جهود مصرية لحل الأزمة السودانية.. وخبير سياسي: القاهرة تقف بجوار أشقائها
دائما ما تنظر مصر قيادة وحكومة وشعبًا على استقرار السودان، على أنه استقرار للتراب المصري، لما يمثله من امتداد للأمن القومي المصري، إضافةً إلى العلاقات القوية التي تجمع شعبي وادي النيل والممتدة لآلاف السنين.
فمنذ اللحظة الأولى للأزمة السودانية فتحت مصر حدودها لاستقبال آلاف السودانيين والأجانب، الراغبين في الابتعاد عن مناطق إطلاق النار، واستقبلتهم مصر استقبال أبنائها بل ووفرت الرعاية الطبية لهم بمجرد عبورهم معبري أرقين وقسطل.
ومنذ الوهلة الأولى في الأزمة لم تتخل مصر عن أشقائها، بل فتحت أبوابها للشعب السوداني للفرار من جحيم الحرب، وما خلفه من مشاهد دمار وترويع، وبعد 3 أسابيع من اندلاع الاشتباكات تجاوز عدد النازحين السودانيين أكثر من 64 ألف عبر المعابر البرية الجنوبية بين مصر والسودان وعلى رأسها معبر قسطل وأرقين، وفقا لمفوضية اللاجئين، ونحو 16 ألف من الجنسيات الأخرى.
وبدوره، وجَّه الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، خلال مداخلته في قناة القاهرة الإخبارية، الشكر والتقدير، للرئيس عبدالفتاح السيسي، والشعب المصري، ولكل المصريين حكومة وشعبًا على استقبالهم للشعب السوداني في محنته، «الشعب المصري ليس غريبا على السودانيين، وكرمهم واستقبالهم للسودانيين قديم، ففي كل محنة تصيب السودان، هم أقرب للسودانيين، بنحييهم ونشكرهم وليس الأمر غريبًا عنهم، وليس ببعيد عنهم، لهم الشكر ولهم التقدير».
الدكتور أحمد العناني عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، أكد أن السودان يمثل لمصر ركيزة استراتيجية بشكل كبير، وعلاقة وطيدة وراسخة ويعتبر السودان بلدا مهما للغاية لها، وفي المنطقة ككل، كما أن السودان ينظر إلى القاهرة على أنها ركيزة كبيرة واستقرار وشريك استراتيجي في المنطقة وهناك تعاون على كل المجالات.
يمثل السودان لمصر البوابة الجنوبية لما يخص الأمن القومي المصري، ولعبت مصر دورا مهما في الحل السياسي بالأزمة الراهنة فيها ووقفت على مسافة واحدة من كل الأطراف، حسبما أوضح لـ«الوطن».
مصر لا تتدخل في السودان
ويشير الخبير السياسي إلى أن مصر لا تتدخل في السودان بأي حال من الأحوال ولا تدعم طرفا على حساب آخر، كما أن تصريحات البرهان تدل على أن القاهرة تقف بجوار أشقائها، وخير دليل عدد السودانيين الذين استقبلتهم مصر على حدودها، الذين تقدم لهم مصر كل التسهيلات من توقيع كشف طبي والاطمئنان عليهم، ومصر ذللت لهم كل العقبات لاستقبالهم، كما أن مصر لديها موقف متوازن في القضية، ولكل الأطراف في الداخل السوداني، وتعمل مصر جاهدة على حلحلة هذه الأزمة.
وترصد «الوطن» في هذا التقرير الجهود المصرية منذ اندلاع الأزمة في السودان.
الهلال الأحمر
أتاحت جمعية الهلال الأحمر المصري، فريقا لها في معبري أرقين وقسطل البري، لمساعدة العابرين بالمعبرين من السودانيين والمصريين وغيرهم من الجنسيات حال الوصول إلى المعبر، وتقديم الخدمات الأساسية ومساعدتهم على استكمال رحلاتهم، وقدم الهلال الأحمر أكثر من 33 ألف وجبة غذائية جافة وحقائب نظافة، وكذلك قدم التسهيلات لإجراءات سفر، والدعم النفسي والخدمات الطبية.
التواصل مع كل الأطراف
وتواصلت مصر مع الأطراف المختلفة في الأزمة السودانية وطالبتهم بوقف إطلاق النار وتغليب المصلحة العامة وصوت العقل للوصول بالبلاد إلى بر الأمان.
فأجرى السفير سامح شكري، وزير الخارجية، اتصالين هاتفيين الخميس 4 مايو الجاري، مع كل من الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، والفريق أول محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع.
وصرح السفير أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، بأن وزير الخارجية أكد في اتصالاته مع الجانبين على قلق مصر البالغ نتيجة استمرار المواجهات العسكرية، وما أسفرت عنه من وقوع ضحايا أبرياء، وتعريض أمن واستقرار السودان لمخاطر بالغة، مناشدًا بالوقف الفوري لإطلاق النار حفاظًا على مقدرات الشعب السوداني الشقيق، وإعلاء المصلحة الوطنية العليا.
وأكد وزير الخارجية خلال اتصالاته، على أن مصر لن تألو جهدًا في الوقوف إلى جوار السودان في هذه المحنة الخطيرة وغير المسبوقة، وأن الشعب المصري يعتصر ألمًا مما يلاقيه الشعب السوداني من معاناة نتيجة الاقتتال الدائر، الأمر الذي يقتضي ضرورة التزام جميع الأطراف بالهدنة لإتاحة الفرصة لعمليات الإغاثة وتقديم المساعدات الإنسانية والطبية لمستحقيها وتوفير الحماية للمدنيين. كما تحرك وزير الخارجية المصري لدولتي تشاد والنيجر، لمشاورتهم في الوضع.
الرئيس السيسي يشدد على وقف إطلاق النار
الرئيس عبد الفتاح السيسي في اتصالاته الدولية يؤكد على الجهود التي تبذلها مصر من أجل خفض التصعيد والتوصل إلى وقف شامل ودائم لإطلاق النار في السودان، والاتصالات التي تجريها في هذا الشأن مع الأطراف الفاعلة على جميع المستويات إقليمياً ودولياً.