قال السفير جمال بيومى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن اليابان تعتبر مصر لاعباً أساسياً فى الشرق الأوسط، وتتعامل معها باعتبارها جزءًا حيوياً من دبلوماسيتها فى المنطقة.
رؤساء الحكومات المصرية واليابانية يدعمون بعضهم البعض في القضايا المتعلقة بعملية السلام بمنطقة الشرق الأوسط
وأضاف «بيومى»، فى حوار لـ«الوطن»، أن القاهرة وطوكيو لديهما اهتمام مشترك بالقضايا الدولية والإقليمية، وهناك عامل يميز السياسة الخارجية لدى الدولتين، وهو عدم التدخل فى الشئون الداخلية ودعمهما لاستقرار الدول، وإيجاد حلول سلمية للأزمات، مضيفاً أن العالم بأسره يمر بأزمات عديدة ومتداخلة بدأت بجائحة كورونا وصولاً إلى الأزمة الروسية – الأوكرانية، مشيراً إلى أن الجميع يعلم طبيعة الأزمات والمشكلات الموجودة فى المنطقة فى الوقت الراهن، وضرورة تعاون الدول الكبرى من أجل التوصل إلى حل لهذه الأزمات.
وأوضح أن اليابان تولى أهمية كبيرة جداً لعلاقاتها على مستوى الشرق الأوسط، وأيضاً على مستوى أفريقيا، ولديها تكتل «التيكاد» الذى أنشأته منذ سنوات لتعزيز علاقاتها. وإلى نص الحوار..
كيف ترى العلاقات الدبلوماسية بين مصر واليابان؟
– اكتسبت العلاقات المشتركة قوة ومتانة وتقارباً فى الرؤى السياسية، فقد كانت اليابان من أوائل دول العالم التى اعترفت باستقلال مصر فى 7 أبريل عام 1922، ثم سرعان ما فتحت مفوضية بالقاهرة عام 1926، وفى عام 1954 رفعت اليابان درجة التمثيل السياسى فى مصر إلى سفارة، حيث كانت مصر من أوائل الدول سواء بالشرق الأوسط أو أفريقيا التى كان لها تمثيل دبلوماسى وعلاقات مشتركة مع اليابان، وتم البناء على هذه العلاقة مما أسفر عن تعاون وثيق فى كافة المجالات، ويوجد تنسيق بين البلدين فى المواقف السياسية على المستوى الدولى سواء فى الأمم المتحدة أو غيرها من المنظمات الدولية.
واعتبرت اليابان مصر لاعباً أساسياً فى الشرق الأوسط، وتتعامل معها باعتبارها جزءًا حيوياً من دبلوماسيتها فى المنطقة، كما يدعم رؤساء الحكومات بعضهم البعض فى القضايا المتعلقة بعملية السلام فى منطقة الشرق الأوسط.
وهناك العديد من النماذج الدبلوماسية المصرية الناجحة والمؤثرة تاريخياً وفى الوقت الحالى، التى خدمت فى اليابان، مثل السفير محمود فوزى الذى تولى منصب وزير الخارجية فيما بعد ونعتبره أبو الدبلوماسية المصرية الحديثة، ووزير الخارجية الأسبق نبيل فهمى، والسفيرة ميرفت التلاوى التى خدمت فى اليابان لمدة 6 سنوات.
السفير جمال بيومي: «القاهرة وطوكيو» لا تنحازان لطرف على حساب الآخر فى النزاعات الإقليمية
ما مدى التقارب فى الرؤى بين القاهرة وطوكيو بشأن القضايا العالمية؟
– بكل تأكيد مصر واليابان لديهما اهتمام مشترك بالقضايا الدولية والإقليمية، وهناك عامل يميز السياسة الخارجية لدى الدولتين، وهو عدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول، ودعم الاستقرار، وإيجاد حلول سلمية للدول التى تمر بأزمات.
وزير خارجية اليابان وصف العلاقات المصرية اليابانية بأنها راسخة وتاريخية وينتظرها مستقبل أكثر قوة وترابطاً
وما تقييمك للعلاقات المصرية اليابانية فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى؟
– بكل تأكيد منذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى فإن العلاقات بين مصر واليابان زادت قوة وترابطاً، حيث إن مصر واليابان تجمعهما علاقات ثنائية ممتازة ولا توجد بين القاهرة وطوكيو أى خلافات تُذكر منذ بدء العلاقات الدبلوماسية الرسمية بين الدولتين، كما أن وزير خارجية اليابان كتب مقالاً منذ فترة قصيرة عن العلاقات المصرية اليابانية وأكد أنها راسخة وتاريخية وينتظرها مستقبل أكثر قوة وترابطاً.
أزمات عالمية عديدة
مما لا شك فيه أن العالم بأسره يمر بأزمات عديدة ومتداخلة بدأت بجائحة كورونا، وتداعياتها على اقتصاديات الدول، مروراً بالأزمة الروسية الأوكرانية وتأثيرها على دول العالم، بالإضافة إلى المشكلات التى تمر بها منطقة الشرق الأوسط، مثل الأزمة السورية، والأزمات العديدة فى منطقة شرق آسيا مثل أزمة شبه الجزيرة الكورية، وأزمات بحر الشمال والصراع على جزيرة تايوان، فمصر واليابان لا تنحازان لطرف على حساب الآخر فى القضايا الدولية والنزاعات الإقليمية، لكنهما تتبنيان مبدأ الحلول السلمية لحل القضايا.
