«تقى وبندر» فيومية وسعودي جمعتهما جنازات المسجد النبوي ووصلا لعش الزوجية
صدفة جمعتهما في الجنائز بالمسجد النبوي بالمملكة العربية السعودية، بعدما قابلت تقى محمد، مُغسلة الأموات الشهيرة بمحافظة الفيوم، الشيخ محمد عايد الدُبيّان، مسؤول الجنائز بالمدينة المنورة في السعودية، ليشركها الأخير في فريقه المتطوع لتكريم الموتى بالسعودية، وسرعان ما تمكنت الفتاة من خطف قلبه ليقررا الزواج.
قصة حب لم تعرف المسافات، توّجت بالزواج، ليبدءا رحلتهما معًا لعدة دول أوروبية بداية من فرنسا، لتدريب المسلمين هناك على أعمال الغُسل وبعض الأشياء الخاصة بالشريعة وأحكامها.
تعرّفا خلال تطوعها لتكريم المتوفيات
وقال بندر عايد الدُبيّان، من المدينة المنورة بالمملكة العربية السعودية، في تصريحات خاصة لـ«الوطن» إنّ تقى بدأت حياتها في أعمال الغُسل بمحافظة الفيوم خصوصًا أيام انتشار كورونا، وحضرت إلى المدينة المنورة لأداء العمرة مع والدها، وخلالها قررت التطوع في تغسيل المتوفيات بمغاسل الحرم النبوي، وسمح لها بذلك لكونه المسؤول عن الجنائز، كما إنها شاركت في مبادرة إعداد إفطار صائم بالمسجد النبوي وكانت تترأس الإشراف على الإفطار في قسم النساء بالمسجد النبوي، تحت إدارته، ومن هنا تعرفا على بعضهما وقررا الزواج.
لقبها بـ «صحابية هذا الزمان»
وأشار إلى أنه يطلق على تقى لقب «صحابية هذا الزمان» نظرًا لكونها، مخلصة في عملها ومستقيمة وتحب الخير حبا غير طبيعي، لذلك حضر معها إلى مصر وتزوّجها، مُشيرًا إلى أن أول شيء فعلاه معًا هو تولي بناء وفرش مسجد بالفيوم قبل أن يسافرا مجددًا للسعودية.
أعجبه الأكل المصري كثيرًا
وأضاف أنه تقى كانت حريصة على طهي الأكل المصري له، حيث أعدت له جميع أنواع المحشي، والحمام، والكشري، والأرز بلبن، موضحًا أن أكثر ما أعجبه هو الملوخية والمحاشي والحمام والأرز بلبن، كما اصطحبته في جولة داخل مصر زار خلالها شارع المُعز، وقضى إجازة بالساحل الشمالي، ثم تجوّل بالسواقي ووادي الريان وبحيرة قارون.
سيتشاركان معًا في أعمال الخير
وشدد على إنّه لن يمنع تقى، من ممارسة عمل الخير في تكريم المتوفيات، بل إنّه سيساعدها في أن تصبح قائمة على الجنائز بالمدينة المنورة خصوصًا بعدما أثبتت قوتها، وتدخلت في غُسل الحالات النادرة والصعبة على الكثيرين، فضلًا عن إقامتها حلقات تسميع ومراجعة قرآن كريم في المسجد النبوي للمصريات والسعوديات.
سيتجولان بأوروبا للتدريب على الغُسل
وختم حديثه قائلًا إنّه تم دعوتهما هو وزوجته، للسفر إلى فرنسا وعدد من الدول الأوروبية، لإقامة دورة تدريبية للنساء والرجال على أعمال الغُسل، وبعض الأشياء الخاصة بالشريعة وأحكامها وأمورها.
مكافأة بعد محن كثيرة
من ناحيتها كشفت تقى، التي عُرفت في الفيوم بتطوعها لتكريم متوفيات كورونا، وأطلقت مبادرة «غيث» التي انتشرت في مختلف أرجاء المحافظات آنذاك، أنّها أثناء أدائها العمرة كانت ترى الجثامين التي يتم أداء صلاة الجنازة عليها في الحرم النبوي، فقررت البحث عن المغاسل وطلبت التطوع، وهو أمر صعب للغاية، فلجأت للشيخ بندر وساعدها بالفعل للتطوع.
وأضافت أنّ رفقائها بالغُسل كانوا يشكرونها أمامه حتى أعُجب بها وتعرّف عليها، ثم حضر معها إلى مصر وتزوّجا، مُشيرةً إلى أنّها ستستقر رفقة زوجها في المدينة المنورة، رغم ذلك لن يتركا أعمال الخير في مصر، وسيستمران بها ولكن سيكون والدها وشقيقتها قائمين عليها.
وختمت حديثها قائلةً إنّ زواجها من «بندر» هو المكافأة والعوض الجميل بعد الكثير من الأزمات التي مرت بها قبل زواجها منه.