رئيسة المفوضية الأوروبية ورئيس المجلس الأوروبي يؤكدان في اجتماع طارئ بباريس أن أوكرانيا تستحق السلام عبر القوة

أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين في رسالة مشتركة مع رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، أن الاجتماع الطارئ الذي عقده القادة الأوروبيون الإثنين في باريس، أكد على أن أوكرانيا "تستحق السلام عبر القوة". ودعا المسؤولان الأوروبيان لأن "تتحمل أوروبا بالكامل حصتها من المساعدة العسكرية لأوكرانيا"، مشيرين إلى ضرورة "تعزيز الدفاع في أوروبا".
واجتمع نحو عشرة من قادة دول الاتحاد الأوروبي، وحلف شمال الأطلسي الناتو في باريس، لتحديد رد مشترك يضمن أمن أوروبا، ومواجهة تسارع تحرك الإدارة الأمريكية على صعيد ملف أوكرانيا.
وقبل بدء الاجتماعات، أشار المبعوث الأميركي الخاص لأوكرانيا كيث كيلوغ، الذي سيتوجه إلى كييف الخميس المقبل، إلى أن واشنطن لا تريد الأوروبيين على طاولة المفاوضات.
فيما قال المستشار الألماني أولاف شولتس إنه يجب ألا يكون هناك "انقسام" ، بين الولايات المتحدة وأوروبا، بشأن المسؤولية عن أمن أوكرانيا، مضيفاً أن التمويل الأوروبي قيد المناقشة.
وأكد المستشار الألماني أنه "لا يُمكن فرض أي إملاءات على أوكرانيا، مشيراً في ذات السياق إلى أن الدول الأوروبية "تنفق أكثر من 2 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع"، موضحاً أن بلاده ترى أن ذلك لا ينبغي أن يكون جزءاً، من حدود ميزانية الاتحاد الأوروبي.
وقالت أورسولا فون دير لاين، مفوضة الأمن في الاتحاد الأوروبي، في تعليق على موقع إكس إن "أمن أوروبا يشهد نقطة تحول، إذ أن الأمر لا يتعلق بأوكرانيا فقط بل بكل الأوروبيين"، داعية إلى "رفع مستوى الدفاع".
ووصف رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا الاجتماع بأنه بداية عملية ستتواصل بمشاركة جميع الشركاء الملتزمين بالسلام والأمن في أوروبا، مشيراً على موقع إكس إلى أن "الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه، سيلعبون دورا مركزيا".
وتحاول أوروبا جاهدة وضع خطة لضمان استدامة أي اتفاق سلام في أوكرانيا، بينما قالت بريطانيا بأنها ستكون مستعدة لنشر قوات لحفظ السلام إذا لزم الأمر.
مساعدات عسكرية أوروبية لأوكرانيا
وذكر دبلوماسيون أوروبيون أن دول الاتحاد الأوروبي، المجتمعة في بروكسل خلال الأسبوع الجاري، تسعى إلى زيادة مساعداتها العسكرية لأوكرانيا، على نحو سريع، خاصةً بكمية تبلغ "كحد أدنى" مليون ونصف مليون قذيفة مدفعية وصواريخ عالية الدقة وطائرات مسيرة وأنظمة دفاع جوي بحلول عام 2025، بالإضافة إلى تكثيف البعثات التدريبية للعسكريين الأوكرانيين والتي استفاد منها بالفعل 75 ألفا جندي أوكراني حتى الآن.
وجاء ذلك في وثيقة عمل، سيقوم سفراء الدول الـ27 بدراستها، وحصلت وكالة فرانس برس على نسخة منها، أن الاتحاد الأوروبي سيقدم مساعدات عسكرية إضافية لأوكرانيا في أقرب وقت ممكن، دون الإشارة إلى تكلفة هذه المساعدات الإضافية.
وقدم الأوروبيون بالفعل مساعدات لأوكرانيا بقيمة 134 مليار يورو، منها ما يناهز 50 مليار يورو للدعم العسكري.
في غضون ذلك، قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، عبر مقطع فيديو من باريس، إن أي تسوية في الحرب الأوكرانية يجب أن تكون "اتفاق سلام دائم"، وليس مجرد وقف مؤقت للقتال يسمح للرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستئناف الحرب مرة أخرى.
وقبل ذلك، أعلن ستارمر، استعداد المملكة المتحدة لإرسال قوات لكييف إذا لزم الأمر لضمان أمن بريطانيا وأوروبا.
