اخبار مصر

ميكروفونات الباعة الجائلين.. صداع مزمن في رؤوس السكندريين


عصام عامر:


نشر في:
الأحد 22 يونيو 2025 – 5:32 م
| آخر تحديث:
الأحد 22 يونيو 2025 – 5:33 م

رئيس حي أول المنتزه: نُحرّك حملات متواصلة ونُصادر الماكينة والبطارية ومكبر الصوت
تحوّلت مكبرات الصوت التي يستخدمها الباعة الجائلون في شوارع الإسكندرية، إلى مصدر إزعاج يومي متواصل، بات يشكّل صداعًا مزمنًا في رؤوس المواطنين، الذين لم يعودوا قادرين على التفرقة بين نداءات البيع وصخب الضوضاء طول الوقت ولاسيما في خضم فترة الامتحانات، والثانوية العامة بشكل خاص.

وقال محمود السيد، محاسب يقطن في شارع أحمد عبد الوهاب بالرأس السوداء، إن أصوات الباعة الجائلين المرتفعة عبر “الميكروفونات” باتت تسيطر على المشهد، دون أي ضوابط تُراعي راحة السكان أو حتى المرضى وكبار السن وطلبة الامتحانات، وسط غياب رقابي، ولا سيما في المناطق السكنية الشعبية.

واشتكى وليد مرسي، تاجر، من شارع البصل بمنطقة الفلكي، من أن بعض الباعة لا يكتفون برفع أصواتهم فحسب، بل يستخدمون مؤثرات صوتية مزعجة أو موسيقى مكررة بأعلى درجات الصوت، في محاولة لجذب الانتباه وزيادة المبيعات، ما يضاعف من حدة التلوث السمعي، ويحوّل الحياة اليومية إلى معاناة مستمرة.

ويقول صلاح الصريبي، بالمعاش، أحد سكان منطقة الفضالي بسيدي بشر “قبلي”: “لم نعد نحتمل هذه الفوضى، فالباعة ينتشرون بالميكروفونات منذ الصباح الباكر ولا يتوقفون حتى منتصف الليل، وشكوانا لا تجد استجابة فعلية من المسئولين”.

ويرى عصام الزهيري، مدرس، أن الأزمة تحتاج إلى تدخل عاجل من الأحياء والأجهزة المعنية، باتخاذ إجراءات حاسمة تمنع استخدام مكبرات الصوت في الشوارع، وتحدد أماكن البيع المؤقتة، خاصة في المناطق السكنية، مع فرض غرامات باهظة على المخالفين لردعهم.

ويقول الحاج مصطفى حسب الله، بالمعاش، إن التوازن ضرورة حتمية، ويجب أن نُقرب بين حق البائع في العمل، وحق المواطن في الراحة، حتى لا يتحول الحصول على لقمة العيش إلى مصدر إزعاج للمجتمع.

وتساءل محمود فرج، محامٍ، عن حال المرضى من كبار السن والسيدات، بل والرضع والأطفال، ممن يسبب لهم الباعة الجائلون حالة من الإزعاج بسبب الضوضاء الصوتية، ناهيك عن أن هؤلاء الباعة لا يلتزمون بوقت معين، بل يجوبون الشوارع ليلًا ونهارًا، وهو ما يدعو للاستفزاز والاستغراب من عدم استغلالهم للأسواق المخصصة لحركة البيع والشراء أو مواجهتهم من جانب الأحياء.

ويأتي ذلك فيما أطلق جروب “إسكندراني ضد الإهمال”، الذي يرفع شعار “الرقابة الشعبية”، ويضم 360 ألف مستخدم على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، حملة تطالب بمصادرة ميكروفونات الباعة الجائلين من الشوارع حتى لا تصيب المواطنين بالإزعاج وتنغص عليهم معيشتهم.

وتواصلت “الشروق” مع المهندسة سحر شعبان، رئيس حي أول المنتزه، للوقوف على الإجراءات المتخذة في هذا الشأن، وقالت: “نتعامل مع هذا الأمر بكل شدة وحسم، ونحرّك حملات ميدانية بشكل متواصل، تقوم بمصادرة المعدات: الماكينة، والبطارية، ومكبر الصوت، ولا يتم استردادها”.

وأضافت رئيس الحي: “المشكلة أن موظفي الحي يواجهون في كثير من الأحيان أسلوبًا غير لائق في التعامل من قِبل تلك الفئة، التي لا تلقي بالًا لأحقية المواطنين في أن ينعموا بحياتهم دون ضوضاء أو تلوث سمعي، لذلك يتطلب الأمر دائمًا حملات مكبرة لمجابهة الأمر بالتنسيق مع الجهات المعنية، وليس بشكل فردي، وهو ما نعمل عليه باستمرار”.