خفايا اللغة العربية.. هل كلمة «شاطر» مدح أم ذم؟
كلمة «شاطر» في اللغة العربية تحمل معانٍ متنوعة، وتعتمد على السياق الذي تستخدم فيه، وفي بعض الأحيان، يجري استخدام كلمة شاطر في العامية الشائعة، للإشارة إلى الشخص الماهر أو الذكي، ومع ذلك، في معاجم اللغة العربية القديمة والأدبيات، كانت تحمل تلك الكلمة معانٍ سلبية، تشير إلى الخبث والمكر وحتى اللصوصية.
كلمة شاطر في علم اللغة
أوضح شادي مشرف الباحث في علم اللغة بكلية دار العلوم جامعة القاهرة، أن كلمة «شاطر» تأتي من الجذر اللغوي «شطر»، الذي يشير في الأصل إلى القسمة أو الفصل، ومنها شاطَره الشَّيءَ: قاسمه بالنِّصف، شاطره الأمرَ: شاركه، شَاطَرَهُ أفْرَاحَهُ : شَارَكَهُ إيَّاهَا وَسُرَّ بِهَا، شاطره الرَّأيَ: رأى رأيَه، نشاطركم الأحزان: عبارة تعزية يُبادَر بها أهل الفقيد، وغالبًا ما تُرسل تلغرافيًّا، الشاطرُ «عند الصُّوفية»: السابق المسرع إِلى الله.
قاموس اللغة المعاصرة
أشار «مشرف» لـ«الوطن» إلى أن قاموس اللغة المعاصرة، رصد كلمة الشاطر في عدة معانٍ منها: حادّ الفهم، سريع التصرُّف، داهية، مكير، خبيثٌ ماكر، وفي المعجم الرائد ذكرت بالمعنيين: متصف بالدهاء والحنكة، خبيث، أما عن الكلمة نفسها فلا يمكن وصفها بالمدح أو الذم بعيدا عن السياق، إذ تطورت معاني كلمة «شاطر» بمرور الزمن، وتغيرت بالتأثيرات الثقافية والاجتماعية والتاريخية، وذلك يرجع لعدة أسباب مثل الاستخدام الشائع، التباين الثقافي، التطور اللغوي، التأثير الاجتماعي.
الذكاء السلبي
أوضح الباحث في علم اللغة أن الحكم على كلمة شاطر إن كانت مدحا أو ذما، يعتمد على السياق وطريقة الاستخدام، في بعض الأحيان، يستخدم المصطلح بشكل إيجابي للإشارة إلى الشخص الماهر أو الفطن، لكن في سياقات أخرى أو بتغيرات في الاستخدامات، قد يُفهم بمعانٍ سلبية تعكس الخبث أو الذكاء السلبي. لذا، لا يمكن الجزم بشكل عام ما إذا كانت كلمة «شاطر»، تعتبر مدحًا أم ذمًا دون مراعاة السياق والثقافة التي تُستخدم فيها.