وكتب في صحيفة ديلي تلغراف: "إن تأمين سلام دائم في أوكرانيا أمر ضروري إذا أردنا ردع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن القيام بمزيد من العدوان في المستقبل"، مضيفاً أن "ضمان أمن الولايات المتحدة ضروري لتحقيق سلام دائم، لأن الولايات المتحدة وحدها هي القادرة على ردع بوتين عن الهجوم مرة أخرى".
وأشار إلى أن لدى المملكة المتحدة دورا فريدا تؤديه، لضمان أن تعمل أوروبا والولايات المتحدة معا في شكل وثيق، مؤكداً أن طريق أوكرانيا إلى عضوية الناتو لا رجعة فيه، وداعياً الدول الأوروبية إلى زيادة إنفاقها الدفاعي، والقيام بدور أكبر في الحلف.
في الوقت نفسه، أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو أن المناقشات جارية بشأن نشر قوات فرنسية وبريطانية وبولندية ، لضمان وقف إطلاق النار في المستقبل، وسلام دائم في أوكرانيا.
وأكد أن الأوروبيين سيشاركون بطريقة أو بأخرى، في المناقشات الهادفة إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا، بعدما ألمح المبعوث الأمريكي الخاص إلى كييف كيث كيلوغ، إلى عكس ذلك في مؤتمر ميونيخ.
وعندما سُئل عن احتمال مشاركة الأوروبيين في المفاوضات، أجاب كيلوغ :"أعتقد أن هذا لن يحدث".
بينما استبعد وزير الخارجية الفرنسي عودة روسيا إلى مجموعة الدول السبع الكبرى حاليا، معتبرا أن ذلك يعارض ما يأمله ترامب، إذ اُستبعدت روسيا من المجموعة بعد ضمها شبه جزيرة القرم الأوكرانية عام 2014.
وفي الوقت نفسه، اتخذت الدول الأوروبية موقفاً حذراً بشأن إرسال قوات إلى أوكرانيا.
وتقول إسبانيا إن الحديث عن بعثات لحفظ السلام في أوكرانيا سابق لأوانه، إذ قال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، إن هناك الكثير من الأسئلة، حول مفاوضات السلام الجارية بين روسيا وأوكرانيا، ومشيراً إلى أنه "لا أحد يفكر في إرسال قوات إلى أوكرانيا بينما لا يزال السلام بعيداً جداً".
فيما وافقت ألمانيا على ذلك، حيث قالت نائبة المتحدثة باسم الحكومة الألمانية كريستيان هوفمان للصحفيين إنه "من السابق لأوانه الحديث عن إرسال قوات إلى أوكرانيا".
أما بولندا فاحتفظت بموقفها، حيث أعلن رئيس الوزراء دونالد توسك بأن بلاده لن ترسل جنوداً إلى أوكرانيا، لكنها ستواصل تقديم الدعم للبلاد.
في المقابل، أعلنت وزيرة خارجية السويد ماريا مالمير ستينيرغارد أن بلادها يمكن أن تدعم مهمة حفظ السلام في أوكرانيا بعد الحرب.
زيلينسكي يدعو للتحرك ضد روسيا
ويأتي الاجتماع في لحظة حساسة، ووسط قلق أوروبي من مبادرات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي استأنف المحادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وأعلن الرئيس الأميركي هذا الأسبوع أنه سيلتقي نظيره الروسي في السعودية لبدء مفاوضات بشأن أوكرانيا حيث تدخل الحرب عامها الرابع في 24 فبراير/ شباط.
ويأتي اجتماع القادة الأوروبيين أيضا، غداة اختتام مؤتمر ميونيخ للأمن في ألمانيا، الذي ألقى فيه نائب الرئيس الأميركي جاي دي فانس خطابا حادا هاجم فيه الاتحاد الأوروبي، متهما إياه بفرض قيود على حرية التعبير.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد دعا حلفاءه الأوروبيين إلى التحرك ضد روسيا، والعمل على تجنب أن يبرم الأمريكيون اتفاقا دون كييف وأوروبا.
وقالت الرئاسة الفرنسية إنه يتعين على أوروبا استخلاص العبر من كل المناقشات التي بدأت قبل سنوات بشأن السيادة الأوروبية، مؤكدة أنه يجب "على المدى القصير" ضمان أن السلام سيكون دائما في أوكرانيا".
وأوضحت الرئاسة الفرنسية أن الأمريكيين سيراجعون بالتأكيد مستوى التزامهم، بما في ذلك المستوى الجغرافي، داخل حلف شمال الأطلسي.
قد يهمك أيضــــاً:
إسرائيل تدرس خيار ترحيل السنوار والضيف إلى دولة أخرى مقابل الرهائن
نتنياهو يؤكد أن القوات الإسرائيلية تطوق منزل زعيم «حماس» في غزة يحيى السنوار