موضوع خطبة الجمعة اليوم.. الأخذ بالأسباب في السنة النبوية
تتناول خطبة الجمعة اليوم مسألة الأخذ بالأسباب في السنة النبوية، حيث نشرت وزارة الأوقفا منذ أيام نص موضوع الخطبة، وهي الجمعة الأولى من العام الهجري الجديد، بالتالي تتناول الخطبة شيئا من هجرة النبي الكريم والدروس وملامحها.
خطبة الجمعة اليوم
وتُفتتح خطبة الجمعة اليوم بـ:«الحمد لله رب العالمين القائل في كتابه الكريم: (إنا للعروة فقد نصره الله إذا أخرجه الدين كثرُوا ثاني التينِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِيهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنا فأنزل الله سكينته عليه وايده بجنود لم تروها وجعل كلمةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ العليا والله عزيز حكيم)، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد: فإن المتأمل في الهجرة النبوية الشريفة من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة يستنبط منها دروسا عظيمة وفوائد جمة، من أهمها ضرورة الأخذ بالأسباب، فالأخذ بالأسباب سنة كونية، حيث جعل الحق سبحانه لكل شيء سببا، كما أنه عبادة إيمانية، فديننا دين التوكل والأخذ بالأسباب والعمل لا التواكل والضعف والكسل، حيث يقول نبينا صلى الله عليه وسلم): (لو انكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يُرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا)».
وقت الخروج للهجرة في خطبة الجمعة اليوم
وقد اعتنى النبي صلى الله عليه وسلم بالأخذ بالأسباب في الهجرة، حيث جاء في نص خطبة الجمعة اليوم: «ذلك اعتنى نبينا الكريم (صلى الله عليه وسلم) بالأخذ بالأسباب في الهجرة عناية فائقة، حيث خطط (صلى الله عليه وسلم) للهجرة تخطيطنا واعيا، واتخد كل الوسائل التي تعينه على إنجاح مهمته، وفي الوقت ذاله كان قلبه متعلقا بربه (عز وجل) يدعوه ويستنصره أن يكلل سعيه بالنجاح، فجمعت بذلك الهجرة النبوية المشرفة بين حسن التوكل على الله (عز وجل) وحسن الأخذ بالأسباب».
وتستكمل خطبة الجمعة اليوم لوزارة الأوقاف: «فكان التوقيت المناسب للخروج للهجرة مختارا بعناية، حيث جاء نبينا صلى الله عليه وسلم إلى بيت أبي بكر الصديق رضي الله عنه في وقت شديد الحر حتى لايراه أحد، وكان الخروج ليلا من بيت أبي بكر رضي الله عنه، فعن السيدة عَائِشَةَ رضي الله : عَنْهَا قَالَتْ: لَقَلَّ يَوْمُ كَانَ يَأْتِي عَلَى النَّبِيِّ (صلى الله عليه وسلم) إلا يَأْتِي فِيهِ بَيْتَ أَبي بَكْرٍ أَحَدَ طَرَفَي النَّهَارِ، فَلَمَّا أُذِنَ لَهُ فِي الْخُرُوجِ إِلَى الْمَدِينَةِ لَمْ يَرُعْنَا إِلَّا وَقَدْ أَتَانَا ظُهْرًا، فَخَبُرَ بِهِ أَبُو بَكْرٍ، فَقَالَ: مَا جَاءَنَا النَّبِيُّ (صلى الله عليه وسلم) فِي هَذِهِ السَّاعِةِ إِلا لأَمْرٍ حَدَتْ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ قَالَ لأَبي بَكْرٍ: أَخْرِجْ مَنْ عِنْدَكَ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّمَا هُمَا ابْنَتَايَ يَعْنِي: عَائِشَةَ وَأَسْمَاءَ، قَالَ: أَشَعَرْت أَنَّهُ قَدْ أَذِنَ لِي فِي الْخَرُوج، قَالَ: الصُّحْبَةَ يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ : الصُّحْبَةَ)».
الهجرة النبوية الشريفة في خطبة الجمعة اليوم
وأوضحت خطبة الجمعة الأولى من العام الهجري الجديد أن النبي كان يتخذ طرقا غير مؤلوفة في هجرته حيث جاء في خطبة الجمعة اليوم لوزارة الأوقاف: «كما بلغ الاحتياط عند النبي صلى الله عليه وسلم مداه، فاتخذ طرقًا غير مألوفة واستعان عليه الصلاة والسلام) بشخصيات ماهرة حكيمة لتعاونه في شئون الهجرة، ووضع كل فرد في مكانه المناسب، الذي يحسن من خلاله القيام بمهمته على الوجه الأكمل، فنام علي بن أبي طالب رضي الله عنه) مكان نبينا صلى الله عليه وسلم) تمويها على المشركين وأداءً لأمانات القوم، وكان دور عبد الله بن أبي بكر رضي الله عنهما مهما في استطلاع الأخبار ورصدها.
وتألق دور المرأة في الهجرة النبوية المباركة، حيث كانت ذات النطاقين السيدة – أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما) تحمل الغذاء للنبي (صلى الله عليه وسلم) ولأبيها الصديق رضي الله عنه كما كان عامر بن فهيرة يقوم بدور التمويه بأغنامه التي كانت تمحو آثار سیر النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه الصديق رضوان الله – عليه)، كما كان عبد الله بن أريقط دليل الهجرة الأمين وخبير الصحراء البصير، مع أنه لم يكن مسلما» .
خطبة الجمعة اليوم لوزارة الأوقاف
وتُختتم خطبة الجمعة اليوم بـ: «الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين. إن تدبير نبينا صلى الله عليه وسلم) للأمور في الهجرة المشرفة على نحو دقيق قد تكامل مع اعتماده (صلى الله عليه وسلم على ربه جل وعلا وثقته في نصره وتأييده (عز وجل)، فعن أبي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قُلْتُ لِلنَّبِيِّ (صلى الله عليه وسلم) وَأَنَا فِي الْغَارِ: لَوْ أَنْ أَحَدَهُمْ نَظَرَ تَحْت قَدَمَيْهِ لأَبْصَرَنَا، فَقَالَ: مَا ظَنُّكَ يَا أَبَا بَكْرٍ بِاثْنَيْنِ اللَّهُ تَالِتُهُمَا، ويقول الحق سبحانه: {إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا تَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ . الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}، فكانت عناية الله تبارك وتعالى تحيط بنبيه ومصطفاه (صلی هي الله عليه وسلم).
«فما أحوجنا إلى الأخذ بالأسباب في حياتنا كلها تعلما، وتعليمًا، وتخطيطا، وعملا ، وإنتاجا ،وإتقانا مع اعتماد القلب على الله (عز وجل) وحده، فهو سبحانه مسبب ألم تر أن الله قال لمريم وهزي إليك الجذع تساقط الرطب ولو شاء أن تجنيه من غير هزها جنته ولكن كل شيء له سبب * اللهم ارزقنا حسن التوكل عليك الأسباب والموفق إلى كل خير والله در القائل واحفظ مصرنا وارفع رايتها في العالمين».