اخبار مصر

شهداء الشرطة في «مواجهة الإرهاب»

سطرت الشرطة المصرية بعد ثورة 30 يونيو، مشواراً طويلاً من البطولة والتضحية فى مواجهة الإرهاب والجماعات المتطرّفة التى كانت فى عداء مع الشعب المصرى كله وليس أجهزة الدولة فقط.

فض اعتصامى «رابعة العدوية» و«النهضة» المسلحين كان بداية لمرحلة جديدة من تصدى الشرطة للجماعات الإرهابية

وبعد فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة المسلحين، دخلت المواجهة بين الشرطة والإرهابيين فى مرحلة أعنف، أثبتت فيها الشرطة قدرتها على الصمود بتضحيات أبطالها وبسالتهم، فضلاً عن الإمكانات الكبرى لوزارة الداخلية وأجهزة المعلومات بها فى حسم تلك المواجهات لمصلحتها فى النهاية.

 

 اللواء نبيل فراج بطل تطهير كرداسة

10 سنوات مرت على كتابة اسم اللواء نبيل فراج ضمن قوائم الشرف لدى مداهمة الإرهابيين، بمنطقة كرداسة أثناء تطهيرها من العناصر الإرهابية، عقب فض اعتصامى رابعة والنهضة المسلحين فى 2013، وارتكاب مذبحة كرداسة، ليسقط شهيداً، تاركاً خلفه زوجته و3 من أبنائه، يستكملون مسيرة كفاح والدهم، فيما تحرص الدولة ومؤسساتها على تكريم أسرة الشهيد فى كل المحافل، والعمل على تلبية متطلباتهم ورعايتهم باستمرار.

اللواء نبيل فراج، عُرف بكفاءته فى العمل، واشتُهر ابن محافظة سوهاج، بأنه كان محبوباً من الجميع، خاصة من زملائه والمقرّبين منه ومن تعاملوا معه، فضلاً عن شدة ارتباط أسرته به، فقد كان زوجاً مثالياً وأباً قدوة لأبنائه.

المقدم محمد مبروك بطل كشف «التخابر»

بطل حفر اسمه بين الكثير من شهداء الشرطة الذين قدّموا أرواحهم دفاعاً عن أمن واستقرار الوطن.

18 من نوفمبر 2013، كان يوم استشهاد المقدم محمد مبروك، حينما فتح أشخاص ملثمون الأعيرة النارية عليه لحظة خروجه من منزله متجهاً إلى عمله، فاستُشهد فى الحال بـ12 رصاصة. وكان الراحل مشرفاً على قضايا أمنية مهمة للغاية، ومنها قيامه بالإدلاء بأقواله أمام نيابة أمن الدولة بقضية تخابر قيادات الجماعة الإرهابية من دول أجنبية، إضافة إلى قيامه بالإشراف على تحريات هروب المعزول محمد مرسى وجماعته من سجن وادى النطرون، وكان له دور كبير فى القبض على قيادات جماعة الإخوان الإرهابية بعد ثورة 30 يونيو.

النقيب إسلام مشهوربطل معركة الواحات

استُشهد فى اشتباكات مع عناصر مسلحة بمنطقة الواحات، مع 15 من رجال الشرطة خلال مواجهات مسلحة مع إرهابيين، ففى يوم 20 من أكتوبر 2017 وردت معلومات إلى قطاع الأمن الوطنى تفيد بتمركز عناصر إرهابية مسلحة تتبع تنظيم القاعدة، فى منطقة صحراوية فى الكيلو 135 على طريق الواحات البحرية، وقام رجال الشرطة بالتجهيز والإعداد لمداهمة تلك البؤرة الإجرامية، ونشبت معركة دموية بين الأمن والإرهابيين أسفرت عن استشهاد البطل النقيب إسلام مشهور، و15 آخرين من قوات الشرطة.

النقيب عمر القاضى بطل كمين «البطل 14» بسيناء

 تزينت قائمة الشهداء من رجال الشرطة باسمه بعد صموده أمام العناصر الإرهابية فى كمين «البطل 14» بالعريش فى شمال سيناء.. «دك السبيل يا سمير.. غربل الكمين».. كانت الكلمات الأشهر، فى تسجيل صوتى انتشر على مواقع التواصل الاجتماعى، خرجت فى اللحظات الأخيرة من لسان النقيب عمرو القاضى قبل استشهاده، كما ظهرت بطولة الشهيد أيضاً خلال المقطع الصوتى، وهو ينادى على أحد العناصر التكفيرية خلال الاشتباك «لو تعرف تعالى يلّا قرب هنا»، لينال الشهادة بعدها. وفى حديثها لـ«الوطن»، روت والدة الشهيد أن نجلها كان دائماً ما يُحدّثها منذ تخرجه عن تمنيه وحبه للشهادة.

