سلطان الفرحان… نجم «المئوية» يدشن صفقات الاتحاد المحلية

سانتو وخيسوس… قرارات صارمة و«صادمة»
لم يكن مألوفاً إقصاء مدرب لثلاثة من أبرز نجوم الفريق خلال معسكره الإعدادي، وإبعاد آخر لأحد هدافي الفريق من المحترفين الأجانب، إلا أن ذلك ما شهده الشارع الرياضي السعودي على أرض الواقع وكان مسرحه ناديين من الأندية الأربعة الكبرى ممثلة في الاتحاد والهلال، وأبطاله المدرب البرتغالي سانتو ومواطنه خيسوس.
وكان البرتغالي جورجي خيسوس مدرب فريق الهلال قرر إعادة المهاجم المالي موسى ماريغا إلى العاصمة الرياض وإبعاده من معسكر الفريق المقام حالياً في النمسا، وذلك لعدم قناعته الفنية باللاعب وطلب وضعه على قائمة الانتقالات، حيث سيكمل ماريغا تدريباته اللياقية في مقر النادي «الأزرق»، في حين أعلن الاتحاد الذي يستعد للمشاركة في كأس العالم للأندية ديسمبر (كانون الأول) المقبل قائمته للمعسكر الداخلي التي شهدت استبعاد الثلاثي عبد العزيز البيشي وعبد الرحمن العبود وحمدان الشمراني بعد وصوله لقناعة بعدم جدوى استمرارهم مع الفريق تحت قيادته.
ويمارس البرتغالي نونو سانتو مدرب فريق الاتحاد حياته المهنية بجدية ملحوظة ولافتة؛ فهو لا يبتسم كثيراً، ولا يحتفل بصورة مُبالغ فيها، ويعشق الهدوء وتبدو ملامحه جادة وصارمة، لكنه حينما يبلغ هدفه يحتفل على طريقته المعتادة؛ إذ ينطلق نحو المدرج ويلوح للجماهير المحتشدة.
وعُرف عن سانتو أنه مدرب لا يتراجع في أي قرار فني يتخذه، ففي الموسم الماضي قرر إبعاد زياد الصحفي قبل بداية الموسم رغم حضوره في القائمة الصفراء، إلا أن المدرب أصر على قراره ورحل اللاعب، وخلال الموسم الماضي عاش سانتو بشد وجذب مع الثنائي حمدان الشمراني وعبد الرحمن العبود على وجه الخصوص.
وكانت فترات إبعاد حمدان الشمراني أكثر من غيره من اللاعبين؛ إذ قضى الشمراني فترات تدريب منفردة بعيداً عن التدريبات الجماعية قبل أن يعيد اللاعب في فترات متقطعة ومتأخرة من الموسم، وذات الحال بدا عليها اللاعب عبد الرحمن العبود الذي يمثل أهمية كبيرة في خريطة فريق الاتحاد، إلا أن سانتو كان يُبعد اللاعب لأسباب بدت انضباطية وليست فنية.
وتعرض العبود أيضاً لإبعاد عن التدريبات الانفرادية وخلت قائمة كثير من المباريات من اسمه، إلا أن المدرب قرر مع الموسم الجديد التخلي عن اللاعب بصورة نهائية، لكن لم تقرر إدارة النادي مصير اللاعب بعدُ وسط أنباء عن عروض وصلت من أندية أخرى للاستفادة من خدماته في الموسم الجديد.
أما عبد العزيز البيشي ثالث اللاعبين المُبعدين عن قائمة البرتغالي نونو سانتو، فقد بدا الأقل من بين أقرانه الآخرين إبعاداً عن القائمة، إلا أن سانتو كان قليل الاعتماد عليه ويركنه على مقاعد البدلاء قبل قرار إبعاده النهائي.
يمثل عبد الرحمن وعبد العزيز البيشي قوة فنية في وسط الميدان من بين اللاعبين المحليين، ويسجلان حضورهما في قائمة المنتخب السعودي؛ إذ كان العبود أحد اللاعبين الحاضرين في مونديال قطر 2022، إلا أن صرامة البرتغالي نونو سانتو كانت تضع مصلحة الفريق فوق أي اعتبارات أخرى.
سانتو الذي حظي بثقة كبيرة ومطلقة من جانب إدارة الاتحاد، نجح الموسم الماضي في إعادة الفريق لواجهة البطولات مجدداً، وتحديداً لقب الدوري السعودي للمحترفين، بعد سنوات من الغياب؛ إذ كان آخر لقب يحققه في 2009، بالإضافة إلى تحقيقه لقب كأس السوبر بعد منافسة شرسة مع النصر في نصف النهائي، ثم الفيحاء في نهائي البطولة.
ويتأهب الاتحاد للعودة لمنافسات بطولة كأس العالم للأندية بعدما شارك في نسخة 2005 إثر فوزه بلقب بطولة دوري أبطال آسيا حينها، في حين سيشارك هذا العام بعد حصوله على لقب الدوري السعودي وتمثيله البلد المستضيف «السعودية» التي تستضيف البطولة للمرة الأولى.
وفي الجانب الآخر، حيث البرتغالي جورجي خيسوس مدرب فريق الهلال الذي يُعرف بصرامته الكبيرة وانفعالاته التي لا تهدأ حتى أثناء سريان المباراة، وحتى حينما يكون فريقه متقدماً أو فائزاً بنتيجة كبيرة، إلا أن خيسوس دائماً ما يحث لاعبيه على بذل المزيد من الجهد والتركيز وتقديم أفضل ما لديهم.
وقرر خيسوس بعد أيام قليلة من التحاقه بمعسكر النمسا حيث يستعد الفريق «الأزرق» للموسم الجديد، إعادة المالي موسى ماريغا الذي كان إحدى ركائز الهلال في الموسمين الماضيين، وجاء قرار الإبعاد لأسباب فنية كما أعلن النادي العاصمي، حيث سيؤدي اللاعب تدريبات لياقية حتى بيع المتبقي من عقده.
ولم يكن خيسوس مقتنعاً بأداء اللاعب؛ لذلك فضل إبعاده من المعسكر وعدم استمراره لحين رحيله، ومن المتوقع أن يواصل ماريغا مشواره في الدوري السعودي كخطوة أولى أو ينتقل إلى أحد الدوريات الأوروبية حيث ما زال يتبقى في عقده سنة إضافية مع الهلال.
ويعمل البرتغالي الذي سبق له خوض تجربة لم تكتمل مع الهلال في 2019 على إعداد فريقه للظهور بصورة مختلفة ومغايرة بعد الموسم الماضي الذي لم يظهر فيه الفريق بصورة مثالية، رغم بلوغه نهائي دوري أبطال آسيا وكأس العالم للأندية وتحقيق لقب كأس الملك.
ويتأهب الهلال لتدشين موسمه في 27 يوليو (تموز) الحالي حيث بطولة كأس الملك سلمان للأندية العربية التي ستقام في مُدن أبها والطائف والباحة، وكان «الأزرق» قد دشن صفقاته بعد موسم من الحرمان والإيقاف بالتعاقد مع البرتغالي روبن نيفيز والمدافع السنغالي خاليدو كوليبالي، ويقترب من إعلان ثلاث صفقات أخرى.