قناة القاهرة الإخبارية تنشر تقريرا عن المخرج ستيفين سبيلبيرج في ذكرى ميلاده
«ستيفين سبيلبيرج» أحد أشهر المخرجين السينمائيين ليس فقط على مستوى هوليوود والولايات المتحدة الأمريكية، ولكن على مستوى العالم كله، إذ يعد من المخرجين القلائل الذين تزخر مسيرتهم الفنية بالأفلام ذات الصبغة القيّمة التي نالت إشادات النقاد والمتخصصين، وفي الوقت نفسه يُمكن تصنيفها بأنها أفلام ناجحة على صعيد إيرادات شباك التذاكر، إذ يُصنف بأنه أكثر مخرج حققت أفلامه إيرادات على الإطلاق، كما تتميز مسيرته بالتنوع الملحوظ في الموضوعات.
الطفولة والنشأة
وأورد التقرير الذي نشرته قناة القاهرة الإخبارية، أن ستيفين آلان سبيلبيرج ولد في مثل هذا اليوم من عام 1946 بمدينة سينسيناتي بولاية أوهايو الأمريكية، والدته عازفة البيانو ليا فرانسيس، ووالده المهندس الكهربائي أرنولد سبيلبيرج، وتمتد أصول والداه لعائلات روسية مُهاجرة.
ظهر شغفه بفن السينما منذ طفولته المبكرة، واستخدم كاميرا الأفلام المنزلية الخاصة بأسرته لتسجيل رحلات التخييم والمناسبات العائلية الأخرى.
انتقلت عائلة سبيلبيرج كثيرًا بسبب وظيفة الأب، إذ ذهبوا إلى نيو جيرسي، وضواحي فينيكس، وأريزونا، وأخيرا إلى وادي السيليكون بالقرب من سان خوسيه في كاليفورنيا.
أخرج سبيلبيرج، في الثانية عشرة من عمره، أول أفلامه الروائية الذي قام بكتابة السيناريو الخاص به، وعندما بلغ السادسة عشر صور فيلم خيال علمي طويل بعنوان Firelight وتعدت مدته الساعتين، وكانت له حبكة مُعقدة حول غزو بعض الكائنات الفضائية لمدينة صغيرة، واستأجر والده دار سينما محلية لعرض الفيلم، وفي ليلة عرضه استردت العائلة 500 دولار تكلفة تصوير الفيلم.
حالت درجات سبيلبيرج الضعيفة في المدرسة الثانوية بينه وبين التحاقه بجامعة جنوب كاليفورنيا UCLA، لكن جرى قبوله في كلية بولاية كاليفورنيا في لونج بيتش، وتخرج عام 1970 بدرجة البكالوريوس في اللغة الإنجليزية نظرًا لعدم وجود برنامج رسمي لدراسة السينما.
فيلم قصير
واصل سبيلبيرج إخراج الأفلام بعد إنهاء دراسته، ولكن يعتبر إخراجه للفيلم القصير Amblin بداية مسيرته الاحترافية، إذ شارك الفيلم لاحقًا في مهرجان أتلانتا السينمائي عام 1969 وبسببه قدمت له شركة يونيفرسال الشهيرة عقدًا لمدة سبع سنوات، إذ أعجب مديرو الأستوديو بالعمل الذي كانت تدور أحداثه حول قصة بسيطة عن صبي وفتاة يتنقلان عبر الصحراء، فيما أسس سبيبلبيرج بعد ذلك شركة الإنتاج الخاصة به وأطلق عليها اسم الفيلم Amblin.
العمل بالتلفزيون
انتقل سبيلبيرج بعد ذلك للعمل في التليفزيون من خلال إخراج عدة حلقات من البرامج والمسلسلات التلفزيونية التي يجري تصويرها في أستوديوهات شركة يونيفرسال، ومن بينها حلقات ماركوس ويلبي وكولومبو.
وأخرج سبيلبيرج في 1971 فيلمه الأول Duel للتليفزيون، وكانت تدور أحداثه حول معركة مميتة بين رجل طبيعي يقود سيارة وسائق مجنون لشاحنة ذات ثمانية عشر عجلة، وأُعتبر الفيلم أحد أعظم الأفلام التي جرى إنتاجها على الإطلاق للتليفزيون الأمريكي، ووزّع في دور العرض بأوروبا واليابان.
صوّر سبيلبيرج الفيلم في ستة عشر يومًا، وبلغت تكلفة إنتاجه 350 ألف دولار فقط، بينما حقق أرباحًا بعد عرضه في الخارج وصلت لأكثر من 5 ملايين دولار وحصل على العديد من الجوائز.
