب إن استخدام روسيا للصاروخ «9 – إم – 729» يوسع ترسانتها من الأسلحة بعيدة المدى لضرب أوكرانيا، ويتماشى مع نمط إرسالها إشارات تهديد لأوروبا في الوقت الذي يسعى فيه ترمب إلى تسوية سلمية.

واختبرت روسيا صاروخ «كروز بوريفيستنيك» الذي يعمل بالطاقة النووية الأسبوع الماضي. وقالت الأربعاء إنها اختبرت الطوربيد بوسيدون الذي يعمل أيضاً بالطاقة النووية. ولم يعلق البيت الأبيض على هذه التقارير حول استخدام هذه الصواريخ في الحرب الدائرة بأوكرانيا. وأمر ترمب الجيش الأميركي الخميس، باستئناف اختبار الأسلحة النووية، مشيراً إلى «برامج دول أخرى للتجارب».

قد يهمك أيضــــــــــــــا

كوريا الشمالية وروسيا تؤكدان عزمهما على تعزيز العلاقات الثنائية قبل زيارة ترمب إلى سيول

بوتين يتوعد برد جاد وساحق على أي استهداف لروسيا في عمقها