الرائد ماجد عبدالرازق شهيد «النزهة» الضاحك

ضحكات لم تفارق وجهه، عُرف بصاحب الوجه البشوش بين زملائه الضباط، كان يتمتع بحب الناس ويعمل على قضاء حوائجهم، إنه الرائد ماجد عبدالرازق، الذى استُشهد صباح يوم 7 أبريل 2019، فى شارع طه حسين فى تبادل لإطلاق نار مع مجهولين، ليلحق بوالد زوجته الشهيد اللواء وائل طاحون، مفتش الأمن العام السابق، الذى اغتالته يد الإرهاب أمام منزله بمنطقة المطرية عام 2015.

«فخر لمصر.. ابنى وكل الشهداء فخر لمصر».. هكذا تحدّثت «حمدية أبوالعينين»، والدة الشهيد لـ«الوطن»، مضيفة أنه استُشهد بعد أقل من أسبوع من ولادة ابنته «ليلى»، ماكنتش أعرف كل التفاصيل دى عن استشهاده إلا عند رؤية مسلسل «الاختيار».

 

 

المقدم محمد الحوفى واجه الإرهابيين فى شوارع الأميرية

فى منتصف أبريل 2020، لم يكن يتوقع المقدّم محمد فوزى الحوفى، أن هذه الدقائق الأخيرة فى حياته عندما حاصرت قوات الشرطة بؤرة إرهابية بمنطقة الأميرية، وجرى تبادل إطلاق النار مع العناصر الإرهابية، لعدة ساعات، قبل أن تتمكن الشرطة من القضاء على 7 إرهابيين، فيما أسفر التعامل عن استشهاد الضابط محمد الحوفى، وإصابة ضابط آخر.

وُلد «الحوفى» بالبحيرة وتخرج فى كلية الشرطة عام 2004 وعمل بعدة قطاعات بوزارة الداخلية قبل أن يلتحق بقطاع الأمن الوطنى كواحد من الضباط المتخصّصين فى ملف التطرف ومكافحة الإرهاب وشارك فى عدة مأموريات ناجحة لاستهداف أوكار الإرهابيين.

العقيد أحمد فايز «رجل المعلومات» المقاتل

هو مسئول ملف التطرّف الدينى بقطاع الأمن الوطنى بالجيزة الذى استُشهد عام 2017 فى معركة الواحات بالجيزة. خلال فترة عمله بقطاع الأمن الوطنى كانت له بصمات واضحة، حيث أجرى تحريات فى إحدى القضايا الخاصة بخلية إرهابية يتزعمها الإرهابى هشام عشماوى، وكان له دور واضح فى القبض على الكثير من أعضاء الخلية، وفى قضية «خلية الصواريخ» كان العقيد هو شاهد الإثبات الأول فى القضية، وأجرى تحرياته بها، كما أنه مسئول عن ضبط المتهمين البالغ عددهم 36. وفى قضية «جند الشام» تولى مسئولية جمع التحريات والقبض على القيادات.

العميد وائل طاحون استُشهد بـ45 رصاصة

حكاية استشهاده كانت بدايتها فى أبريل عام 2015، وكان وقتها مفتش الأمن العام، ودّع أسرته، وغادر منزله بمنطقة عين شمس ليتوجه إلى عمله فى قطاع مصلحة الأمن العام بالعباسية ليُفاجأ بأشخاص مستقلين دراجات نارية ومعهم أسلحة، وأطلقوا أعيرة نارية عليه أسفرت عن استشهاده بـ45 رصاصة فى جسده الطاهر.

عقب تخرجه فى كلية الشرطة 1988 قضى مسيرة مليئة بالبطولات فى محاربة الجريمة، كما ضبط عدداً من عناصر الخلايا الإرهابية، منها «أجناد مصر» و«أنصار بيت المقدس»، وقبل استشهاده بـ3 أشهر، تمكن من ضبط خلية إخوانية فى المطرية، ورغم رحيله، إلا أنه ترك سيرة طيبة فى نفوس الجميع، سواء من قادته أو زملائه أو حتى أقاربه وجيرانه وكل من عرفه.