«سامي» سائق توك توك يطلق مبادرة مجانا لغير القادرين بالدقهلية: «توصيلة ببلاش»
«الأجرة مجانا لغير القادرين» فكرة بسيطة لمبادرة جاءت في ذهن «سامي» سائق توك توك بالدقهلية، إذ قرر تقديم تلك المبادرة من أجل تخفيف العبء على الركاب، وإزالة الحرج لمن لا يملك ثمن الأجرة، ونالت المبادرة إعجاب الكثيرين على حد قوله.
بداية فكرة مجاناً لغير القادرين
ويقول «سامي دعبس» ابن السنبلاوين بالدقهلية، لـ«الوطن»، إنه بدأ يفكر في المبادرة بعد تعرضه لموقف أثناء وقوفه أمام مستشفى السنبلاوين العام في انتظار خروج الركاب: «خرجت سيدة تحمل طفلها على يدها، وطلبت من السواق اللي واقف قدامي يركبها لمكان بعيد شوية، السواق طلب مبلغ أكبر من الأجرة المتعارف عليها، وهي للأسف كان واضح أنها مش معها فرفض، لحظتها تدخلت، وركبتها، وحلفت أنها متدفعش ولا جنيه».
ويستكمل صاحب الـ52 عاما، أنه فكر وأراد أن يمحو الحرج عن الركاب الآخرين بعد ذلك الموقف: «من بعد الموقف ده قررت أني أمحي أي حرج على الناس سواء اللي معه أجرة قليلة، أو اللي مش معه خالص، وربنا هداني أني أكتب لوحة في التوك توك سعر الأجرة 5 جنيهات، ومجانًا لغير القادرين، والراكب لو مش معه وهو نازل يقول شكرا، وخلاص على كده لحظتها هفهم وهتحرك».
تانك مياه للركاب داخل التوك توك
وأوضح أنه حاول أن يساعد الركاب في مواقف كثيرة بعد تلك المبادرة، وفكر في وضع تانك مياه صغير داخل التوك توك: «كان راكب معايا مجموعة من الطلاب، وطلبوا مني أقف جنب تانك مياه موجود في الشارع يشربوا منه، لحظتها قررت أني أعمل تانك في التوك توك، وده يساعد الطلاب لو متأخرين على المدرسة أو الدروس، أو لو في راكب محتاج يشرب، والحمد لله في ناس كثير سواقين قرروا يعملوا نفس الفكرة، والموضوع مش مكلف».
حب الخير للغير
وأضاف أن الهدف من تلك المبادرة أو التانك هو التخفيف على أعباء الغير: «حب الناس لغيرها دي هبة كبيرة، لو كل واحد في مهنة قرر يساعد غيره الحياة هتبقى جميلة، لأن بلدنا جميلة وتستاهل أننا نتعاون، ونقدم اللي نقدر عليه، ولو خايف على الرزق ربنا قال وفي السماء رزقكم وما توعدون يعني اطمن رزقك هيجيلك».
وأكد «دعبس» على فكرة مردود الخير من باب آخر: «كل خير بتعمله، صدقني ليه مردود، والرزق مش بس فلوس، بالعكس كفاية أني مش كل يوم محتاج أروح أصلح حاجة في التوك توك، وأولادي الحمد لله صحتهم كويسة، والدنيا كويسة معانا، كل ده رزق، بس ده رزق مردود الإنفاق والصدقة، وأنا بعتبر كل ده صدقة بطلعها».