طالبة فلسطينية بصيدلة كفر الشيخ: «الوضع كارثي وأفراد عائلتي بيشربوا مياه مالحة»
تعيش أميرة سامى خليفة، الطالبة بكلية الصيدلة بجامعة كفر الشيخ، حالة نفسية صعبة بعد الحرب الإسرائيلية على غزة، التى بدأت فى 7 أكتوبر الماضى، وفقدت خلالها شقيقها وعدداً من أفراد عائلتها، لكن زملاءها المصريين يدعمونها لتتخطى هذه المرحلة القاسية من حياتها.
قبل 4 أعوام جاءت «أميرة» إلى مصر لدراسة الصيدلية، كانت أمورها تسير بهدوء إلى حد ما رغم معاناتها من «متلازمة الحرب»، حيث كانت شاهدة على كثير من الحروب على مدينتها الساحلية الباسلة «غزة»، لكنها صممت على دراسة الصيدلة لتكون عوناً لأهالى بلدها: «أنا أعشق غزة، كنت أتمنى أعيش وأموت فيها، هى المكان الآمن وملاذنا، وبنطمن وبنرتاح فيه حتى لو شُفنا فيه أصعب أيام، لكن هذه الحرب إبادة جماعية لأهالينا، وهى الأبشع لأنها دمرت ملامح المدينة».
شعور حزين تعانى منه «أميرة» مع كل صاروخ أو قذيفة تُطلق على أهالى قطاع غزة، وأضافت: «حاسة بكل صاروخ بيضرب هناك، وشعور خوف دايماً ملازمنى، خايفة على أهلى، تعبانة نفسياً، مليون تفكير ومليون سؤال بييجى فى بالى مع كل صاروخ، أهمها هل أهلى عايشين ولا استشهدوا؟ فكرة البعد مؤلمة، تعاهدنا أن نعيش ونموت معاً لكن لم نستطع تنفيذ العهد، لو حد مات التانى هيضل عايش، فيه اختبار كبير وألم طول العمر».
لم يكن فقدان شقيقها وأفراد من عائلتها، إثر تهدم منزلهم، سهلاً على الطالبة، بل أثر عليها نفسياً بشكل كبير، فلم تعد تستطيع ممارسة حياتها بشكل طبيعى: «فقدت أخويا وأصيب التانى وبيتنا تهدم، وكمان فقدت أفراد من عائلتى بينهم خالتى، عايشين هون ميتين، ما قادرين نتواصل مع أهالينا، ما سمعت صوت ماما منذ أيام كتيرة، كل اللى بقى بينا رسايل نصية على التليفون بسبب انقطاع الإنترنت، أهلى كل واحد فيهم بمكان، أمى بمكان وأبويا بآخر وإخواتى متفرقين، الوضع كارثى هناك، إحنا بنقدر ننام همّا ما بيقدروا، أهالينا بيشربوا مياه مالحة بسبب انقطاع المياه».
تعيش طالبة الصيدلة ظروفاً صعبة بسبب توقف إرسال الأموال لها بعد انقطاع الاتصالات وتوقف البنوك فى مدينة غزة، لكن دعم زملائها المصريين كان له وقع إيجابى على نفسها: «ما فيه حوالات، بنساعد بعض، وفيه حملات من الطلاب لموا من بعض لبعض، ومصر بتساعدنا والشعب المصرى سندنا معنوياً ومادياً، هو شعب إنسانى وكريم».