وزير الخارجية: يجب التوصل إلى حل شامل للأزمة اليمنية يحفظ حرية الملاحة وأمن البحر الأحمر

هايدي صبري
نشر في:
السبت 27 سبتمبر 2025 – 11:02 م
| آخر تحديث:
السبت 27 سبتمبر 2025 – 11:02 م
أكد الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، أن مصر ترفض بشكل قاطع أي محاولات لتصفية القضية الفلسطينية أو تهجير الشعب الفلسطيني قسرًا، معتبرًا ذلك جريمة تطهير عرقي لن تقبل بها مصر مطلقًا.
جاء ذلك خلال القاؤه كلمة مصر أمام النقاش رفيع المستوى للدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك يوم السبت.
وقال الوزير في مستهل كلمته إن احتفال هذا العام بمرور ثمانية عقود على تأسيس الأمم المتحدة كان يفترض أن يكون مناسبة للتأمل في مسيرة المنظمة والتفكير في سبل تعزيز ما أنجزته لحفظ السلم والأمن الدوليين، غير أن الواقع الدولي الراهن يعكس للأسف ابتعادًا شديدًا عن هذه الأهداف، حيث تتواصل الصراعات وتتصاعد الجرائم والانتهاكات الجسيمة لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي.
وأوضح عبد العاطي أن منطقة الشرق الأوسط باتت مسرحًا لانفجارات متتالية تهدد مقومات السلام والاستقرار، منوهًا إلى أن ما تشهده غزة من حرب إبادة ممنهجة تمثل أبشع صور الجرائم ضد الإنسانية.
وأضاف أن خطاب الكراهية والتحريض، إلى جانب غياب المساءلة، يعمّق من المأساة الإنسانية، مشيرًا إلى أن آخر حلقاتها الدامية هي ما يجري في قطاع غزة.
وأكد الوزير أن مصر، التي كانت أول من أرسى دعائم السلام في الشرق الأوسط عبر مبادرة الرئيس السادات عام ١٩٧٧، تواصل التمسك بخيار السلام الشامل والعادل.
وأضاف أن مصر تعرب عن امتنانها وتقديرها لما أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من التزام بالعمل مع قادة المنطقة لإنهاء الحرب في غزة، وتهيئة بيئة دولية متكاملة لتحقيق الأمن والاستقرار وبناء الثقة المفقودة.
كما أضاف عبد العاطي أن مصر تبدي كامل الاستعداد للبناء على هذه الرؤية من خلال إنهاء الحرب وفتح آفاق السلام وإطلاق سراح الرهائن والأسرى وتخفيف معاناة الجرحى والمصابين، مؤكدًا أن مصر ستواصل جهودها لإعادة الإعمار وترسيخ الأمن.
وتابع وزير الخارجية أن السودان يمر بمرحلة دقيقة تتطلب تكاتف الجهود، وأن مصر تعمل بالتعاون مع مجلس السيادة السوداني والشركاء الدوليين لإعادة الاستقرار، كما أكد أهمية دعم ليبيا ومؤسساتها الوطنية، وخروج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة منها، بما يتيح تمكين الدولة الليبية من استعادة سيادتها واستقرارها.
وفي السياق نفسه، شدد عبد العاطي على ضرورة التوصل إلى حل شامل للأزمة اليمنية يحفظ حرية الملاحة وأمن البحر الأحمر، خاصة في ضوء ما تكبدته مصر من خسائر جسيمة جراء اضطراب الملاحة في قناة السويس.
وأضاف أن مصر تدعم الجهود الدولية وتشارك بقوات من الجيش والشرطة ضمن بعثة AUSSOM لتعزيز الاستقرار في المنطقة.
وأشار الوزير إلى الدور الإنساني البارز الذي تقوم به مصر باستضافة أكثر من عشرة ملايين مهاجر ولاجئ، وتوفير الرعاية والدعم لهم دون معسكرات أو تمييز، مضيفًا أن هذا الموقف يجسد التزام مصر الأخلاقي ومسؤوليتها التاريخية.
كما قال عبد العاطي إن مصر تتبنى سياسة نشطة لنزع فتيل الأزمات وبناء السلام، وتؤكد دومًا على مكافحة الإرهاب ومنع الانتشار النووي، داعيًا إيران للالتزام بالمعاهدات الدولية، ومشددًا على رفض مصر أي استهداف للمنشآت النووية.
وفيما يخص القضية الفلسطينية، شدد الوزير على أن مصر كرّست منذ اندلاع الأزمة كل جهودها لوقف إطلاق النار في غزة، واستئناف إدخال المساعدات دون عوائق، مضيفًا أن أي سيناريو لتهجير الفلسطينيين مرفوض رفضًا قاطعًا ويُعد جريمة تطهير عرقي.
وحذر من أن استمرار الاحتلال وسياسات القمع والاستيطان يقوض فرص تحقيق السلام، مشيرًا إلى أن مصر ستظل داعمة للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو ١٩٦٧.
وأضاف عبد العاطي أن مصر تؤكد رفضها المطلق لتصفية القضية الفلسطينية أو الالتفاف على حق الشعب الفلسطيني، موضحًا أن مصر طرحت خطة متكاملة لإعادة الإعمار، وحصلت على دعم واسع من الدول العربية والأوروبية.
وحذر الوزير من خطورة استمرار السياسات الإسرائيلية الحالية، معتبرًا أن غياب الرؤية والحكمة سيؤدي إلى انفجار جديد في المنطقة. وأضاف أن مصر، التي دفعت ثمنًا غاليًا دفاعًا عن الاستقرار، تواصل طرح حلول واقعية تستند إلى الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة.
وأكد وزير الخارجية على أن مصر تنظر إلى الأمم المتحدة باعتبارها الإطار الجامع لتحقيق التعاون الدولي وحل النزاعات بالطرق السلمية، مضيفًا أن العالم بحاجة إلى عودة الروح الجماعية والعمل المشترك لمواجهة التحديات غير المسبوقة وضمان مستقبل آمن للشعوب.