اخبار مصر

في ذكرى رحيل خيري شلبي.. «بغلة العرش» حكاية الفقراء والخرافة




محمود عماد



نشر في:
الأربعاء 10 سبتمبر 2025 – 12:32 ص
| آخر تحديث:
الأربعاء 10 سبتمبر 2025 – 12:32 ص

حلت أمس الثلاثاء الموافق 9 سبتمبر الذكرى الرابعة عشرة لرحيل الكاتب الكبير خيري شلبي، والذي ولد في 31 يناير من عام 1938، ورحل عن عالمنا في 9 سبتمبر من عام 2011.

يتميز أسلوب خيري شلبي الكتابي بالتنوع الكبير في طرق السرد المختلفة، والموضوعات المتناولة، حيث تفوق شلبي في الكتابة الروائية، والصحفية، وفن البورتريه، والمسرحيات، وغيرها، وكتب في الفانتازيا التاريخية، وكتب عن الريف المصري كما لم يكتب أحدا من قبل، وغير ذلك الكثير.

وأهم ما ميز كتابة خيري شلبي هو تعبيره الدائم عن المهمشين، وعن مناطق في التاريخ المصري غير مطروقة، ويظهر ذلك في روايته المميزة “بغلة العرش”.

رواية “بغلة العرش” هي واحدة من روايات خيري شلبي التي تناولت مشكلة الفقر، وطموح البسطاء في الثراء، تدور أحداثها في قرية بني سالم في منتصف السبعينيات من القرن الماضي، بالتحديد في ليلة القدر، حيث ينتظر الأهالى ظهور بغلة العرش محملة بالذهب لتحط رحالها في بيت الشخص الموعود، لكن مع الذهب ثمة رأس قتيل أيضا على الشخص نفسه أن يدفنها في بيته.

تبدأ الرواية بموجز تاريخ تسمية القرية نسبة إلى سيدي سالم أحد أتباع سيدى إبراهيم الدسوقي، ولا يغفل الراوي حكاية واحدة من معجزات الولي بأن يعيد الدجاجة حية بعدما التهمها، فقط يقول لها: «هش.. قومي.. فإذا بالدجاجة قد نهضت من كومة العظم واقفة تقأقئ وتجري في الخلاء».

يجلس الراوي العائد إلى قريته من القاهرة لقضاء الأيام الأواخر من رمضان وإجازة العيد، على قنطرة بعدما وجد مندرة صديقه عدلي بقوش مطفأة، وتتوالي الفصول بأن يسرد كل شخص من الأهالى يمر على القنطرة حكايته مع انتظار «بغلة العرش»، وما يراه في مسألتي الغنى والفقر.

تختلط الخرافة مع الأمل والحلم، مع تساؤلات عن فكرة الثراء السريع على لسان شخصيات الرواية، ومنها عبده «نجار السواقي»، الذي يقول: «غصبا عنى بدأت انتبه لحالات الناس، وأجد الخير قد عم كثيرين وابتعد عني».

وتتسلل الخرافة إلى عقل الشيخ عبدالمقصود الأزهري، الذي يجد نفسه ساهرا في بيته مع زوجته وأبنائه، مشاركا أهل القرية، انتظار بغلة العرش.

تنتهى الرواية فجرا بظهور بغلة فعلا وعليها رأس قتيل، وتكون من نصيب عبدالرؤوف، فراش المدرسة، لكن تحدث المفاجأة، وبدلا من أن يصير الرجل ثريا يجد نفسه متهما بجريمة قتل.

يناقش خيري شلبي في الرواية، فكرة انتشار الخرافة بين الناس ويوظفها في السرد بشكل طبيعي للغاية، وبين السطور يضع حكمته الخاصة بشأن الثروات المفاجئة على البعض، بالإضافة إلى تسليط الضوء على معاناة الفقراء في توفير أبسط متطلبات الحياة.

في مقدمة الرواية يقول خيري شلبي، إنها مستوحاة من قصة حقيقية كانت تحكيها والدته كلما سألها لماذا هم فقراء رغم أنهم من أصل عريق، وآخرون أثرياء مع أنهم من أصل وضيع؟ يضيف الروائي الكبير أن القصة أو الأسطورة «كانت تفتن خياله وهو طفل، وظلت تفتنه وهو كبير».