الاستقالة وبداية مشروعه السينمائي الخاص
قرر سبيلبيرج، ترك شركة يونيفرسال ورفض كل الأفلام التي عُرضت عليه، إذ كان يريد التفرغ للبدء في مشروعه الخاص كمخرج وتقديم أفلام تحمل بصمته ووجهة نظره هو لا أفلام تريدها الشركة وتنتجها وفقًا لمعايير السوق السينمائية في تلك الفترة.
بالفعل أخرج فيلم The Sugarland Express وهو فيلم درامي تدور أحداثه حول امرأة تقنع زوجها بالهرب من السجن لاختطاف طفلهما من عائلته البديلة التي أخذته لترعاه أثناء قضائهما عقوبتهما في السجن، ونجح الفيلم على المستوى النقدي لكنه لم يحقق النجاح نفسه على المستوى التجاري، ولكن بعد هذا الفيلم مباشرة أخرج سبيلبيرج واحدًا من أهم وأنجح الأفلام في مسيرته الاحترافية وفي تاريخ السينما الأمريكية والعالمية وهو فيلم Jaws أو الفك المفترس عام 1975.
حقق الفيلم نجاحًا خياليًا على مستوى الإيرادات، إذ بلغت تكلفة الفيلم 3.5 مليون دولار في حين تخطت أرباحه 60 مليون دولار في شهر العرض الأول، كما حصل الفيلم على إشادات نقدية جعلت منه مخرج هوليوود المفضل، وهو ما جعله في وضع يسمح له بفعل ما يريد، فشرع في إخراج فيلم كان مهووسًا بموضوعه منذ طفولته وهو فيلم Close Encounters of the Third Kind عام 1977، الذي كانت تدور أحداثه حول الجهود البطولية لأمريكيين من الطبقة الوسطى للتواصل مع زوار من كوكب آخر، وعلى الرغم من المؤثرات البصرية المذهلة للفيلم، ولكن قوته الحقيقية كانت في استكشافه لما سيفعله الناس عندما يشعرون بأن لديهم الفرصة لتحقيق أحلامهم.
قدّم سبيلبيرج بعد ذلك مجموعة من الأفلام المختلفة التي نجح معظمها على المستوى التجاري، وأثارت الكثير من الجدل على المستوى النقدي؛ منها ثلاثية إنديانا جونز من عام 1981 وحتى 1989، وفيلم The Color Purple أو اللون الأرجواني عام 1985، ثم عاد سبيلبيرج لتقديم فيلم E.T الذي أبكى الأمريكيين وعشقته جماهير السينما حول العالم.
وفي عام 1993، أخرج سبيلبيرج واحدًا من أنجح أفلامه وهو Jurassic Park عن متنزه يضم بعض الديناصورات المُعدلة وراثيًا، وسبق هذا الفيلم واحدة من أكبر وأنجح حملات الدعاية في تاريخ السينما الأمريكية، ثم عاد وقدّم جزءًا آخر للفيلم عام 1997.
أول أوسكار
يعتبر فيلم Schindler’s List أو قائمة شاندلر، الذي أخرجه سبيلبيرج عام 1993 مفصليا في مسيرته السينمائية، يُصنّفه العديد من النقاد على أنه أكثر أفلامه المؤثرة على المستوى العاطفي، وقد صوره بالأبيض والأسود عن إنقاذ رجل الأعمال الألماني أوسكار شندلر (1908-1974) لحياة الآلاف من اليهود الذين عملوا في مصنعه خلال الحرب العالمية الثانية، وفاز الفيلم بجائزة أوسكار كأفضل فيلم، كما فاز سبيلبيرج بجائزة الأوسكار كأفضل مخرج عام 1999 بعد إخراجه للفيلم الرائع Saving Private Ryan أو إنقاذ الجندي رايان من بطولة النجم توم هانكس.
مسيرة سينمائية حافلة
ترشح سبيلبيرج لأكثر من 270 جائزة نال منها 203 جوائز، من بينها ثلاث جوائز أوسكار وثلاث أخرى جولدن جلوب، ومن المقرر أن يُكرمه مهرجان برلين السينمائي الدولي بمنحه دب برلين الذهبي في دورته المقبلة في فبراير 2023.
اختارت مجلة لايف في عام 1996 سبيلبيرج ليكون الشخصية الأكثر تأثيرًا في جيله، وفي عام 2003 صنفته مجلة بريمير في المركز الأول في قائمة أقوى 100 شخص في مجال صناعة الأفلام، وفي عام 2005 صنفته مجلة إمباير في المرتبة الأولى على قائمة أعظم مخرجي الأفلام في كل العصور، وفي عام 2013 صنفته مجلة تايم كواحد من أكثر 100 شخصية مؤثرة، ووفقًا لمجلة فوربس لأكثر المشاهير تأثيرًا لعام 2014 احتل سبيلبيرج المرتبة الأولى.